نشرت مجلة الفورن بوليسى الامريكية تقريرا فى عددها هذا الاسبوع تكشف فيه كواليس و خلفيات ما يحدث بين دول مجلس التعاون الخليجى ، خاصة بعد قرار المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة ، والبحرين سحب سفرائهم من قطر، بدعوى أن الدوحة انتهكت بند في ميثاق مجلس التعاون الخليجي و الذى يحظر على اى دولة التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي. و لكن قبل الخوض فى التفاصيل ، حرصت المجلة الامريكية على التاكيد ان مثل هذا القرار، لم يسبق له مثيل في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، وان الخلاف القائم قد يستمر لفترة من الوقت ،وينذر فى الوقت ذاته بامكانية حدوث تغييرات كبيرة قادمة داخل التحالف الخليجى وهو ما قد يخل بميزان القوى في المنطقة . ويشرح التقرير ان ما حدث فى الخامس من مارس باعلان سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة ، هو محصلة تراكمات وقد كانت مسالة وقت فقط قبل ان يتم اعلان الخلاف بهذه الطريقة ... ففى ديسمبر الماضى، و خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت ، كادت الرياضوأبوظبي ان تفتحا قضية تمويل قطر المزعوم للإرهاب في سوريا وأماكن أخرى. ولكن في اللحظة الأخيرة، تراجعت السعودية لتجنب إحراج الدولة المضيفة للقمة ، و بدلا من هذا تم توجيه تحذير شديد اللهجة للدوحة . وقبل بضعة أسابيع قبل ذلك، وبخ القادة السعوديون أمير قطر الجديد "الشيخ تميم " خلال اجتماع عقد في الرياض تم ترتيبه من قبل زعيم دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد . . و خلال الاتماع تم مطالبة " تميم " البالغ من العمر 33 عاما بضرورة إجراء تعديلات جدية في السياسة الخارجية لبلاده، بما في ذلك وقف التمويل للجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا ، و ذكرت التقارير ان امير قطر بالفعل رد بالايجاب ، لكنه طلب بعض الوقت لإجراء التغييرات اللازمة. و تقول الفورن بوليسى ان "تميم " قد تمكن في نهاية المطاف من اللحد من تورط الدوحة في الصراع السوري ، ولكن بمجرد ان ادركت قطر خسارتها فى سوريا ، حرصت على التعويض بمضاعفة التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس . وبالإضافة إلى ذلك، واصلت جهودها للتقرب إلى إيران وتركيا، ودعم المتمردين الحوثيين في اليمن ، بل و عمدت لتلمس طريقها الى حزب الله اللبنانى . و مع كل هذه التحركات اصابت الدوحة كل عصب و ناقوس خطر في كلا من أبوظبيوالرياض، حيث يسعى المسئولون هناك لفعل كل ما في وسعهم للإجهاز على الإخوان المسلمين (بما في ذلك وصفها بأنها جماعة إرهابية ).. بالطبع مع كل هذا فلا عجب، إذن، من أن البحرينيين والإماراتيين والسعوديين سرعان ما اتهموا قطر بمحاولة تقويض دول مجلس التعاون الخليجي ، وقاموا باعلان سحب سفرائهم من العاصمة القطرية .