"short selling " أو "اقتراض الأسهم بغرض البيع" الية جديدة تنتظر موافقة هيئة الرقابة المالية على قواعد عملها لتطبق في البورصة المصرية قبل نهاية العام. وسبق ان أعلن عدة مرات عبر السنوات الماضية ومنذ رئاسة ماجد شوقي للسوق ان البورصة المصرية في طريقها لتطبيق هذه الالية. وفي ظل اقتراب تطبيق الية "اقتراض الأسهم بغرض البيع" – وفقا لرئيس البورصة المصرية الجديد محمد فريد- كان لابد ان نتعرف بشكل اوضح عن طريقة عمل هذه الالية، والمخاوف التي ترددت حولها، والمكاسب المتوقعة منها. كيفية عمل الالية اتهمت الالية بانها أحد اسباب الأزمة المالية العالمية في عام 2008 ، حيث تعمل في الاسواق العالمية بنظامي البيع على المكشوف والبيع المغطي ( naked short selling& covered short selling)، والالية الاولى هي الاخطر حيث يقوم البائع ببيع أسهم لا يمتلكها على ان يوفرها خلال ثلاث ايام للمشتري بالسعر المتفق عليه. واوضح وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات ادارة المحافظ المالية ان الية "short selling " العالمية تقوم على البيع على المكشوف وهو بيع ما لا تملك وهو امر اختلف عليه شرعا في مصر، الا ان ما هو مطروح تطبيقه في السوق المصرية هو بيع للسلف. وحول كيفية عمل الالية اوضح عنبة ان هناك ثلاثة اطراف في هذه الالية، الاول الصندوق ( التابع لمصر للمقاصة) يوضع فيه الاسهم لاقراضها، وهناك (مالك الاسهم) الذي يقرض الصندوق نظير عائد يومي على عدد الايام التي اقرضت فيها الصندوق، ومقترض لشراء الاسهم وبيعها ويسدد هذا القرض بشرائها مرة اخرى. واوضح ان اموال الاسهم المقترضة تبقى في الصندوق فيقوم الصندوق باستثمارها ومن عائدها يعطي المقرض الفائدة. التطبيق تدريجي ويرى احمد العطيفي خبير اسواق المال ان الية اقتراض الاسهم بغرض البيع ستطبق على الاسهم القيادية فقط في البداية نظرا لما للشروط التي يجب ان تتوفر في الاسهم المقيدة ومنها احجام التداول والملائة المالية للشركة. واضاف العطيفي ان لن تستطيع كافة شركات السمسرة تطبيقه ايضا، متوقعا ان يقوم العشر شركات الكبرى فقط بالتعامل بالالية والتي دربت العاملين لديها على اليات الشورت سيلينج. واوضح انه يجب ان لا تفعل في نفس اليوم ( البيع والشراء في ذات الجلسة والافضل ان يكون الامد اطول. كان محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة أكد في وقت سابق انه بمجرد موافقة الرقابة المالية على القواعد سوف يقوم بتدريب السماسرة على المنظومة الجديدة التى تدعم وبقوة عمليات التطوير والتحديث التى يقوم بها مجلس ادارة البورصة الجديد. واكد وائل عنبة ان " short selling" الية جديدة تضاف إلى السوق من اجل تطويره للتشجيع على زيادة احجام التدول وجذب مستثمرين جدد، مضيفا ان من خلال هذه الالية يستطيع المستثمر ان يكسب في حالة الهبوط كما يكسب في حالة الصعود. واوضح وائل عنبة انه منذ عام 2004 يتردد ان هذه الالية ستطبق كما اعلنت مصر للمقاصة مرارا وتكرارا جاهزيتها لتطبيق " short selling". مخاوف ومزايا واوضح ابراهيم نمرة خبير اسواق المال في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر ان هناك تخوفات منها الشق الديني، فهناك البعض الذي يرى ان هناك "شبهة حرمانية" في بيع ما لا املك وهذا الجزء سيفقد الالية قاعدة عريضة من المستثمرين. واضاف نمرة ان هناك تخوف من "غياب الوعي" اي ان عدم وعي المتعاملين الكافي قد يؤدي الى التذبذب، وهو امر يمكن حدوثه خلال اول اسبوعين من تطبيق الالية الا ان التركيز عليه يعد تركيزا على الوجه القبيح للالية فقط". واستطرد قائلا فعلى النقيض الية الشورت سيلينج تتميز بان نهاية العملية شراء( اقترض السهم لبيعه ثم اعيد شرائه) مما يؤدي الى سرعة الحركة في السوق وزيادة احجام التداولات فضلا عن جذب مستثمرين جدد فهناك صناديق استثمار تعمل على هذه الالية فقط. واكد ان الشورت سيلينج قد يسرع من حركة الذبذبة في السوق الا انه لن يؤدي الى هبوط او ارتفاع الاسهم، وهي امور تأتي من نتائج اعمال الشركات او اي احداث سياسية او اقتصادية سواء داخلية او خارجية. وأكد نمير ان لو كانت الية الشورت سيلينج مطبقة وقت ثورة يناير كان المستثمرين سيحققون أرباحا كبيرة، الا ان غيابها ادى الى اتجاههم لتسييل محافظهم والخروج من السوق انتظارا لاستقرار الامور.