يُقام حالياً في قاعة كمال خليفة بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك أحدث معارض الفنانة رانيا الحكيم وتستمر فعالياته حتى 28 فبراير الحالى بجوار معرض للفنان محسن شعلان (تصوير) بعنوان "القط الأسود .. تجربة سجن" وآخر في مجال (الخزف) للفنان محي الدين حسين بالمركز وتعرض الفنانة رانيا الحكيم به أعمالاً على الزجاج أختارت لها المقاسات الصغيرة في التجربة الأولى لها، واستخدمت فيها ألوان الزيت التي وجدتها الأطوع لتجسيد رؤيتها الفنية لأرض مصر الزاخرة بكل هذه الطبقات التاريخية والتراكمات الإجتماعية من منظور عين الطائر . كما حاولت رانيا في بعضها تجسيد التلامس بين عدد من المسطحات مثل المياه والصحراء والأراضي الزراعية وهناك أعمال تتناول المعابد والآثار الفرعونية وعناصر نباتية. والمشاهد للمعرض يلاحظ وجود فراغات بين اللوحات المُعلقة تقول عنه الفنانة أنه مقصود لإيجاد نوع من الإستقلالية حيث يمثل كل عمل حالة ورؤية مستقلة عن الآخرين، ويندرج ضمن إهتمام الفنانة في معظم أعمالها على مراعاة التناغم بين الكتلة والفراغ. وعن سبب إختيار فكرة المعرض، قالت الفنانة رانيا فى بيان لقطاع الفنون التشكيلية الاثنين : " في مصر وحدها يمكنك عبر التجول في شارع واحد مُعايشة خليط من ثقافات وفنون متعددة، أصبحت أكثر وعياً بفكرة الطاقة المتولدة من هذه التعددية الآسرة بالحركية، بالإيقاع الخفي وراء ما يبدو عشوائياً . وفي أعمالي التصويرية أحاول الإمساك بهذه الشبكة من العلاقات المتناقضة والمتداخلة من المتحرك والثابت، المرئي والمخفي، الصارخ والمتلاشي في لحظة تفاعل هي إنعكاس للروح الإنسانية". وفي لفتة وفاء نبيلة أهدت الفنانة رانيا الحكيم معرضها لأستاذها الفنان الراحل محمود عبدالله الذي أهدت لروحه كلمة تقول فيها : "بعد رجوعك النهائي من إيطاليا إعتدتُ أن أتردد على مرسمك في المعادي لدراسة الفن ،فكنت سخياً معي وقد فهمت شخصيتي الشغوفة بالاستكشاف والتجريب، فمنك تعلمت الرسم والتصوير والتصميم الجرافيكي وفن الاركِت وطباعة القماش وفن الباتيك". واكملت " علمتني أن أتكلم مع لوحاتي وأنصت إليها، ولم يكن لي الحظ أن أراك وأنت تتعامل كحفار مع ألواحك المعدنية وأخبارك وماكينة الطباعة التي كانت تتوسط الغرفة وكانت محل إنبهاري دائماً، وظللت من وقتها شغوفة بهذا الفن ولكن كان هناك شيء يحول بيني وبين الرغبة في تعلمه وهي فكرة التكرار التي لا تجعل من العمل الفني شيئاً متفرداً... لكن الزمن يمر ويعود شغفي القديم ليدخلني في هذه التجربة التي منها خرجت هذه الأعمال الصغيرة (المونوبرينت) التي حاولت أن أحمّلها شيئاً من روحي أهديها إليك اليوم علّ يوماً يكون لقاء". يذكر أن رانيا أحمد شكري الحكيم من مواليد ديسمبر1961، بكالورريوس إدارة أعمال الجامعة الأمريكية 1983، دراسات تخصصية في التصوير من الجامعة الأمريكية وجامعة ماري لاند بمدينة بلتيمور بالولايات المتحدة، وتتلمذت على يد الفنان الراحل محمود عبدالله ثم الفنان مصطفى الرزاز . كما عملت فترة مصممة للأزياء قبل أن تتفرغ للفن التشكيلي، ولها عدد من المعارض الخاصة والعديد من المشاركات بالمعارض والصالونات والمهرجانات الجماعية بمصر والخارج، كما لها مقتنيات خاصة لدى أفرد في مصر ودبي