شيء من القاهرة..شيء من فلورنسا هي الترجمة الاقرب للدقة للعنوان الذي يحمله احدث معارض الفنان هاني راشد SomefromCairo..SomefromElorence المقام حاليا بقاعة جاليري مشربية بوسط القاهرة. يختار هاني راشد للوحات معرضه قطعا صغيرا قطع ورقة الطباعة وتقنية غيرشائعة بين فناني الجرافيك المونو برينت التي يشرحها بقوله: لاتختلف المونوبرينت في طريقتها في الطباعة عن تقنيات طباعة الجرافيك العادية الا ان تميزها يأتي كما يتضح من اسمها انها تقتصر علي طباعة نسخة واحدة للوحة فيما ينتج فنان الجرافيك عادة عدة نسخ تصل الي ثمان من عمله الواحد مما يجعل من اللوحات المنتجة بتقنية المونو برينت لوحات فريدة ومرتفعة القيمة الفنية والمالية كذلك. يسيطر علي المعرض كما هي عادة هاني راشد في معارضه الزهد الشديد في الخطوط والميل للتلخيص واستبعاد التفاصيل الزائدة الا ان ذلك الزهد في التفاصيل يتجاور في هذا المعرض مع التقشف الشديد في استخدام اللون ليصير الابيض والاسود بدرجاته هما المسيطران بشكل مطلق علي لوحات المعرض العديدة. يظهر في المعرض التفوق العددي لمشاهد فلورنسا مقابل تلك المشاهد القاهرية وان حملت مشاهد القاهرة دفئا وحياة لاتظهر في لوحات المدينة الايطالية, في مشاهد القاهرة ينقل هاني راشد مشاهد من الحياة اليومية, لقطات بسيطة الا انها عامرة بالحكايات..اسرة تجلس لمائدة شبه خاوية, صورة تحوي وضعا تقليديا يميزصور العائلات الا ان الزوجة والابناء تم استبدالهم بمجموعة من الاصدقاء وكأنهم عائلة بديلة,رجل يداعب قدم حبيبته النائمة وكاتب صحفي يجلس خلف القضبان.. كلها مشاهد قد تلمح فيها ظلا لذكري خاصة لديك او مشهدا من فيلم شاهدته او تشابها ملحوظا مع موقف او شخص تعرفه. هذه الحياة التي تمتليء بها لوحات القاهرة تم ازاحتها تماما في لوحات فلورنسا التي تسيطر علي جدران قاعة العرض وهو مايفسره هاني راشد بقوله: هذا المعرض هو نتاج ورشة عمل ذاتية بين القاهرة وفلورنسا, ووجدت ان تجربة فلورنسا تستحق ان تعرض بكاملها باعتبارها حدثا لمرة واحدة وتجربة لن اعود اليها لاكررها بينما القاهرة حية وحاضرة في جميع معارضي بمظاهر مختلفة وهذا هو سبب التفوق العددي للوحات فلورنسا بالمعرض. اما فيما يتعلق بسيطرة الايقونات والمشاهد المنقولة علي تجربة فلورنسا علي عكس القاهرة فيقولانا مهتم بفنون عصر النهضة, ويستهويني الرسم والحفر والنحت الخاص بهذه الفترة مما دعاني لبدء تجربة استلهام تلك الفنون في مجموعة لوحات نقلت اليها ايقونات ولوحات ومشاهد من المتاحف والكنائس والشوارع.بفلورنسا الايطالية وهذا قد يعكس التصور الخاص بانسحاب الحياة من اللوحات الا انه يبقي تصورا غير صحيح,فالايقونات لم تنقل كما هي بل تم تجريدها واعادة بناء العلاقات بينها ودمجها في بنية فنية جديدة دون ان تخرج عن الاسلوب الفني الذي يميز هويتها في الرسم والخطوط والابعاد, كايقونات قادمة من عصر له خصوصيته المميزة. خطوط هاني راشد تحمل طفولة واضحة, تجعلها اقرب للرسوم الكاريكاتورية, فهو لايعني بالابعاد والنسب الخاصة بتكوين الجسد اوالوجه ولايلقي اليها بالا ويفسر هاني راشد ذلك قائلا احاول دوما ان اكون بسيطا وتلقائيا اثناء الرسم, انا لم ادرس الفن ولهذا لا ابالي بما يعده نقاد الفن التشكيلي خطأ, وما يتضح في المعرض من بساطة في الخطوط وميل للبساطة هو جزء من روح العمل وروحي الفنية بشكل عام. روحه الفنية كما يسميها تدفعه دوما الي التجريب فكل معرض لهاني راشد ينطوي علي تقنية مختلفة او خامة جديدة يستخدمها فبين الكولاج, والرسم علي الفوتوغرافيا, والتصوير الكلاسيكي, ثم المونوبرينت تتنوع معارض راشد وخاماته, ويعلق علي هذا التنوع في حديثه للاهرام المسائي بأنه يميل إلي التجريب بشكل عام لانه ككل فنان يعرف ان بداخله مساحات ابداعية لم تكتشف بعد, مضيفا انه يبحث من خلال التجريب علي تكنيك يمكنه الاستقرار عليه. يري هاني راشد ان كل تجربة تمثل للفنان لبنة في بناء فني, وان التجريب لايعني اهدار قدرات ابداعية او اهدارا زمنيا فكل تجربة تأتي بجديد ان لم يضفه الفنان اليها, فانها حتما تضيف اليه