وصل الرئيس الكيني اوهورو كينياتا اليوم السبت إلى الخرطوم بعد أسبوع من دعوة وجهها السودان إلى جميع الدول الافريقية للانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية. كانت الخرطوم شجعت الدول الافريقية في 21 أكتوبر (تشرين الأول)، على الاحتذاء بجنوب افريقيا التي أعلنت انسحابها من المحكمة الدولية المذكورة. وقرر بلدان آخران أيضا الانسحاب هما بوروندي وجامبيا. واستقبل الرئيس عمر البشير في المطار نظيره الكيني الذي سبق ان لاحقته المحكمة الجنائية الدولية على خلفية أعمال عنف في بلاده بين 2007 و2008. كذلك، تلاحق المحكمة البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية كمال الدين إسماعيل ان "زيارة الرئيس كينياتا تأتي في فترة مهمة". وأوضح مسؤولون سودانيون ان الرئيسين سيبحثان احتمال انسحاب كينيا من المحكمة الجنائية الدولية علما بان السودان ليس من موقعي معاهدة روما التي نصت على قيام المحكمة. وردا على سؤال عما إذا كانت كينيا ستنسحب من المحكمة، قال إسماعيل "هذا أمر تقرره كينيا". وكان مقررا ان تحاكم المحكمة الجنائية كينياتا نهاية 2014، لكن المدعي أوقف الملاحقات بحقه لعدم كفاية الأدلة حول أعمال العنف التي تلت الإنتخابات في بلاده بين 2007 و2008. وفي 2015، رفضت جنوب افريقيا توقيف الرئيس السوداني الذي زار مدينة جوهانسبورج لحضور قمة للإتحاد الافريقي، مؤكدة انه يتمتع بحصانة. وشكلت هذه القضية بالذات مبررا لقرار بريتوريا الانسحاب من الجنائية الدولية. من جهتها، اعتبرت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا في مقابلة نشرت اليوم السبت ان انسحاب ثلاث دول افريقية من المحكمة يشكل "تراجعا"، لكنها أملت في ان تواصل المحكمة عملها في هذه القارة. والمحكمة هي أول محكمة دولية دائمة مكلفة ملاحقة متهمين بارتكاب ابادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. ومنذ انشائها العام 2003 فتح قضاتها عشرة تحقيقات بينها تسعة في بلدان افريقية.