واصلت معدلات نمو العملاء بالبنوك إنخفاضها لسادس شهر على التوالي أمام الفترات المقابلة من العام السابق، الا ان القفزات التي حققتها العملة الصعبة أمام الجنيه أدت إلى تحقيق نموا "خادعا" للودائع في 6 أشهر. وحققت ودائع العملاء بالبنوك العاملة بمصر نموا بنسبة 10.9 % في 30 يونيو 2016 لتصل الى 2123 مليار جنيه مقابل 1914,6 مليار جنيه نهاية العام الماضي ويقل معدل نمو الودائع عن المعدل المحقق خلال الفترة المقابلة من العام الماضي والذى بلغ 11.6%. وأرجع أحمد ادم الخبير المصرفي النمو المحقق إلى زيادة أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه وليس لزيادة فى إيداعات العملاء بالعملات الأجنبية. واشار إلى انه عند تقييم الودائع بالعملات الأجنبية بالجنيه المصري تصبح النتيجة نموا قدره 15.7% بينما المعدل الفعلي – فيما لو لم يتم تحويل الودائع بالعملة الاجنبية للجنيه المصري- لم يتجاوز 1.9% فقط. وبلغت معدلات نمو الودائع المحلية فى 30 يونيو 2016 ماقدره 9.7% مقابل 11.6% خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. بينما زادت الودائع بالعملة الأجنبية في 30 يونيو 2016 بما قدره 900 مليون دولار محققة معدل نمو 1.9% مقابل زيادة بمقدار 2.1 مليار دولار وبمعدل نمو 4.6% خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. أسباب تراجع معدلات نمو الودائع ولفت الخبير المصرفي إلى أن هناك أسباباً لإنخفاض معدلات نمو الودائع عن الفترة المقابلة من العام الماضي يأتي على رأسها إرتفاع أسعار الذهب بمتوسط يتجاوز 50% خلال فترة 6 أشهر فقط ،وهو ما دفع بعض أصحاب الفوائض المالية للإستثمار في المعدن الاصفر النفيس. فضلا عن إرتفاع أسعار الدولار بالسوق السوداء بنسبة 30.5% خلال 6 أشهر فقط، إذ بلغ سعره بالسوق السوداء نهاية يونيو الماضي 11.01 جنيهاً مقابل 8.5 جنيهاً نهاية العام الماضي وهو ما دفع بعض أصحاب الفوائض المالية للإتجاه بفوائضهم المالية إما للإستثمار بالدولار بيعاً وشراءاً بالسوق السوداء وإما بإكتنازه خارج نطاق الإيداع بالبنوك وإستخدامة كمخزن للقيمة . "إرتفاع أسعار الدولار بالسوق الموازية مستمرة حالياً وتزيد إرتفاعاتها عن 56% خلال9 أشهر فقط" واوضح الخبير المصرفي ان ما ساهم في تراجع معدلات نمو الودائع تخلي بعض المستثمرين عن فكرة التوسع في الاستثمار في ظل الظروف الإقتصادية الراهنة وإنكمش البعض الآخر بحجم الأعمال القائمة. و أضاف " البورصة المصرية تواصل التراجع منذ بداية العام كما أنها خارج نطاق الفكر الاستثمارى لأغلب المصريين من أصحاب الفوائض المالية". انخفاض السيولة وطباعة النقود ويرى احمد ادم الخبير المصرفي ان معدلات نمو الودائع هى القاطرة التى تجر معدلات نمو إجمالى أصول البنوك للتعاظم، وقد بلغ معدل نمو اجمالى أصول البنوك فى 30 يونيو 2016 ما قدره 14.5% إذ بلغ إجمالى الأصول 2846.1 مليار جنيه. وأضاف ان إنخفاض معدل نمو الودائع لسادس شهر على التوالي ومع زيادة المصدر من إذون الخزانة أثر على السيولة المتاحة بالبنوك وهو ما دفع البنك المركزي لزيادة النقد المصدر خلال شهر يونيو بواقع 16.4 مليار جنيه. وزاد الرصيد القائم منها بمقدار 13.5 مليار جنيه خلال يونيو حيث زاد الرصيد القائم من 643.2 مليار جنيه فى مايو إلى 656.7 مليار جنيه فى يونيو وارتفع النقد المصدر من 352.9 مليار جنيه نهاية مايو الماضي إلى 369.3 مليار جنيه نهاية يونيو وليبلغ ماتم طباعتة من نقد خلال النصف الأول من العام الحالى 44.7 مليار جنيه. واوضح أحمد أدم الخبير المصرفي ان البنك المركزي قام برفع أسعار العائد على اذون الخزانة 1.5% خلال مارس بهدف ترغيب الصناديق الأجنبية على الإستثمار بها، وكذا حائزي الدولار مع ضمان خروجهم بذات أسعار الصرف التى تم الشراء بها. واستطرد قائلا "إلا أن الأرقام أكدت أن الزيادة التى تمت على إمتلاك الأجانب لاذون الخزانة بعد القرار وحتى نهاية يونيو الماضي لم تتجاوز ال 20 مليون دولار إذ زاد إمتلاك الأجانب لاذون الخزانة من 356 مليون جنيه نهاية مارس الماضي إلى 532 مليون جنيه نهاية يونيو الماضي. وتوقع قيام البنك المركزى بتخفيض الجنيه أمام الدولار في غضون الأسابيع القليلة القادمة وقبل إجتماع الصندوق، مرجحا رفع أسعار الفائدة بالمواكبة مع تخفيض قيمة الجنيه للتخفيف من التأثيرات السلبية لإرتفاع معدلات التضخم. وأوضح ادم إرتفاع أسعار الفائدة على ودائع القطاع العائلي عن طريق رفع أسعار الفائدة على شهادات الإدخار يمكن لها أن ترتفع بمعدلات نمو الودائع.