فى إطار الجهود الأمريكية لاستئناف عملية السلام على المسار الفلسطينى الإسرائيلى، وخاصة بعد إقالة حكومة حماس وتشكيل حكومة طوارئ فلسطينية تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إسرائيل والضفة الغربية هذا الشهر لتشجيع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى أول جولة لها فى المنطقة منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وستكون جولة رايس التى تبدأ من 16 إلى 20 من الشهر الجارى، وتشمل رام اللهوالقدس وأكرا، حيث تناقش قضايا تجارية واقتصادية مع المسئولين الأفارقة،وتعد أول زيارة تقوم بها رايس لإسرائيل والأراضى الفلسطينية منذ أربعة أشهر . وأوضح مسئول أمريكى أن رايس ستعقد اجتماعات مع المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل تحريك عملية السلام، ومن المحتمل قيامها بزيارات أخرى، ويرى المراقبون أن واشنطن تأمل الآن أن ترعى اتصالات للسلام بين الإدارة الفلسطينية الجديدة وإسرائيل، وكانت آخر مرة زارت فيها رايس إسرائيل والمنطقة فى مارس عندما أعلنت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت ومحمود عباس يعتزمان الالتقاء كل أسبوعين وهو برنامج لم يستطع الزعيمان الوفاء به .
وكانت المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية قد تعثرت منذ سبع سنوات، وتريد الولاياتالمتحدة استئنافها بشأن قيام الدولة الفلسطينية مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، لكن إسرائيل تريد من الفلسطينيين أن يكبحوا جماح النشطاء أولاً ورفضت ضغوطاً للتفاوض على قضايا مثل اللاجئين الفلسطينيين ومصير القدس والحدود .
كما أنه من المنتظر أن تحضر رايس أثناء هذه الزيارة اجتماع اللجنة الرباعية الخاصة بالسلام، حيث تجرى حالياً المشاورات بين مصر والسعودية والأردن وجامعة الدول العربية حول ترتيبات الاجتماع المقبل للرباعية الدولية فى القاهرة والذى من المتوقع عقده فى 16 من الشهر الحالى وسوف تجتمع الرباعية الدولية التى تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى مع كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت كما تلتقى مع المجموعة العربية المُكلفة بالمبادرة العربية من قمة الرياض .
ومن ناحيته أشار وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن بلاده تأمل بأن يعقد الاجتماع المقبل لمجموعة الوساطة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط يوم 16 يوليه الجارى معرباً عن أمله فى ان ينعقد فى الشرق الأوسط لكنه لم يحدد مكاناً .
وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية " توم كايسى " عدم الرغبة فى السماح لمبعوث اللجنة الرباعية تونى بلير ببدء حوار مع حركة حماس، مُشيراً الى أن مهمته الرئيسية هى العمل مع الرئيس محمود عباس والحكومة الحالية، وقد يثير الموقف الأمريكى حسب رأى المحللين انقسامات داخل الرباعية خاصة مع الاتحاد الأوروبى وروسيا الأكثر تأييداً للتحاور مع حماس .
وسيكون هذا الاجتماع هو الأول منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة فى يونيو الماضى بعد اشتباكات مع حركة فتح وقرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس إقالة حكومة حماس وتعيين حكومة طوارىء برئاسة سلام فياض بدلاً من حكومة الوحدة الوطنية المؤلفة من حماس وفتح .
ويرى المراقبون أن انتصار حماس غير الوجه السياسى والأمنى الفلسطينى وقسم بشكل فعلى الفلسطينيين بين الضفة الغربية التى تحكمها حركة فتح التى يتزعمها الرئيس محمود عباس وغزة التى تحكمها حماس، وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى وإسرائيل حماس منظمة إرهابية رغم وصولها إلى السلطة العام الماضى بعد فوزها فى الانتخابات البرلمانية الفلسطينية .