تحقيق: محمد جمال الدين محمد هندي نقلا عن جريدة الاهرام31/7/07 السنوات السابقة شهدت العديد من المشكلات التي واجهت المعتمرين المصريين فإن حالة من الترقب تسود زوار بيت الله الحرام هذا العام .رغم أن المسئولين يؤكدون أن العمرة سوف تكون مختلفة بكل المقاييس بل وبدون مشاكل وذلك ليس من فراغ أو مجرد تصريحات بل من خلال خطوات جادة وأستعدادات في جميع الموانيء. وإجراءات تنظيمية أتخذتها وزارة السياحة بالاضافة الي التزام شركات السياحة التي تعاني حالة قلق نتيجة تحملها عقوبة الحرمان من الحصول علي تأشيرات جديدة في حالة تخلف نسبة3% من معتمريها.. وكان العام الماضي قد شهد الكثير من الازمات التي يجب وضعها أمام الجهات المعنية حتي يمكن تفاديها فعلي سبيل المثال تظاهر الاف المعتمرين أمام ميناء نويبع بعد أن أمضوا ليلتهم في شوارعها وفشلوا في إيجاد عبارات تنقلهم الي ميناء العقبة بالاردن كما أفترش المعتمرون الاراضي في ميناء سفاجا وشكوا من المعاملة السيئة وتدني الخدمات وعدم توافر دورات مياه صالحة للاستخدام الادمي هذا بالاضافة الي قطع مياه الشرب طوال اليوم كما أن المكان المخصص في قرية الحجاج لايتناسب مع الاعداد الكبيرة ولاتوجد فيه مقاعد مناسبة وحتي المسجد لايسع لاكثر من مائة مصل, كما شهدت السويس أيضا تكدس المعتمرين بسبب تجاوز الشركات في الاعداد والتي زادت بالطبع علي طاقة العبارات السريعة التي يتم التصريح لها بالسفر, وقد وصلت المشكلات أيضا الي مطار القاهرة الدولي حيث شهد تجمع العشرات من المعتمرين أحتجاجا علي عدم سفرهم رغم حصولهم علي تذاكر سفر مؤكدة من شركة الطيران مما أدي الي أشتباك المعتمرين مع موظفي المحطة. هذه الاحداث وغيرها جعلت وزارة السياحة تفكر جديا في كيفية مواجهتها وجاء ذلك من خلال ضوابط جديدة أعتمدها السيد زهير جرانة وزير السياحة بهدف القضاء علي ظاهرة تكدس المعتمرين حال سفرهم وعند عودتهم مع ضمان توفير خدمات أفضل لهم خلال فترة أداء المناسك ومن هذه الضوابط أطلاق حرية شركات السياحة في تنفيذ البرامج دون حد أقصي للاعداد بشرط توفير وسيلة النقل ذهابا وأيابا وذلك حتي يوم15 من هذا الشهر علي أن يتم توزيع الحصة بعد نصف رجب لكل شركة( بواخر وبري) وفقا للطاقة المتاحة للبواخر العاملة بين الموانيء المصرية والسعودية خلال شهر رمضان المبارك علي أن تكون الشركات المنفذة حاصلة علي شهادة الياتا وبالنسبة لغير الحاصلة فيتم توفيق أوضاعها مع الاولي لتنفيذ ما لديها من برامج وفق عقود وأتفاقيات تتم فيما بينهم دون تدخل من الوزارة, كما تقرر هذا العام الغاء درجة السطح علي العبار ات من برامج الشركات السياحية وأن يكون أخر موعد لمغادرة المعتمرين من الاراضي المصرية( بواخر وبري) هو يوم19 رمضان مع الحرص علي عدم الدفع بالمعتمرين الي الموانيء قبل الرحلة المحددة مسبقا بنحو12 ساعة والشركات المخالفة تتعرض للجزاءات, هذه بعض من الضوابظ التي من شأنه أن تقضي علي بعض الظواهر السلبية... تكدس المعتمرين: من جانبه يتفق أكرم أسماعيل صاحب شركة سياحة مع الضوابط التي فرضتها وزارة السياحة مشيرا الي أن سبب تكدس المعتمرين في الموانيء خلال السنوات السابقة يرجع الي قلة الدراسة أما هذا العام فهناك أعتماد علي الخبرة في هذا المجال وعلم الوزير بكل صغيرة وكبيرة عن العمرة وقد تم وضع ضوابط من شأنها منع حدوث التكدس حيث نصت علي جزاءات رادعة في حالة عدم الالتزام بمواعيد الرحلات و الشركات لن تحصل علي تأشيرات الا بخطاب موثق من الادارات المعنية موضح فيها مواعيد الذهاب والعودة وهو ما يجعل المعتمر علي علم بمواعيده مسبقا وموقعا علي عقد يفيد ذلك في حين كانت السنوات السابقة المسألة تخضع لرغبة معظم المعتمرين في العودة خلال أخر ثلاثة أيام من رمضان وهو ما كان يسبب زحاما شديدا في الموانيء حيث يذهبون في غير مواعيدهم ولايجدون أماكن علي البواخر أما الان فإن كل شركة ملتزمة بتوجيه معتمريها ليس قبل12 ساعة من الرحلة والا تعرضت لعقوبات صارمة, وأن وهذه الضوابط وغيرها من التي وضعتها الوزارة بعناية شديدةسوف تمنع كل من تسول له نفسه الاضرار بمصالح هذه الدولة العظيمة, وأنه رغم المزايا الكثيرة من منع غير شركات سياحة الايتا في تنظيم رحلات العمرة فإن عدم مشاركة الهيئات في المسئولية تجعلها تقدم بيانات غير دقيقة أو ناقصة للشركات عند طلب تنظيم رحلة عمرة من خلال وعود باشياء ليست في البرنامج أما المشكلة الكبري التي تواجه الشركات كما يقول أكرم أسماعيل فهي الضوابط التي وضعتها السلطات السعودية لمواجهة تخلف بعض المعتمرين ووجودهم علي أراضيها بطرق غير شرعية فقد أتخذت السلطات قرارا بأيقاف منح تأشيرات لمعتمري الوكيل المصري' شركة السياحة' إذا تجاوز تخلف عملاء الشركة المعتمرين نسبة3% بمعني إذا كان عدد المعتمرين بالشركة100 وتخلف منهم ثلاثة تعاقب هي بعدم منح أي معتمر عن طريقها تأشيرة وهو عقاب لها علي خطأ لم ترتكبه بل من فعل المعتمر نفسه والذي لاتستطيع الشركه منعه حيث أنها لاتعرف ما في نيته قبل السفر و لا تملك سلطة عليه حتي تكون مسئوله عن تصرفاته الا أن السلطات المصرية تستطيع أن لاتمنح تأشيرة للمعتمر الذي سبق تخلفه وذلك لمدة خمس سنوات علي الاقل وكذلك تفرض عليه غرامه بعد عودته أو ترحيله الي الاراضي المصرية أما السلطات السعودية فتستطيع سؤال المعتمر المتخلف علي مكان أقامته لديهاومن ساعده عليها وتفرض غرامة علي المواطن الذي يستضيفه أو يعمل لديه, كما تستطيع منع أي مواطن تخلف عن العمرة من الحصول علي تأشيرة مرة أخري لمدة لاتقل عن خمس سنوات. ومن الممكن أن يقوم الوكيل السعودي بحجز جواز المعتمر ومنحه تحقيق شخصيا معتمد' كنموذج' موضح به تاريخ أنهاء التأشيرة ويستخدمه المعتمر طوال فترة أقامته ولايعطيه الجواز الا في ميناء المغادرة وأن كان هذا الاقتراح ليس مجديا بالنسبة للبعض الذي يفضل ترك الجواز ويرحل حيث القبض عليه بدونه أرحم من القبض عليه ومعه تأشيرة منتهية, أما الحل الامثل فهو التعاون والتنسيق بين السلطات من أجل مصلحة الجميع لوقف الاقامة غير الشرعية التي تعاني منها المملكة العربية السعودية ويتحملها أصحاب شركة السياحة المصرية بدون ذنب أقترفوه. طارق نجيب صاحب شركة سياحة يتفق مع الرأي السابق حول صعوبة قيام الشركات بالتأكد من أن المعتمر لن يتخلف عن العودة الي الاراضي المصرية مرة أخري, أما المشكلة التي تواجه الشركات داخليا فهي الرقابة الزائدة عن اللزوم من قبل الجهات المختلفة فالمسألة برمتها تعتمد علي العرض والطلب ومن الممكن عند وصول شكوي التحقيق فيها ومعاقبةالمخالف, وبالنسبة للموانيء هناك نوع من الوساطة تتحكم في الدخول والخروج منها وشركات السياحة هي المتهمة دائما بالنصب والسرقة, وبالنسبة للتكدس فهو أمر طبيعي في حالة زيادة الرحلات الا أنه من الاهمية توفير حياة كريمة للمسافرين خلال تواجدهم في الموانيء. وعن هذا الموسم- يقول عادل عبدالعليم مدير تجاري ومشرف علي إدارة الحج والعمرة بأحدي الشركات السياحية- أنه بدأ بضوابط صادرة من وزارة السياحة بعد التشاور مع غرفة الشركات وبما يتناسب مع الظروف وألامكانيات المتاحة من وسائل نقل مع مراعاة الطاقة الاستيعابية لها, أما بخصوص الطيران فلم تحدد حصص للشركات بشرط تقدمها ما يفيد تأكدها من الحجز ذهابا وأيابا وأنه من المنتظر أن تنعكس الضوابط علي حسن الاداء وراحة المعتمرين وحصولهم علي خدمة متميزة هذا العام هذا مع الاخذ في الاعتبار وجود لجان تم تشكيلها من وزارة السياحة وغرفة الشركات لمتابعة تنفيذ البرامج المتفق عليها مع المعتمرين. من جانبه يري علاء الغمري صاحب شركة سياحة أن هناك ستة مراكب فقط تعمل حتي الان لخدمة المعتمرين وهو عدد قليل للغاية مع الاخذ في الحسبان أرتفاع أسعار الطيران بصورة ملحوظة فالعمرة أصبحت غير أقتصادية في جميع الاحوال وبشتي الطرق, وبالنسبة للمتخلفين فالشركات ليست مسئولة مطلقا عن هذا الفعل والسلطات السعودية من حقها أن تضع الضوابط التي تخدم مصلحتها وعدم وجود أشخاص علي أراضيها بصورة غير شرعية ولكن يجب أن يعاقب المتخلف ومنعه من السفر الي السعودية مرة أخري خلال فترة زمنية يتم تحديدها من قبل السلطات, وأنه حتي الان الموسم يعتبر ضعيف للغاية رغم أن موسم الذروة يبدأ من شهررجب. أستقرار الاوضاع: رئيس مدينة سفاجا اللواء سعد الدين علي يؤكد أنه ولاول مرة منذ سنوات عديدة تشهد مدينة سفاجا حالة من الهدوء التام بعد أستقرار الاوضاع وتوفير البواخر والعبارات واللنشات السريعة اللازمة لنقل المعتمرين من ميناء سفاجا البحري الي ميناء ضبا السعودي أو ميناء جدة, وقد خصصت وزارة السياحة2.5 مليون جنيه لاستكمال الاعمال داخل قرية الحجاج وجاري حاليا تشطيب المظلات وأستكمال جميع دورات المياه, وأن اللنشات السريعة ساهمت في أختصار الوقت في المسافة بين سفاجا والضبا مما يسهم في عدم وجود تكدسات, وأن القيود التي وضعتها السلطات المصرية والسعودية بالنسبة للجمعيات الاهلية سوف تزيد من الالتزام الكامل لشركات السياحة المنوط بها تنفيذ الرحلات دون غيرها وهي بالفعل خصصت مندوبين لها لانهاء أمور المعتمرين في أسرع وقت وبالصورة المثلي. من جانبه يقول العميد العربي الحسيني رئيس مدينة نويبع أنه لاتوجد حاليا أية مشكلات للمعتمرين في مدينة نويبع رغم أنه موسم عودة المدرسين الي أعمالهم بالخارج, وأن الميناء يضم حاليا ست عبارات تعمل بانتظام كامل منهن2 لنقل الركاب و2 لنقل البضائع ولنشان من أصحاب السرعات الفائقة وجميعهن علي درجة عالية من الكفاءة, وأنه قد تم توفير المواد الغذائية والتموينية وجميع متطلبات المسافرين, كما يوجد حجر صحي يعمل بكفاءة لصالح صحة المواطنين, وأن التسهيلات هي السمة الرئيسية للميناء والراكب لايستغرق وقتا في الجمارك أكثر من20 دقيقة يغادر بعدها الي ميناء العقبة, وأنه جاري تجديد المستشفي العام بالكامل ويتم علاج المرضي حاليا في مستشفي نويبع الحضري وتم توفير الاسعافات الاولية لمواجهة أية طواريءوكذلك إنشاء مركزا للغسيل الكلوي هذا بالاضافة الي أفتتاح الفرن البلدي قريبا في منطقة الميناء لخدمة المعتمرين والحجاج, كما تم توفير380 سيارة نقل وأجرة وميكروباص لنقل جميع الركاب من نويبع الي مختلف محافظات الجمهورية, وقد تم توفير المياه بكميات كبيرة كافية لعشرة الاف معتمر يوميا. صالات مكيفة: رئيس الهيئة العامة لميناء نويبع محمد الفار يشير الي أن جميع العبارات العاملة في الميناء تقدم لها التسهيلات اللازمة وجميع الاجراءات تتم بسهولة ويسر ودون أية تعقيدات وتم توفير صالات مكيفة لراحة المسافرين مع توفير المياه النقية بصورة دائمة وتوفير خدمات جديدة منها شبكة أتصالات تتيح لهم الاتصال بذويهم قبل السفر وعند عودتهم للاطمئنان عليهم كما يوجد منفذ لبيع الاغذية لسد أحتياجات المواطنين والمعتمرين من المواد الغذائية, وأن الميناء قد نجح خلال الفترة الماضية في التغلب علي شكاوي السنوات السابقة وذلك خلال موسم عودة المدرسين والعاملين بالخارج الي أعمالهم, وأنه جاري حاليا رفع درجة الاستعداد القصوي من أجل ذروة موسم العمرة الذي يمتد الي شهر رمضان المبارك وهناك تعاون جاد ومثمر بين الوزارات المختلفة وإدارة الميناء والاجهزة المعاونة وشركات التوكيل الملاحي بالميناء.