كل المؤشرات توضح ان موسم العمرة هذا العام سيشهد حالة من الانخفاض الشديد في اعداد المعتمرين خلال عمرة شهر شعبان، الذي أوشك علي الانتهاء ورمضان الذي أصبح علي الأبواب، وتصل نسب الانخفاض كما حددها بعض خبراء السياحة إلي أكثر من 40% مقارنة بالعام الماضي. ويشير الخبراء إلي أن أسباب الانخفاض ترجع إلي قيام السعودية بتحديد طاقة المعتمرين إلي 250 ألف معتمر، بالاضافة إلي ارتفاع أسعار الفنادق بالسعودية وارتفاع أسعار وسائل النقل المستخدمة من طيران وبواخر ونقل بري. ولعب تخوف البعض أيضا من تكرار الحوادث في الفترة الأخيرة سواء القطارات أو البواخر أو السيارات في انخفاض الاقبال علي العمرة. ومن جانبهم رفض معظم أصحاب شركات السياحة قرار السلطات السعودية بتحديد 250 ألف تأشيرة للمعتمرين المصريين خلال موسم الذروة.. وطالبوا بفتح التأشيرات وعدم تحديد سقف العمرة مؤكدين ان هذا القرار سيؤدي إلي وجود مشاكل بين الشركات السياحية والمعتمرين خصوصا انه سيحرم عدداً كثيرا من المصريين من أداء العمرة كما سيساهم في ارتفاع أسعار الرحلات أيضا. وتعهد أصحاب شركات السياحة بعدم حدوث مشاكل سواء في البواخر البحرية أو التكدس بالموانئ المصرية في موسم ذروة العمرة كما كان يحدث سنويا. وأكدوا أن الطريق البرمائي الجديد "عقبة - عقبة" سيكون طوق النجاة من حدوث أي أزمة في نقل المعتمرين، وأن هناك تسهيلات كبيرة في هذا الطريق حيث ابتكرت بعض شركات السياحة المصرية وسيلة أخري لنقل المعتمرين المصريين إلي العقبة مباشرة باستخدام الطائرات الشارتر التي توفر علي المعتمرين السفر من القاهرة والمحافظات المختلفة إلي نويبع ثم عبور خليج العقبة إلي ميناء العقبة، وفي اطار الخطة الجديدة سيتم نقل المعتمرين من المطارات المصرية إلي مطار العقبة مباشرة وتستقبلهم الاتوبيسات السعودية لتنقلهم إلي الأماكن المقدسة. ومما لا شك فيه أن هذه الوسيلة الجديدة ستخفف الضغط علي العبارات والاتوبيسات السياحية وتوفر بعض الراحة في رحلة العمرة وتعتبر هذه الوسيلة خطوة مكملة للطريق الجديد للقضاء نهائيا علي مشكلات تكدس المعتمرين بالموانئ لتقول يوما وداعاً لمشكلات العمرة في أوقات الذروة. تبدأ رحلات العمرة عن طريق البرنامج الجديد "العقبة - العقبة" يوم 27 من شهر شعبان الجاري، حيث تنقل شركات السياحة معتمريها بالاتوبيس حتي نويبع ثم تنقلهم العبارات من نويبع إلي العقبة ومن العقبة تكون في انتظارهم اتوبيسات سعودية تنقلهم إلي المدينة ومكة، وقد وافقت وزارة السياحة علي قيام 5 شركات نقل سياحي كبيرة بالعمل علي خط عقبة - عقبة بعد ان سددت تأمينا لسلامة المعتمرين بخطابات ضمان قدرها خمسة ملايين جنيه. من جيوب المعتمرين ويؤكد أشرف شيحة عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أنه ضد تحديد سقف العمرة خاصة انه سيوجد سوقا سوداء وسيكون علي حساب المعتمرين أنفسهم، مشيرا إلي أنه غير مقتنع بأن السبب وراء ذلك طاقة استيعاب القنصليات لأن هذا يمكن تلافيه خاصة أن القنصليات بها أساليب تكنولوجية حديثة فلم تعد التأشيرات تكتب باليد، بل أصبحت بالكمبيوتر وبالتالي يسهل استخراجها خاصة ان السعودية لديها الامكانات لتوفير المعدات الالكترونية والبشرية. ويضيف شيحة إذا كان الأمر يستدعي وجود قنصليات اضافية فالسعودية والخارجية المصرية لن تمانع في ذلك، مؤكداً أن تحديد سقف العمرة سيفتح الباب علي مصراعيه للسوق السوداء وسيكون من جيوب المعتمرين وليس الشركات. ويطالب شيحة بتحديد سقف العمرة لرحلات البر والبحر وفتحها أمام رحلات الطيران لمن يرغب في تأدية المناسك حتي لا يتم منع أي مواطن يرغب في تأديه العمرة بسبب قرار تحديد الحصة لشركات السياحة. حرمان 80 ألف معتمر ويوضح ابراهيم الشيخ عضو غرفة شركات السياحة السابق أن القرار يشوبه الخطأ وترفضه جميع الأوساط السياحية لأن السعودية سبق وأن أعطت لمصر 7500 تأشيرة في اليوم وهي أعلي سقف علي مستوي العالم. مشيرا إلي أن تحديد الاعداد طبقا للقرار الجديد لن يفي بالحصص الموزعة علي الشركات وسيكون بواقع 400 تأشيرة فقط. ويتساءل الشيخ: ماذا تفعل شركات السياحة مع المعتمرين خاصة أن هناك أناساً معرضين لإلغاء رحلة العمرة. ويطالب الشيخ السلطات السعودية بسرعة حل المشكلة خصوصا ان القرار السابق سيحرم 80 ألفا من تأدية العمرة. ويشير محمد السيد عضو لجنة السياحة الدينية بالغرفة إلي أن السعودية منحت التأشيرات لجميع دول العالم، مطالبا بأن تكون مصر مثل هذه الدول ويتم فتح باب التأشيرات خاصة أن التحديد ليس في صالح شركات السياحة.