تشارك مصر فى الدورة الجديدة لبينالي فينسيا الدولي الرابع والخمسين للعام الحالي وسيمثل مصرفيها المشروع الذي أعده الفنان الشهيد أحمد بسيوني تحت عنوان (مصر التغيير). والعمل الذى يشارك به الشهيد احمد بسيونى عبارة عن قاعة من البلاستيك الشفاف بناها الفنان الراحل في الساحة الخارجية لقصر الفنون وكان يقدم فيها عرضا حيا كل يوم حيث يجري في نفس المكان داخل القاعة مثبتا مجسات إلكترونية حساسة لقياس كمية العرق وعدد ضربات الأرجل في الأرض فتظهر النتيجة عن طريق البرامج الرقمية علي اللاب توب والشاشة الضوئية المسقطة في مقدمة الغرفة كما ورد فى صحيفة الاهرام. والعمل يقدم تحت عنوان" 30 يوما جري في المكانس 28 يناير"والذى يصور مشاركته في ثورة الشباب والشعب المصري واختيار لجنة المعارض بالمجلس الأعلي للثقافة المنبثقة عن لجنة الفنون التشكيلية لهذا العمل له دلالة تجعله الأجدر بتمثيل مصر والتعبير الصادق عن الأحداث التي مرت بها ليس فقط الثورة وإنما الثلاثين عاما الماضية. والتشابه بين العمل والحالة السياسية لمصر هو أن الجري في المكان لمدة ثلاثين يوما والذي بذل فيه الفنان الشهيد مجهودا بلا طائل حقيقي كان الشعب المصري يجري أيضا في نفس المكان لمدة ثلاثين عاما ويبذل مجهودا أكبر بلا طائل حقيقي وإنما كان مستنزفا لصالح نظام حكم فاسد أيضا التشابه موجود في استخدام اللاب توب والأجهزة الرقمية داخل العمل وأيضا في قيادة الثورة وقياس نبض الجماهير وتنظيم جهودهم للخروج من هذه الدائرة المفرغة. وهناك تشابه آخر فالفنان الذي اختار ثلاثين يوما ليجري فيها قبل أن يتوقف هو نفسه الفنان الذي استشهد في العام الثلاثين من حكم الرئيس السابق مبارك وفي اليوم الثالث للثورة وبالتأكيد هناك عوامل مشتركة أخري يمكن للناقد والمشاهد والفنان أن يرصدها ولهذا اختارته لجنة المعارض ولجنة الفنون التشكيلية برئاسة الفنان صبري منصور وعضوية الفنان الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية والفنانين عادل السيوي وحمدي أبو المعاطي وناجي فريد وكان اختيارها لهذا العمل بإجماع الآراء لكونه يمثل انعكاسا للحالة السياسية والاجتماعية والفنية التي تعيشها مصر. وكان عدد من الفنانين قد تقدموا للمشاركة في دورة بينالي فينسيا في الجناح المصري ومنهم الفنان جمال مليكه وجورج البهجوري وخالد حافظ ومحمود المنيسي ووائل درويش. وسيتولي الفنان الدكتور شادي النشوقاتي القوميسي التنفيذي للجناح المصري في بينالي فينسيا عمل مشروع فني يجمع أعمال وأفكار الفنان الشهيد أحمد بسيوني الذي كان يعد خلال الثورة عملا بعنوان30 يوم جري في مصر لم يستكمل منها سوي صور الأيام الثلاثة الأولي للثورة حيث استشهد في ثالث يوم .