القاهرة – أ ش أ أكد الباحث الآثري أحمد عامر أن مصر عرفت العسكرية وشئون القتال منذ نشأة فجر التاريخ، كما عرفت الحروب البحرية والنيلية علي متن المراكب منذ عصر بداية ما قبل الأسرات وهو ما يؤكد أن الروح الحربية عند المصريين متأصلة. وقال عامر إنه لا يوجد أدلة قبل عصر الإنتقال الأول على وجود جيوش متفرغة دائمة لحرفة القتال عدا تلك الفرق الخاصة التي تقوم علي حراسة الملوك والبلاط . واستعرض عامر فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط مراحل نشأة الجيش فى مصر القديمة، مشيرا إلى انه ظهر في عصر الدولة القديمة حاميات خاصة للقلاع وبدأ استقرار كبير ملحوظ في تنظيمات الجند في عهد الملك زوسر، ولما إنصرفت مصر في ذلك العصر إلي الإهتمام بالجوانب الحضارية لم يكن هناك ما يعكر صفو أمنها سوي غارات البدو علي المناطق الزراعية أو التعدين . واشار إلى أنه من أشهر الأمثلة علي الحملات في الدولة القديمة حملات " أوني " التي خرجت في الأسرة السادسة لتأديب بدو سيناء وجنوبي فلسطين وقد تكونت هذه الحملات من آلاف الجند برئاسة " أوني " , وتكون الجيش من " قواسه وحاملي مقامع " ، موضحا ان المصرين القدماء تركوا لنا ما يساعدنا علي تصور المعارك الحربية في الدولة القديمة ومنها منظر من مقبرة " دشاشة " يصور الهجوم علي حصن أسيوي وهو مهشم إلي حد كبير . وأضاف انه في عصر الدولة الوسطي إستقرت أحوال العسكرية المصرية وزاد الإهتمام بالفرق الخاصة التي تحمي الملك والعاصمة وأصبحت تعرف باسم أتباع الحاكم وكانت تتكون من ضباط وجنود غاية في الكفاءة , ولم تكن هناك حروبا في عصر هذه الدولة لكن كانت مجرد غارات . وأشار إلى أن الطبقة الوسطي فى الجيش كانت تتشكل من الضباط حيث نجد لقب قائد إحدى القلاع أى من كبار ضباط البوليس وفرق الأمن , ثم لقب يتعلق بالنظم الإدارية , ونجد لقب حامل اللواء الذي كان رئيس لإحدي السرايا , و لقب وكيل الجيش , ثم لقب رئيس إحدى القلاع في النوبة , ثم لقب كبير الخمسين الذي كان رئيس إحدي الفصائل , أما طاقم العجلات الحربية فكان كل عجلة عليها جنديين السائر والمقاتل علي العربة , ويلي جنود العجلات الحربية المشرفين علي الأسطبل .