جميع المستشفيات تعاني من سوء الخدمة والنظافة وعميد كلية الطب: نقص الموارد هو السبب تعاني مستشفيات جامعة الإسكندرية تدهور الخدمة الطبية وغياب الإشراف الطبي بمتابعة المرضي ونقص الأدوية اللازمة والإسعافات الأولية، وبالرغم من قيام المسئولين عن المستشفيات الجامعية برفع شعار التطوير والتحديث وإدخال الحاسب الآلي بالمستشفي وتزيين واجهة بعض المستشفيات ودهان الحوائط الخارجية لها فإن الحالة المتردية مازالت قائمة، وأصبح المريض يخشي علي حياته داخل المستشفي وصار شعار: «اللي معاه فلوس يتعالج بره في المستشفيات الخاصة واللي ممعهوش ييعيش ييموت» «الدستور» اقتحمت أسوار المستشفي الأميري لترصيد المهازل علي أرض الواقع في ظل صمت المسئولين الذين اقتصر جهدهم فقط علي رفع شعار «ما باليد حيلة». وهو ما أكده الأستاذ الدكتور محمود الزلباني - عميد كلية الطب، ورئيس قطاع المستشفيات الجامعية المركزية - خلال لقائه أعضاء المجلس الشعبي المحلي للمحافظة عندما اعترف بوجود عجز وتقصير في تقديم الخدمة الطبية اللائقة للمرضي، وأرجع ذلك لنقص الموارد المالية التي تمنح لمستشفيات الجامعة والتي لا تكفي لتغطية احتياجات مستشفي واحد منها، وأضاف الزلباني أن كثرة المترددين علي المستشفي في ظل نقص الموارد هو السبب الرئيسي وراء ضعف الخدمة الطبية المفترض تقديمها. أما الدكتور طارق القيعي - رئيس المجلس الشعبي المحلي - فصرح في حديث خاص ل «الدستور»: بأنه علي علم تام بما يحدث من نقص إمكانيات وزيادة في المعاناة التي يتكبدها الأهالي والمرضي في الحصول علي خدمة طبية داخل المستشفيات الجامعية بالإسكندرية، مشيرًا إلي أن الهدف من هذه المستشفيات هو غرض تعليمي وبحثي فقط، ولكن نظرًا لثقة المرضي والأهالي في الخدمة الصحية الجامعية وفي أساتذة الجامعة أصبح الضغط شديدًا علي هذه المستشفيات، وصارت تخدم جميع مرضي المحافظات المجاورة، خاصة البحيرة ومرسي مطروح، وأضاف القيعي: ونظرًا لسوء حالة بعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لجأ المرضي للتردد علي المستشفيات الجامعية، مما أدي لتكدس المرضي عليها، في الوقت ذاته الذي لا تحصل فيه هذه المستشفيات علي أي إمكانيات مالية، أو حتي من وزارة الصحة. وناشد القيعي القائمين علي اللجنة الصحية بالمستشفيات بوضع ضوابط أكثر إلتزامًا للاستشاريين والإخصائيين الكبار لإعطائهم اهتمامًا أكبر بالمرضي ومراعاة ظروفهم الصحية والمادية مع تحسين الخدمات الطبية داخل العيادات الخارجية التابعة للمستشفيات الجامعية. كما التقت «الدستور» الأهالي الذين سردوا وقائع المهازل الطبية داخل المستشفيات، خاصة المستشفي الأميري الجامعي الذي بات التدهور واضحًا فيه رأي العين، وقال رضا كيني 35 سنة.. أصيبت والدتي في حادث سيارة وتم نقلها بسيارة الإسعاف للمستشفي الأميري وعندما علمت بالخبر ذهبت للمستشفي لمشاهدة والدتي ففوجئت بأنها ملقاة علي سرير وفي حالة غيبوبة تامة وبها عدة كسور وسحجات وكدمات، وبعد صراع مع الأطباء للوقوف بجواري ومساعدتي لإنقاذها تم نقلها لمستشفي ناريمان للعظام بمنطقة الحضرة، وبعد ساعات أيضًا وهي ملقاة علي تروللي تم إدخالها لعمل إشاعات لتحديد مكان الكسر وبعد ساعات قليلة فارقت الحياة وسط غضبي وسخطي علي سوء الحالة وسوء الخدمات الطبية العقيمة والضعيفة التي تنتهي في النهاية بوفاة المريض أمام أهله. أما مينا جرجس... فيقول: فوجئت بأن والدي صدمته سيارة وتم نقله للمستشفي الرئيسي الجامعي لإسعافه فذهبت لاستطلاع الأمر لكنني وجدت مفاجآت عديدة ومهازل لم أكن أتوقعها ووجدت والدي مصابًا بعدة جروح قطعية وتهتك بالأنسجة والدم يسيل منه وظللت أنا وإخوتي نبحث له عن فصيلة دم وبعد طول عناء تم نقل الدم له، لم تتحسن حالته. وأشار لنا بعض الحاضرين بضرورة وبسرعة نقل والدي لمستشفي آخر، وهو ما قمت به بالفعل للهروب به من الإهمال الذي وجدته وعدم المبالاة بالمرضي وكأنني في محل بقالة أو سوق عشوائية وسط صخب وهياج للأهالي خوفًا علي مرضاهم ونهر وشجار مع رجال الأمن الذين يقفون بالمرصاد لهم بعد تحصيل رسوم تذاكر مغال فيها علي أنها رسوم زيارة، لكنها كانت للدخول فقط للاطمئنان علي مرضاهم.