المستشفيات الجامعية أحد الروافد الأساسية لتقديم الخدمة الصحية للمواطنين خاصة الذين يعانون من أمراض خطيرة كالفشل الكلوي والكبدي والأورام والقلب. لكن حتي يمكن تقديم أفضل رعاية لهم يجب تطوير التعليم الطبي بكليات الطب بالجامعات التي تتبعها هذه المستشفيات وفي إطار تطوير التعليم الطبي بدأت كلية الطب بجامعة الأسكندرية تنفيذ العديد من المشروعات يستعرضها الدكتور محمود الزلباني عميد الكلية الذي يوضح ان الهدف من هذه المشروعات تطوير الإدارة الصحية وهي مشكلة قومية تعاني منها كل المؤسسات الصحية في مصر وتعتبر إحدي نقاط الضعف رغم قيام الدولة بتوفير أفضل التجهيزات الحديثة والمتقدمة من أجل تقديم خدمة عالية المستوي للمريض بأقل التكاليف وبالمجان والادارة الصحية من العوامل المهمة والضرورية التي لو تم التغلب علي مشاكلها لتحققت الجودة الصحية. وأضاف أن هناك عدة محاور نعمل عليها من أجل النهوض وتطوير التعليم الطبي بالكلية فلقد قمنا بتحديث التعليم الطبي وأصبحنا أول كلية طب علي مستوي الجمهورية تطبق الساعات المعتمدة الجديدة من خلال البرنامج التداخلي للتعليم الطبي القائم علي تعامل الطلاب منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالكلية مع المشكلات الصحية المختلفة. وأوضح أنه في إطار تطوير الدراسات العليا تم انشاء مركز التنمية المهنية المستدامة وبتطبيق نظام الساعات المعتمدة وتحقيق التنمية المهنية المستدامة بالمشاركة مع أكبر المعاهد الأوروبية الطبية والشهادات التي يحصل عليها المتدربون ستكون معتمدة كساعات تدريبية معتمدة دوليا بالإضافة الي هذا النظام سيصبح وسيلة للاعتماد عليها في الترقيات وسيكون لكل طبيب( كتاب تدريبي أكلنيكي) يدل علي الألتصاق المباشر بين الطبيب والمريض. وأضاف عميد طب الاسكندرية أننا نسعي لتحقيق التغيير المطلوب في ثقافة وفلسفة الشهادات بدلا من تزيين الحوائط بها إلي التدريب في غرفة العمليات وصالة الاستقبال والطوارئ والعناية المركزة والحوادث. ويضيف الدكتور محمود الزلباني أن المحور الثالث الذي تحركنا فيه هو مواجهة نقص القاعات والمعامل والمدرجات التعليمية اللازمة للعملية التعليمية نظرا لانتهاء العمر الأفتراضي للعديد من مباني المجمع الطبي بالأزاريطة وأن المدرجات تتجاوز النسبة العالمية بحوالي50% لذلك تم إجراء التوسعات الأفقية لقاعات التدريس والمعامل للمباني القديمة رغم أنها آيلة للسقوط ولا جدوي من تجديدها. ويضيف عميد الكلية أن إعادة الاستغلال الأمثل لأراضي بعض المباني التي تقرر إزالتها داخل حرم الكلية من الحلول المطروحة وكان من المقترح اضافة مستشفي المواساة إلي المستشفيات الجامعية التابعة لكلية طب الأسكندرية وإعادة استغلال مساحتها الاستغلال الأمثل وتخصيص جزء من المباني لإقامة وحدات علاجية متميزة مثل غرف العناية المركزة المتخصصة ووحدة كاملة للعلاج بالخلايا الجذعية ووحدة كاملة لزراعة نخاع العظام ووحدة كاملة للأشعة التداخلية وإقامة أول وحدة زراعة كبد بالاسكندرية.. وأشار الدكتور محمود الزلباني إلي أن خطة التطوير للأقسام الأكثر طلبا تشمل أربعة مشاريع أساسية الأول لانشاء مستشفي متكامل لعلاج أمراض السرطان والأورام في الأطفال والكبار. والثاني لانشاء مركز متخصص للعناية المركزة والطب الحرج واستقبال الطوارئ. والثالث لانشاء مركز للقلب وجراحات القلب والصدر والرابع إنشاء مركز العيون المتقدم ومركز جراحات الأنف والأذن المتقدم بالاضافة إلي الأقسام الجديدة في مستشفي المواساة. وأضاف أن الكلية بها3 نظم وبرامج تعليم في التعليم الأساسي للبكالوريوس للطلبة المصريين بالاضافة إلي البرنامج الدولي به منحة دراسية باللغة الانجليزية للطلبة الوافدين ويدرس بالكلية الآن طلاب من السعودية ونيجيريا وباكستان وهناك طلبات للدراسة بالكلية من طلبة سويسريين وكنديين وأكبر عدد من الطلبة الوافدين الدارسين حاليا بطب الاسكندرية حوالي ألف طالب من ماليزيا ويحظون برعاية دولتهم بصورة كبيرة وهم من أفضل الطلاب الملتزمين والجادين. ويضيف الدكتور الزلباني أن طب الاسكندرية هي الوحيدة والأولي في المنطقة العربية وأفريقيا التي تدرس العلوم الأساسية باللغة الفرنسية وبفضل هذا القسم الفرنسي حدثت شراكات مع الجامعات الفرنسية وقام ممثلون لحوالي38 كلية طب فرنسية بزيارة علمية في بداية العام الدراسي الحالي. وأكد عميد الكلية أن البوابة الاليكترونية للتعليم الطبي علي موقع الكلية الأليكتروني تعمل بنظام المحاكيات الطبية وهي الوحيدة والأولي بين كليات الطب في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا التي توفر التدريب علي حالات مرضية والتعامل معها. ولقد سجلت هذه البوابة أعلي نسبة دخول علي موقع اليكتروني عربي في هذا العام حيث بلغ عدد من ترددوا علي الموقع مليون شخص. أما مكتبة كلية الطب فهي تعتبر من أكبر المكتبات الطبية في الشرق الأوسط وبها حوالي نصف مليون مرجع وكتاب ومجلة علمية ودورية وهي ترتبط اليكترونيا بكل أو معظم المكتبات الطبية علي مستوي العالم. أما بالنسبة إلي ميكنة إدارة المعلومات بالمستشفيات الجامعية فقد تم التعاون بين كلية الطب من خلال وزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات لانشاء قاعدة معلومات تربط كل المستشفيات الجامعية بالاسكندرية لتوفير قاعدة بيانات عن كل المرضي المترددين وحالتهم الصحية والطبية والأدوية التي تلقوها والأمراض التي يعانونها وعمل بطاقة مرضية لكل حالة برقم كودي خاص بها ويستغرق تنفيذ هذا المشروع حوالي4 سنوات وتبلغ تكلفته حوالي عشرة ملايين جنيه وهو خطوة نحو إصدار رقم قومي طبي لكل حالة.