لم تغب السياسية عن عزاء شقيقة الرئيس محمد مرسى، مساء أول من أمس. ولم لا وسرادق العزاء قد ضم أغلب ألوان الطيف السياسى فى مصر، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. من جانبه قال المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فى تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي»: «لا أعرف ما الذى يدفع بعض الشخصيات إلى التشكيك فى مشروع النهضة، رغم أننا قد انتهينا من إعداده منذ فترة طويلة، وما نسب إلىّ من أننا لا نمتلك مشروعا متكاملا عار تماما من الصحة، لكننى تعودت على الهجوم ضدى فى وسائل الإعلام ولا يوجد دليل واحد على الافتراءات التى توجه إلينا من عدم الثبات على برنامج النهضة»، وتابع «مقطع الفيديو، الذى انتشر وتم الترويج له بحرفية للإيحاء بأننا لم نقدم مشروعا إلى الوطن أمر ينافى تماما الحقيقة، فهذا المشروع الذى قام بإعداده متخصصون فى جميع المجالات كنت مشغولا به عندما كنت سجينا، وكنا دائما نعمل على تطويره باستمرار»، قبل أن يتهم وسائل الإعلام بأنها شنت حربا عليه، وكل ما تنقله عنه لا ينتمى إلى الحقيقة بأى صلة «90% مما ينشر فى وسائل الإعلام ضدى كذب وافتراء، ولا أهتم بما ينشر، ما دام أننى واثق من أننا نعمل بكل جهد لخدمة الوطن»، على حد قوله.
الشاطر، كشف ل«الدستور الأصلي»، عن أن جماعة الإخوان ستدعو جميع الفصائل المختلفة والقوى السياسية إلى حوار مجتمعى واسع يتم فيه الحديث بالتفصيل عن الأفكار التى يتضمنها مشروع النهضة، على أن يبدأ العمل به انطلاقًا من شهر يناير المقبل، وتابع «لم نتوقف أبدًا عن العمل الدؤوب لإخراج المشروع الذى نسعى إلى أن تكون بداية النهضة الحقيقية لمصر من خلال الاستفادة من الإمكانيات البشرية والموارد الطبيعية فى البلاد»، لافتا إلى أنهم سيدعون قريبا إلى حوار مجتمعى إيمانا منهم بعدم قدرة فصيل واحد على أن يفرض تصوره على مجتمع بأكمله، موضحا أن الهدف من الحوار هو عرض رؤيتهم المبدئية التى تستهدف تحقيق النهضة كما سيتم الاستماع إلى كل الأفكار الأخرى للتوافق حول المشروع، بينما أشار إلى أن المشروع له مسارات عديدة فى الجانب الاقتصادى والثقافى والسياسى والاجتماعى، وكل مسار يتضمن عدة قطاعات حتى تتحقق رؤية مشروع النهضة والوصول بخريطة كاملة تكشف عن المسيرة التى سنقطعها.
من جانبه، قال مساعد الرئيس رئيس حزب النور السلفى الدكتور عماد الدين عبد الغفور، ل«الدستور الأصلي» إننى لا أرى أى مبرر أو سببا لأن يتظاهر أبناؤنا فى ذكرى محمد محمود بهذه الطريقة ويخربون ويفسدون بهذا المنظر، فإذا كان الأمر إحياء لذكرى أعزاء فقدانهم فى مثل هذه الأيام من العام الماضى، فليس بهذه الطريقة يتم إحياء الذكرى.
عبد الغفور، أوضح وجهة نظره قائلا «كان لا بد أن يكون إحياء الذكرى بطريقة سلمية ومعبرة وتعظم من قيمة الإنسان ومن قدر المصرى، وتظهر صورتنا أمام العالم كله بصورة مشرفة»، مشيرا إلى أنه لم يشارك أو يتجه إلى ميدان التحرير فى ليلة إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، لكنه تابع بعض المشاهد على القنوات الفضائية، وأضاف «بصراحة هناك تعمد للتخريب والعدوان على المنشآت العامة والممتلكات الحكومية، وأناشد أولادنا أن يعيدوا النظر فى مثل هذه المواقف ويتوقفوا عن هذا الأمر لأنه فعلا ليس فى مصلحة أحد».
وعن استخدام الخرطوش ضد المتظاهرين، قال عبد الغفور «أنا لم أتابع رد وزارة الداخلية على هذا الأمر ولا أعلم مدى صحته».
ومن جهته، قال الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، تعليقا عن مقتل شهيد فى اشتباكات ذكرى محمد محمود: «تألمنا جميعا من الاشتباكات التى حدثت بين المتظاهرين ورجال الأمن، لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن وفاة أحد فى هذه الأحداث، ونأمل أن تستقر الأوضاع من أجل مصلحة الوطن».
بينما قال وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين «أشعر بحزن شديد بعد أحداث ذكرى محمد محمود والتى كنت أتمنى أن تمر بسلام من دون أى أزمات، وكانت تعليماتى كلها تصب فى عدم استخدام العنف مع المتظاهرين أو الاحتكاك بهم مهما حدث، وأن تقتصر المهمة على حماية المنشآت».
وزير الداخلية أضاف ل«الدستور الأصلي»، قائلا «أعبر عن أسفى مما جرى،ونسعى بكل جهد إلى أن تهدأ الأمور، وأنا سمعت أن هناك أحد الشباب قد مات لكن ليست لدى معلومات عن الموضوع»، مشيرا إلى أنه كان يعلم أن حركة «6 أبريل» لن تشارك فى الفاعلية.
أما وزير الشباب الدكتور أسامة ياسين، فقال «أعلم أن الحكومة الحالية لا تحقق كل ما يتمناه المواطن، لكن السبب وراء تشكيل هذه الحكومة هى أننا كنا مقيدين لذلك تم اختيار الدكتور هشام قنديل لرئاستها».
وعن الخبرات الموجودة داخل جماعة الإخوان المسلمين وبعض الشخصيات العامة الأخرى، قال ياسين «هناك شخصيات تتمتع بالكفاءة، ولا بد من الاستفادة منها، وهو أمر يستحق أن يتم النظر إليه بعين الاعتبار فى الوقت الحالى».
