شباب الجماعة: الشاطر دوره مبهم داخل الجماعة و«الإرشاد» لا يجرؤ على التحقيق معه.. وآخرون: الاتهامات مجرد شائعات على خلفية المذكرة التى تقدم بها مجموعة من شباب الإخوان المسلمين بمذكرة فيها المهندس خيرت الشاطر بارتكاب مخالفات مالية وإدارية بحق الجماعة وتقريب أصحاب الولاء وإبعاد الكوادر والكفاءات مما حرم الجماعة من مشروع التطوير الذى كانت تهدف إليه، انقسم شباب الإخوان ما بين مؤيد ومعارض لما جاء بالمذكرة التى نشرت «الدستور الأصلي» تفاصيلها أمس.
بعض من شباب الإخوان وصف المهندس خيرت الشاطر بأن دوره مبهم داخل الجماعة، وبعض آخر قال إن الجماعة لا تجرؤ على التحقيق معه، وآخرون قالوا إن ما يتردد حول الشاطر مجرد شائعات الغرض منها تشويهه.
على سليمان، أحد شباب الجماعة، أكد أن من حق شباب الإخوان أن يسألوا ويتّبعوا الأطر الإدارية ويمارسوا حقوقهم بصورة طبيعية داخل الجماعة.
سليمان أشار فى تصريحات ل«الدستور الأصلي» إلى أن أى شخص قيادى وفى موقع مسؤولية ويمارس واجبه سواء كان المهندس خيرت الشاطر أو أى قيادىّ آخر داخل الجماعة تجب محاسبته، مشيرا إلى أن البينة على من ادعى، وأن من قدموا المذكرة وما بها من اتهامات يجب أن تكون لديهم دلائل ويتم تقديمها لمجلس الشورى العام.
وأضاف علِى أن المهندس خيرت له دور غامض ومبهم داخل الجماعة ولا يُفهم هل هو الذى يوجه الجماعة أم أنه ينفّذ السياسات المرسومة له من قِبلها، مشيرا إلى أن أى تنظيم يكون به أشخاص فاعلون وله دور وتأثير قوى لكن المهم أن يكون ذلك فى صالح الجماعة.
وطالب سليمان بأن تكون هناك شفافية من قِبل الجماعة وقادتها قائلا «لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
على جانب آخر، قال محمد الحداد أحد شباب الجماعة، إن الاتهامات التى تم توجيهها للمهندس خيرت الشاطر عارية تماما عن الصحة وهى مجرد شائعات فالمهندس خيرت ليس فى حاجة إلى أن يرتكب مخالفات أو «ينصب» على الجماعة، مشيرا إلى أن ذلك لا يعنى أن قيادات الجماعة لا تحاسب.
الحداد أوضح ل«الدستور الأصلي» أن أى قيادى داخل جماعة الإخوان المسلمين سواء كان المهندس خيرت نائب المرشد أو أعضاء مكتب الإرشاد أو حتى المرشد نفسه إذا ارتكب مخالفات أو فعل شيئا مسيئا للجماعة فإنه يقع تحت طائلة المساءلة والمحاسبة.
واتهم الحداد وسائل الإعلام بأنها تريد تشويه رموز جماعة الإخوان والنَّيْل منهم، مشيرا إلى أن الإعلام أطلق شائعات حول الدكتور محمود عزت بأنه يريد إقصاء المهندس خيرت الشاطر وهو ما لم تثبت صحته كما أن يتم الترويج لأن الشاطر هو المرشد الفعلى والمتحكم فى الجماعة وهذا غير صحيح.
من جانبه قال محمود علِى أحد الشباب الذين أيدوا تقديم المذكرة إن ما جاء بها يقارب الواقع وما يحدث داخل الجماعة حيث يسيطر الشاطر على الجماعة وقد حدث مؤخرا تصعيد مجموعة من الأشخاص لم يكن لهم تاريخ أو عمل داخل الجماعة ومنهم الدكتور أسامة ياسين الذين أصبح وزيرا للشباب.
وأوضح محمود أن الجزئية التى تتعلق بإيعاز الشاطر للتنكيل بمؤيدى أبو الفتوح صحيحة تماما وأن هذا الأمر لم يكن وليد الانتخابات الرئاسية وإنما له تاريخ داخل الجماعة، حيث تختلف طبيعة تفكير الشاطر عن أبو الفتوح، فالشاطر يميل إلى التفكير السلفى المتشدد والتيار القطبى داخل الجماعة، أما أبو الفتوح فكان يمثل وسطية الإمام حسن البنا، وبالتالى فالخلاف عميق بينها.
وتابع قائلا «بالإضافة إلى امتلاك أبو الفتوح نوعا من الكاريزما والقبول لدى كل القوى والوطنية وهو ما لم يملكه الشاطر الذى كلما تم ترشيحه لأى منصب تهاجمه القوى السياسية لذلك دأب الشاطر على تجميد بل وفصل من كان يدعم أبو الفتوح سواء كان الشباب أو المسؤولين داخل الجماعة».
واستبعد محمود أن تقوم الجماعة بإعلان التحقيق مع الشاطر لأن أعضاء المكتب لا يجرؤون على ذلك لأن غالبيتهم لهم ارتباطات مالية ومصالح معهم وبعضهم يعمل فى شركاته ويقبض راتبه من نائب المرشد وهو ما عمد الشاطر إلى فعله، حيث ربط معظم قيادات الجماعة به ماليا ليضمن ولاءهم له ليفعل ما يشاء داخل الجماعة.