حصل «الدستور الأصلي» على تفاصيل التحقيقات التى أُجرِيَت مع عمال السكة الحديد بمزلقان المندرة، وسائق القطار رقم 165الذى اصطدم بأوتوبيس الأطفال فى مزلقان المندرة، وأدى إلى مصرع 51 طفلا وإصابة 15 آخرين، صباح أول من أمس السبت. نفى جميع المتهمين مسؤوليتهم عن الحادثة، وألقى كل منهم باللوم على الآخر، وذلك فى التحقيقات التى يشرف عليها المستشار محمد بدراوى، المحامى العام الأول لنيابات أسيوط، فأكد حسين عبد الرحمن ملاحظ بلوك الحواتكة، وهو البلوك السابق لمزلقان المندرة الذى وقعت عنده الحادثة، أنه أخطَرَ عامل مزلقان المندرة بقدوم القطار رقم 165 السريع، وذلك حتى يغلق المزلقان ويمنع المرور حتى يمر القطار، وأضاف الملاحظ للمحقق «أنا أخطرته مرتين، والإخطارات موجودة ومسجَّلة فى دفتر البلوك ودفتر الإشارات».
وواجهت النيابة عامل المزلقان، سيد عبده رضوان، بأقوال الملاحظ، فقال إن كل ما ورد على لسانه غير صحيح، وإنه لم يتلقَّ أى إخطار على الإطلاق، وأقر العامل أن المزلقان كان مفتوحا ولم يغلقه وسمح للسيارات بالمرور، وذلك لأنه لم يتلقَّ أى إخطار، وحول ما يتعلق بقول الملاحظ إنه أخطره مرتين، قال عامل المزلقان «كل واحد يقول اللى هو عايزه».
وفى نهاية التحقيق، واجهت النيابة الملاحظ بعامل المزلقان، وقررت التحفظ على دفاتر البلوكات، ودفاتر الإشارات ببلوك الحواتكة، التى أشار الملاحظ إلى أن إشاراته مدونة ومُثبَتة فيها، كما قررت النيابة عرض عامل المزلقان على الطب الشرعى للكشف عليه، وبيان ما إذا كان يتعاطى المخدرات من عدمه، وما إذا كان فى دمه أثر لمخدر يوم الحادثة أم لا، مع استمرار حبسه 15يوما على ذمة التحقيقات.
وعلم «الدستور الأصلي» أن المحامى العام لنيابات شمال أسيوط، المستشار محمد بدراوى، قرر التحقيق مع عامل المزلقان فى أحد المكاتب التابعة للنيابة العامة بمدينة ديروط، بعيدا عن مدينة منفلوط التى وقعت فيها الحادثة بنحو 60 كيلومترا، وذلك خشية أن يفتك الأهالى به، انتقاما لدماء أبنائهم.
النيابة أيضا باشرت التحقيق مع سائق القطار 165، يوسف بشرى يونان، الذى أقر خلال التحقيقات أنه لم يتلق أى إشارة على الإطلاق أو إخطارا بأن المزلقان مفتوح، وأن عليه الوقوف أو تخفيض سرعته، موضحا أنه ما دامت الأمور تسير طبيعية فإنه لا يتوقف ويسير بسرعته الطبيعية، وأوضح السائق أنه لم يرَ أى إشارة من «سيمافور»، أو بلوك، أو عامل مزلقان، ومن ثَم كان يسير بطريقة عادية وبسرعته الطبيعية فى مثل تلك الاحوال، وأنه لو أخطر أو شاهد أى إشارة لَتعامل بالطريقة المعتادة على الفور، وهى شد الفرامل فى المسافة المطلوبة حتى يتوقف القطار، لكن هذا لم يحدث. فقررت النيابة التحفظ على السائق إلى حين استكمال التحقيقات معه.
من جانبه أقر سيد عبد الفتاح أحمد، مساعد السائق، بكل ما قاله السائق فى التحقيقات، ونفى مسؤوليتهما عن الحادثة، مؤكدا أنهما لم يُخطَرا بشىء.
إلى ذلك، ووفقا لمصدر قضائى مطّلع على التحقيقات، فإن التحريات أشارت إلى أن عامل مزلقان المندرة، سيد عبده رضوان، أهمل فى أداء واجبه، ولم يقم بالإجراءات المتبعة عن قدوم قطارات مارة بالمزلقان الذى يقوم بحراسته، حيث لم يقم بإغلاق المزلقان لمنع المارة من السيارات والأشخاص من المرور فى أثناء قدوم القطار، وأسندت التحريات إلى عامل البلوك مسؤولية الحادثة، وكشف المصدر أن النيابة وجهت إلى عامل المزلقان 4 اتهامات حتى الآن: القتل الخطأ، والإصابة الخطأ، والإضرار بالمال العام، وتعطيل سير القطارات بهيئة السكك الحديدية، بسبب إهماله الذى أدى إلى وقوع الحادثة.