عن مكتبة «الدَّار العربية للكتاب» الشقيقة الصغرى للدار المصرية اللبنانية، صدرت رواية جديدة للكاتبة رشا سمير، تقع في 460 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف الفنان عمرو الكفراوي، وهي الرواية الخامسة لرشا سمير بعد «حواديت عرافة» 1995، و«معبد الحب» 2001، و«حب خلف المشربية» 2005، و«يعني إيه راجل» 2011. تدور حكايات الرواية الجديدة «بنات في حكايات» في عوالم نسوية بامتياز، حيث يشكل الحب القيمة المركزية لأغلب أعمال الكاتبة، حتى أنه يشكل محور الرؤية الفنية لديها، وتنبني تصورات العالم وفهمه ومحاولة حل تشابكاته انطلاقًا من هذه القيمة: (الحب). ولا يقف الحب في هذا العمل باعتباره مشكلة نسوية فحسب، بل هو الطريق الأوحد والأمثل للتحقق الإنساني، وفي محاولاتنا للتحقق نكون غالبًا ضحايا لظروف خارجة عن إرادتنا، مثل أشخاص انتهازيين أو خلاف الوالدين، أو غيرها من الظروف.
شخصيات العمل كلها باحثة عن الحب، وتحاول التحقق مثل: سارة، جمانة، سلمى، حنان، وكلهن يواجهن أطرافًا أخرى تشكل محور السلب في الرواية مثل أسامة زوج حنان، وفهمي سائق عائلة سلمى، وفي النهاية ينتصر النبل والرغبة في الحب والتحقق.. كل هذه العوالم نراها من خلال عيني «فريدة» مدرسة الرسم، وهي في الأساس فنانة تشكيلية خريجة قسم الهندسة في الجامعة الأمريكية، حيث تحاول فريدة بحس الفنان وإحساسه بالمسئولية الاجتماعية، الوقوف بجوار جميع شخصيات الرواية، باعتبارهن تلميذات لها في المدرسة، حتى تصل بهن جميعًا إلى بر الأمان ولحظات التحقق، وفي سبيل ذلك تقوم بدور الطبيبة النفسية لفهم ما تمر به الفتيات من مشكلات، لتكتشف في النهاية أنهن ضحايا لآخرين.
تتعامل الرواية مع المجتمع العربي كله، باعتباره وحدة واحدة، يعاني أبناؤه المشكلات نفسها، ويواجهون العقبات والتحديات نفسها ولا سبيل أمامهم إلَّا التعاضد والمحبة لعبور واقعهم الأليم.
لجأت الكاتبة إلى تقنيات فنية على مستوى الشكل، تتسم بالبساطة واليسر، من خلال طريقة سرد عمودية، تجعل من التفاصيل الإنسانية الرقيقة بمثابة الأنهر الصغيرة التي تصب في نهر الرواية الكبير، كما تراوح الروائية بين الوصف الخارجي للشخصية باعتباره انعكاسًا لما يعتمل في باطنها.