بعد أن أصبح دكتور محمد مرسي رئيسا فعليا للبلاد اختلفت النبرة الهجومية السابقة لدى كثير من الأحزاب الليبرالية التي بينها وبين تيار الإسلام السياسي خلافا تاريخيا ، فالمصالحة الوطنية باتت أمرا حتميا مع المرشح الإخواني بعد أن أصبح رئيسا لكل المصريين ، وهو ما دعا حزب "المصريين الأحرار" لإطلاق مبادرة تحت عنوان "مبادرة مصرية للمصالحة الوطنية" .. معلنا عن بدء سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع كافة الأحزاب والتيارات المصرية لعقد مؤتمر كبير تدعى له كافة الشخصيات والرموز السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تهدف هذه المبادرة لتوحيد الصفوف ولم الشمل وتجاوز ما خلفته المنافسة الانتخابية من آثار سلبية وانقسامات بين أطياف الجماعة الوطنية المصرية . الدكتور أحمد سعيد -رئيس حزب المصريين الأحرار- قال أن المرحلة الدقيقة التي تعيشها مصر الآن يجب أن يتناسى فيها الجميع خلافاتهم الحزبية ومصالحهم الشخصية الضيقة وأن يلتف الجميع حول هدف تحقيق "المصلحة الوطنية بالمصالحة السياسية" ، وأن يقف المصريون جميعا فوق أرضية مشتركة تجمعهم من أجل تحقيق أهداف الثورة وتطلعات التغيير والإصلاح الشامل المنشود وفي مقدمته تطهير مفاصل الدولة من فساد النظام السابق. وأكد أحمد سعيد في بيان صحفي له اليوم أن المصالحة الوطنية الشاملة هي سبيلنا للتوافق حول أولويات المرحلة وعلى رأسها كتابة دستور الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، دولة المواطنة الكاملة واحترام القانون وأحكام القضاء وعدم خلط الدين بالسياسة. داعيا كافة القوى السياسية إلى الاحترام الكامل لنتيجة الانتخابات وإتاحة الفرصة لرئيس مصر المنتخب لكي يقوم بمهامه كرئيس لكل المصريين في أجواء من المصالحة والثقة المتبادلة وعدم إصدار الأحكام المسبقة لأن المرحلة التي تعيشها البلاد تتطلب تضافر كل الجهود المخلصة للعبور بالبلاد إلى بر الأمان. وأكد أحمد سعيد أن دعوة المصريين الأحرار للمصالحة الوطنية تنطلق من الإحساس بأن مصر في أمس الحاجة الآن لصياغة عقد اجتماعي وسياسي جديد يتم من خلاله الاتفاق على قواعد حاكمة للعلاقة بين الأغلبية والمعارضة تحترم فيها كل الأطراف حقوق الاختلاف والتنوع الفكري والمنافسة السياسية الشريفة لما فيه مصلحة مصر أولاً وأخيرًا.