علي الرغم من قرار الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد السابق للإخوان المسلمين - بعدم الإدلاء بأي أحادو إجراء أي حوارات مع وسائل الإعلام إلا بعد ستة أشهر إلا أن الرجل فتح قلبه وعقله ل «الدستور» في حوار اشترط فيه ألا يتحدث كثيراً في السياسة أو ما يخص الإخوان المسلمين، القتينا به أثناء زيارته لمحافظة الفيوم لحضور عقد زفاف ابنة الدكتور أحمد عبدالرحمن مسئول المكتب الإداري للإخوان وبالرغم من تعبه وإجهاده إلا أنه آثر الدستور بهذا الحوار: ما شعورك بعد أن أصبحت مرشدا سابقا لجماعة الإخوان؟ - هذا العبء الثقيل الذي كنت أحمله هو نفس الحمل الذي أحمله اليوم مع اختلاف طبيعة العمل بمعني أنني مازلت مشغولاً بالإخوان ومهموما بأمورهم ولكن بطريقة أخري غير المسئولية التي كانت تتطلب وجودي المستمر علي رأس العمل فأنا موجود ولكن في غير مكان العمل مع أحبابي وإخواني. وقد قال لي أحد المحللين السياسيين إن النظام بعد أن تأكد أنك مصر علي الخروج من مكتب الإرشاد وتكتفي بفترة واحدة حاولوا مع أنصارهم في الداخل والخارج ألا يخرجوك سليما ولكني خرجت والحمد لله وأنا أكثر قوة وعزة وثباتا. هل تعتبر نفسك مستشاراً للإخوان في الوقت الحالي؟ - لا مستشار ولا أي شيء أبداً أنا قلت للإخوان كل يوم أحد هاكون بالدار لا لشيء سوي أنه كانت هناك مجموعة مباركة تعاونني كل يوم أحد لم يتغيب منها أي شخص منذ أن كنت مرشداً حتي تركت المنصب وهي المجموعة التي كنت أستشيرها في كتابة الرسالة فتكريماً لهم أحببت أن أشاركهم كل يوم أحد في كتابة هذه الرسالة فأذهب إلي الدار ومن أراد شيئاً فمرحباً به. البعض يحملكم تداعيات ما حدث من أزمة أخيرة داخل الإخوان بسبب إصرارك علي عدم التجديد لمنصب المرشد؟ - لقد أصررت علي رفض التجديد رغم إصرار وطلب من أحبابي الكبار ورفضته من أحباب علي الساحة العالمية ورفضته من إخواننا في المكتب لا لشيء سوي أنه مبدأ عندي من عام 1994 وكنت وقتها صاحب الاقتراح بأن تكون فترة المرشد 6 سنوات فقط. وكان يعمل معي إخوة أفاضل في قسم الطلاب منهم حلمي الجزار وعبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان وبعد أن عملت معهم عامين قلت لهم مش عاوز أشوف واحد منكم بعد ستة أشهر كل واحد يحضر نائبه وهذا مبدأ لا يجوز أن يجلس أحد في المكتب 15 سنة أو 20 سنة والمكتب كان أيام الأستاذ البنا عامين والمرشد العام هو من يختاره ولا يصح أن يظل الواحد 24 سنة عضو مكتب إذا أين يذهب هذا الشباب وهل الإخوان هم فقط 16 من أعضاء المكتب. ما رأيك فيما طرحه عدد من قيادات الجماعة بفصل مكتب الإرشاد كجهة تنفيذية عن مجلس الشوري كجهة تشريعية؟ - لا دعني أقول لك في مسألة اللائحة ومجلس الشوري وكل ما أثير حولهما من كلام: أخي الكريم نحن عشنا من عام 1954 حتي عام 1990 بلا مجلس شوري بمادة واحدة كتبها حسن البنا (إذا تعذر اجتماع مجلس الشوري تؤول كل صلاحياته إلي المرشد العام ومكتب الإرشاد) فهل الإخوان اتهدت أو حدث لهم شيء بل ازدادوا قوة في هذه الفترة بمادة واحدة فاللائحة هدفها تنظيم العمل ولذلك مرة في السعودية أرسلوا إلي لائحة تنظم العمل بينهم، كانت رائعة وجميلة جداً فكتبت لهم في آخر مادة إن لم تطبق هذه اللائحة بمستوي خلقي رفيع فلا قيمة لها، الأخلاق هي الأساس أخي الكريم، لأن أي لائحة يمكن أن تعبث بها كما تريد فمن الممكن أن نعمل بدون لائحة طالما كان هناك الخلق والدين فنحن أصحاب دعوة وليس لنا مصلحة خاصة، أما اللائحة فهي للاحتكام إليها وقت الاختلاف وبالرغم من هذا أنا كنت ممن يحترمون اللائحة بما فيها. هل سيطر القطبيون فعلا علي الجماعة بعد الانتخابات الأخيرة؟ - هناك اثنان ردوا علي هذا الموضوع هما مختار نوح وأحد الإخوان من الكويت، وسيد قطب هذا قمة من قمم الأدب والخلق والقيم والعمل ولذلك فكلمة واحدة قلتها في كل المؤتمرات وقلتها للقرضاوي: سيد قطب بآرائه وفكره وما كتب يجب علي كل من عنده ذرة من فقه أن يصعد به إلي السماء ويرفعه إليها أما من يريدون أن يؤولوا الكلام ويعبثون به مثل ما يفعلون اليوم فهؤلاء يؤولون كل شيء، فقد أولوا القرآن وحاولوا العبث به، سيد قطب قمة كبيرة ولم يخرج عن مبادئ الإخوان المسلمين بأي حال. هل تعتقد أن انتخابات مكتب الإرشاد تمت بشكل سليم؟ - هذه الانتخابات كانت بركة ومن كثرة الكلام عن الإخوان في هذه الفترة لعب في عبي الفأر فطلبت مقابلة أعضاء مجلس الشوري فلدينا سبعة أعضاء مكتب الإرشاد أعضاء بمكتب الشوري فاجتمعت معهم وتعرفت عليهم فوجدت وجوهاً كريمة وأخوة علي مستوي ثقافي عال وأخوة لهم قدرهم ومكانتهم ولم أكن أعرفهم قبل اليوم، فاستمعت إليهم ثم طلبت مقابلة رؤساء المكاتب الإدارية 25 مكتبًا إداريًا طلبت من كل منهم أن يأتي إلي في بيتي. كان هذا قبل إجراء الانتخابات؟ - نعم كان قبلها وقبل أي تفكير فيها وقبل أن نفعل أي شيء يتعلق بالانتخابات لكي يطمئن قلبي علي الإخوان وعلي التنظيم وكتبت لهم أسئلة في ورقة وطلبت من كل واحد منهم أن يضعها في مظروف ومغلقة وعندما فتحت المظاريف ال 25 وجدت مستوي عاليًا جداً من الوعي والتنظيم والثبات والقوة فقلت حان وقت الانتخابات، أصلهم كانوا بيقولوا ده الإخوان مبرمجين وهل يستطيع أحد أن يبرمج كل هؤلاء، ظللت 20 يوماً وجميع الناس من معي ومن علي يريدون تقطيع الإخوان، أرسلت لمجلس الشوري لأقول لهم علي إجراء الانتخابات الآن لأن هناك أناس كانوا يريدون إجراء الانتخابات في يونيو المقبل فقلت لهم: لا أستطيع أن أترك الإخوان إلا بعد أن أطمئن علي مكتب الإرشاد والمرشد العام فقال مجلس الشوري تجري انتخاباته الآن ولكن بأغلبية قليلة، قلت لهم: اختاروا رأياً واحداً لإجراء الانتخابات الآن أو السنة المقبلة فاختاروا إجراءها الآن بأغلبية ساحقة، وعندما جاءني الخبر بموافقتهم ساعتها تركت مكتب الإرشاد واستأذنت منهم وذهبت إلي مكتبي أحضرت ورقة وقلماً وكتبت أعضاء لجان الانتخابات بخط يدي وسلمت رؤساء اللجان هذا الأمر بيدي وكلفتهم به وأحضروا لي النتيجة، لم يستطع أحد أن يتحدث في الإخوان الذين اخترتهم فجاءتني نتيجة الانتخابات، ونظرت إليها فوجدت بها الدكتور محمود أبوزيد والدكتور عبدالرحمن البر والدكتور عصام العريان والدكتور مصطفي الغنيمي فقلت: يكفي أن مكتب الإرشاد به هؤلاء فاطمأن قلبي وطلبت من مجلس الشوري أن يرشح 5 لموقع المرشد فرشحوا حبيب وعزت وبديع ورشاد البيومي وجمعة أمين ومحمود عزت قال أنا آسف جداً أنا بعتذر وحبيب استقال بقي ثلاثة عرضتهم علي مجلس الشوري يا سبحان الله حصل بديع علي الرقم الذي يكون مرشداً به. هل كنت تتمني الدكتور بديع؟ - لا لم أكن أتمني أحداً كلهم أخوة لي وكلهم أفاضل عندي أي واحد منهم. لكن هل كان هواك مع الدكتور بديع؟ - لا أنا هواي كان مع مكتب الإرشاد فقط كان هواي أن أري مكتب إرشاد محترماً. ولماذا تأخر الإعلان عنه أكثر من مرة بعد أن ظهرت النتيجة قبل الإعلان عنه بعشرة أيام ولم يكن أحد يعرف من هو؟ - كان من المفترض أن يتم الإعلان عن المرشد الجديد ولكن لابد من رأي مجلس الشوري العالمي خارج مصر فأرسلت اسمه إلي مجلس الشوري العالمي في ورقة وجاءني الرد يوم الخميس الواحدة صباحاً وهو نفس اجتماعهم أن إخوان مجلس الشوري العالمي وافق بإجماع علي اختيار بديع كانوا 24 عضواً جميعهم أجمع علي اختيار المرشد الجديد. وما حقيقة ما أثير حول رفض مجلس الشوري العالمي اختيار الدكتور بديع؟ - كذب في كذب والورق لدي بالإجماع وأنا لا آخذ الموافقة من التليفونات وإنما ورق مكتوب وموجود لدي، وقتها أعلنت المرشد الجديد، أما إخواني الذين أمسكوا برقبتي يوم أن قررت ترك مكتب الإرشاد دعوتهم لحضور إعلان المرشد الجديد ومنهم الحاج حلمي عبدالمجيد والحاج فريد عبدالخالق، والحاج حلمي لما رأي هذا المنظر «التسليم والتسلم» قام واحتضنني وظل يبكي ويقبل رأسي فرحاً بتسليم الراية فهو شيخي وأستاذي. هناك اتهام موجه لكم بأنك صممت أن تغادر مكانك باستفزاز النظام بعد أن أعلنت عن بيعة علنية أمام جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية؟ - أقول لك حكاية: أنا أول يوم توليت فيه مرشداً كنت اليوم التالي في زيارة لإخوان الشرقية حيث كانوا يريدون أن يحملوا سيارتي ووقفوا في المسجد وبايعوني بيعة علنية بالمسجد، وهذا النظام لا قيمة له عندي ولا أعمل له أي حساب في تصريحات وأي تصريحات ترضي ربنا سواء عن حزب الله أو إيران أو الشأن الداخلي أو إخواننا في غزة أقولها بكل صراحة وهو ده نظام مش ممكن هذه التصرفات التي يفعلها النظام المصري تصرفات لا تحترم مصر، يا أخي الكريم كنت أبكي عندما كانوا يهاجمون السفارات المصرية ويشتمون المصريين في حرب غزة الأخيرة فقلت لهم قف أنت وهو مصر عظيمة مصر الحضارة مصر القوة مصر العلماء مصر الأزهر مصر لا يجوز لأحد أن يتحدث عنها إلا بالخير، ولكن إذا أردتم أن تهاجموا فهاجموا هذا النظام الفاسد مصر عظيمة منذ أن عشت فيها ما وعيت ما رأيت منها إلا الخير وما رأيت من شباب مصر إلا الخير سواء في مقاومة الإنجليز وسواء في مقاومة اليهود وفي كل المواقف الرجولية تجد مصر. ما تفسيركم للهجمة الشرسة علي الإخوان هذه الأيام خاصة القيادات وإخوان الفيوم الذين يوجد منهم 30 في السجن حالياً؟ - لرجولتهم يا ولدي هذا النظام الفاسد وهذا النظام المنبطح لا يجوز أن تسميه إلا باسمه أنا آخر ما زهقت قلت لهم يا إخواننا يا بتوع اللغة أعطوني اسما لهذا النظام، هذا لا يمكن ليس له اسم ينطبق علي ما يفعله قلت للدكتور كمال أبو المجد: يا دكتور كمال اللي بيتعمل ده ليه، رد قائلاً: من غير ليه اللي يتعمل ده من غير ليه. وهدف الحملة الأخيرة أن يفتتوا الجماعة وللأسف أحبابنا وأعداؤنا لم نسمع منهم كلمة طيبة عن الإخوان كلهم مع الأسف. لماذا لم نري تضامنا مع الإخوان في هذه القضية؟ - هذا الشهر الأول من عمر مكتب الإرشاد والنظام مهمته أن يفتت الإخوان لكن للأسف أحبابنا لم نسمع منهم كلمة طيبة عن الإخوان كلهم مع الأسف كلمت المستشار طارق البشري قلت له: يا سيادة المستشار هذه الفترة باعترافكم جميعاً أن الإخوان المسلمين هي القوة الوحيدة الموجودة في مصر والعالم العربي والإسلامي وهي صاحبة المشروع ضد المشروع الصهيوني باعترافكم جميعاً ومع الأسف وجدتكم جميعاً تريدون أن تقطعوا أوصال الإخوان وأنت بالذات يا سيادة المستشار قلت لي وفي مكتبي أن الحكومة استطاعت أن تفكك صواميل كل المجتمع المدني ولم يبق إلا صواميل الإخوان استعصت علي الفك فلماذا تريدون تفكيكها ولذلك ولله الحمد خرجنا وصواميلنا أكثر قوة ومناعة ومن أرادوا لنا ذلك خسئوا. وماذا كان رد المستشار البشري؟ - هو رجل محترم ومؤدب جداً وغير راض عن هذا وأنا أحترمه. هل هذا فخ للوقيعة بين المثقفين والإخوان؟ - تعرفون رفيق حبيب هذا الحبيب الذي أقول له يا حبيب وأنا لي حبيبان الدكتور محمد حبيب والدكتور رفيق حبيب الذي لم يتركني منذ حزب الوسط ولم يتخلف عن موعد محكمة وكان أول المهنئين لي بعد خروجي ولم يتركني بعد أن خرجت من السجن واحترم عقله وفهمه. هل هي علاقة خاصة بين مفكر قبطي ومرشد عام للإخوان المسلمين؟ - نعم علاقة خاصة جداً لأني أحترمه وأحبه لأنه يفهم الإخوان المسلمين أكثر من الإخوان المسلمين أنفسهم. هل أنت راضء عن أداء المرشد الجديد ومكتب الإرشاد بعد شهر من وجوده؟ - نعم أنا راض كل الرضا عن عمله وأدائه جداً جداً وهذا توفيق من الله وهو يسير علي خير ما يحب ربنا ويرضي ويحب جميع الإخوان. ما تقيمك لأداء نواب الإخوان في مجلس الشعب؟ - يا أخي الكريم ال 88 هم في الأصل أن يكونوا 130 الدكتور عزيز صدقي هذا الرجل العظيم قال لي في مكتبي النظام بيجهز علشان يكسر عظامكم قلت له يا دكتور عزيز إن شاء الله ربنا هيكسر عظامهم قبل ما يكسروا عظامنا وأنا عارف أن كلامنا ده وقتها مسجل بالصوت والصورة، عارف كم محكمة عسكرية اتعملت للإخوان هل قدروا يكسروا بها عظمنا؟ ودخل السجن سنة 2009 (5600 أخ) هل قدروا يكسروا عظامنا هذا العدد الكبير خرج من السجن وهو أكثر قوة وحماسة وهم الذين تكسرت عظامهم وافتضحوا وبعدين أنا عاوز أقول حاجة إيه مجلس الشعب إحنا عشنا طول عمرنا من غير مجلس الشعب ولم تتأثر دعوتنا ولم يحدث للإخوان شيء وقلت لأعضاء مجلس الشعب هذا الكلام فدعوتنا مستمرة بمجلس الشعب وبغير مجلس الشعب وطريقنا للإصلاح معروف. ما رأيكم في دعوة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح للإخوان لترك السياسة والانتخابات 20 عاماً؟ - ليس لي رأي والإخوان جماعة مؤسسية هي تقرر ما يصلح لها. كيف تقضي يومك بعد أن تخففت من أعباء المسئولية؟ - أبدأ يومي قبل الفجر وأعيش مع القرآن الكريم وأقرأ الجرائد ومقالات كبار الكتاب وأقوم بتأدية واجبي تجاه أحبابي وهم كثير. هل ستقوم بكتابة مذكراتك؟ - لا لن أكتب أي مذكرات. أحمد سيف النصرسألت الدكتور أحمد كمال أبو المجد: ليه النظام بيعمل كل ده في الإخوان فرد علي: من غير ليه!!مازلت أحمل هموم الإخوان وأحضر أسبوعيا لمكتب الإرشاد للمشاركة في كتابة الرسالة الأسبوعية
