حنان الجوهري لما كنت صغيرة ف ابتدائى كده كنت بافكر اطلع ظابط .. بجد مش هزار كنت مؤمنة جدا بقدسية الخدمة – خدمة مش وظيفة – حد يسألنى ضابط شرطة ام ضابط جيش ؟ انا اصلا ما كنتش اعرف ان فيه فرق بس على خامسة ابتدائى كده ابتديت اعرف ان فيه "صنفين" واحد شرطة والتانى جيش و للعجب اخترت انى اكون ظابطة بوليس اصل وقتها كانت وجهة نظرى "البوليس بيعمل حاجة بيقبض على المجرمين بتوع المخدرات و اللى بيموتوا الناس وبيسرقوا الناس.. اما بتوع الجيش فهما طلعوا كتير ف الافلام بتاعة الرصاصة لا تزال ف جيبى والعمر لحظة و ما بقاش فيه حروب تانية لا ف الحقيقة ولا ف الافلام عشان اروح اشتغل معاهم .. البوليس احسن طبعا عنده زباين اكتر و الاكشن يسير بخير.." . ف مرحلة الاعدادى ودعت مجلات علاء الدين والمغامرين الخمسة لاكتشف نوع جديد من الضباط : "أدهم صبري" هو النوع اسمه كده لما ابتديت اقرا رجل المستحيل و ملف المستقبل كنت دايما باتخيلنى منى توفيق زى كل بنت و زى كل بنت كرهت جيهان الشقراء .. بس مش زى كل بنت كان نفسى اشتغل ظابط مخابرات هتقوللى ليه ؟ " رحم الله امرئ عرف قدر نفسه يا أخى " موضوع اللغات دى عمرها ما كانت تستهوينى و لازم يبقى معايا 11 لغة باين دى غير الاكروبات بتاع " لكمة فى الانف سحقت اسنانه و غاصت الى معدته ونزلت ف البنطلون " ماليش انا ف الكلام ده .. وفضلت متمسكة بظابط شرطة و دخلت الثانوية وكانت الصدمة . ما فيش بنات بتشتغل ظاااااااااااااااابط .. عاااااااااااااااا ليه يا جماعة ؟ قالك – بتغاظ انا م اللى يبدأ كلامه بقالك - الضباط البنات بيشتغلوا ادارى ف الشرطة او لو فى الجيش بيشغلوهم تمريض او ف العلاقات العامة – لو معلوماتى غلط ده اللى اتقال لى زمان – طبعا تبدد الحلم لأنى ما كنتش باكره ف حياتى قد العمل المكتبى و الوظيفة اللى بميعاد زى عمل المدرسة مثلا او موظفة الحكومة فمش هتفرق بقى ضابط موظف عن مدرسة .. فلغينا الفكرة . ولكن يبقى الأمل ف ثانوى بقى ايام فارس الاحلام والعريس ما كنتش باهيم بضابط البحرية او الطيار زى بقية البنات و لا حتى بتاع البوليس الجواز غير الشغل مش النوعية دى.. خالص .. ابسلوتلى .. الرجل الذهبى .. الخطير .. اللى فارق على جنب ف قلبى كان رجل الجيش .. اه والله كنت لما باشوف مدرعة على الطريق او دبابات وده كان بيحصل جنب سكننا كتير – كان قلبى يدق مش عشان فتى الاحلام بس لأ طبعا .. انا كنت تافهة بس مش للدرجة دى .. كانت بتحصل كده عارف انت ال" غصة " اللى كانت بتيجى ف الحلق دى تحس ان نفسك اتاخد كده وقلبك دق وتلاقى رقبتك اترفعت فوق لوحدها .. اه والله .. عشان الاحساس ده كنت اتمنى اتجوز واحد م الجيش .. تذكر لى امى ذات يوم انه قد تقدم لها ضابط ف الجيش عقب 73 فما كان من أهلها إلا أن رفضوه اصل جدى البرنس خاف على امى عشان جوزها هيسيبها لوحدها بالشهور فى بيته بالقاهرة وهى اصلها من الارياف فكيف ستعيش وحيدة كل هذة الفترات ؟ فرفضه وبدد حلمى لأمى ليكون أبى عسكريا.. قال يعنى لو كانت اتجوزته كانت هتبقى امى..عبث ... كنت اتخيلنى مكانها – امى - انتظر زوجى بالشهور واخشى عليه كل ليلة وافكر به كثيرا سأكون زوجة بطل سأكون حبيبته الوحيدة أكيد ما عندوش وقت يخوننى.. سأكون انا ايضا بطلة.. وانتهت مرحلة الثانوية ودخلت كليه الاعلام و ظل حلم ضابط علاقات عامة بالجيش يراودنى عن نفسى .. لكن فكس رعشة القلب بين الضلوع عند رؤية اى شىء عسكرى حتى لو كان ماسورة مدفع او يافطة " ممنوع الاقتراب او التصوير " ظلت كما هى الى ان جاءت احداث مارس و ضرب الشرطة العسكرية لبعض الثوارعند اقتحامهم لمقرات امن الدولة و بدأت تهتز امامى قدسية ضابط الجيش .. ماطلعوش ملايكة يعنى كنت غاضبة جدا يائسة زى اى حد شاف ثورته اتسرقت منه و هو مش عارف يعمل ايه .. رعشة القلب تحولت لتوجس عند رؤية اى مدرعة او بيرية احمر .. رعشة القلب بدأت تهدأ .. سرقت من اخويا " قايش " كان واخده من صاحبه .. لا يزال من افضل ما ارتديت من احزمة .. طبعا هو مش بيبان اصلا بس ما اعرفش مظبوط جدا و بعد ما اتجوزت فضل عندى , كنت باتباهى به قدام صاحباتى وانى عارفة اسمه "قايش" مش حزام وكنت عارفة البيادة كمان والظونت، كنا بنتخانق عليه لحد ما اتجوزت وخدته معايا فى "جهازى" على اساس انه يشرف بقى وكده حاجة مش انثوية خالص عشان احتفظ به لكن لحد دلوقت عندى.. حتى الآن.. ورغم كل شيء.. لا يزال القايش فى بيتى!