تزايدت ظاهرة العثور علي أطفال لقطاء في محافظة قنا، وفي الأسبوع الماضي فقط سجلت أقسام الشرطة أربع حالات كان أولها عثور مواطن يدعي أحمد عبدالحميد تاجر حديد علي طفل حديث الولادة بمنطقة المنشية بقنا وسجل ذلك بالمحضر 613/2010 إداري قنا، وبعدها بيومين فقط عثر طالب بكلية الآداب علي طفل آخر بجوار سنترال نجع حمادي وحمل ذلك رقم 1856/2010 إداري شرطة نجع حمادي. وقبل 3 أيام عثر مواطن مقيم بعزبة البوصة مركز أبوتشت علي طفل لقيط أمام مسجد القرية عند صلاة الفجر حسبما جاء بالمحضر 1857/2010 إداري، وسبق الثلاث حالات الأخيرة عثور مواطنين علي أطفال سفاح بمدينة العمال وقرية الخصاص بمدينة قنا حتي باتت تلك الظاهرة تهدد الكيان الأخلاقي للمجتمع الذي لم يشهد عبر توارد العصور عليه مثل تلك النوعية من الظواهر الهدامة. الدكتور محمد أبوالفضل بدران عميد كلية آداب قنا وأحد المهتمين بقضايا الأخلاق والمجتمع- قال: إنها ظاهرة غريبة في مجتمع صعيدي تربي أجياله علي الالتزام والعمل وفق أخلاقيات الدين والأعراف، وأنا أكاد أجزم بأنها ظاهرة دخيلة نتيجة توافد عناصر أخري من محافظات مجاورة هرباً من قيود مجتمعات كانت تعيش فيها إلي جانب التدهور الأخلاقي الملحوظ داخل الأسر الصعيدية في ظل الانفتاح علي عادات وتقاليد بدون مراعاة لضوابط وقيم المجتمع الصعيدي. وتري الدكتورة أمينة بيومي أستاذ علم الاجتماع بقنا المجتمع الصعيدي خاصة محافظة قنا مثلها كسائر المجتمعات في العالم من حولنا، قابلة للتغيير وعرضة لزوال معتقدات وتبدل قيم. لكن ما نحن بصدده الآن مع تزايد حالات العثور علي أطفال لقطاء ما بين يوم وآخر، يدعونا للتوقف لأنها كارثة أخلاقية تهدد كيان هذا المجتمع الذي تربي علي الالتزام والطاعة. وتتحمل الأسرة وحدها في قنا أكثر من 90% من المسئولية تجاه تلك الظاهرة، فالتربية والتنشئة الاجتماعية السليمة تلعب دور الموجه الأهم في تشكيل شخصية الفرد. ولعل ضعف الرقابة الأسرية في المنزل أدي إلي انتشار جرائم الزني التي هي المنبع الحقيقي لظهور هذه الظاهرة، وتري أن إعادة ترتيب البيت القنائي وإعادة الالتزام العائلي والشخصي هما فقط بجوار القدوة الحسنة والتوعية السليمة قادرة علي القضاء علي تلك الظاهرة.