لا تزال قضية الاطفال اللقطاء - مجهولي النسب - او غير الشرعيين في مصر تثير الانتباه، حيث بات تزايد عدد المواليد اللقطاء يشكل ظاهرة داعية للوقوف عليها، أولئك الذين لم تتجاوز اعمارهم بضعة ايام حديثي الولادة الذين يلجأ أهلوهم الي القائهم في الشوراع امام باب مسجد او ملجأ أو بجوار مقالب القمامة وذلك يرجع الي اسباب كثيرة قد تكون مادية او اقتصادية واحيانا لإعاقة هؤلاء الاطفال، وكثيرا بسبب الزواج العرفي والعلاقات غير الشرعية والانفلات الاخلاقي وربما لقلة الوازع الديني.. كلها مسببات تدفع الاب والام الي الالقاء باطفالهم الي مصير غير معلوم.. وفي محافظة البحيرة يوجد مركز واحد لرعاية تلك الفئة. ويقول د• مدحت نوار مدير ادارة رعاية الامومة والطفولة والمشرف علي مركز رعاية الاطفال بمحافظة البحيرة إن المركز أنشئ عام 1997 / 1998 وهي تعد خطوة مهمة في رعاية الاطفال اللقطاء.. مشيراً الي انه قبل انشاء المركز لم تكن لهم اي رعاية من جهات مسئولة فكان الطفل الذي يلقي في الشارع معرضا للموت، اذا لم يجد من يساعده. وأوضح أنه بعد انشاء المركز اختلف الامر كثيرًا؛ حيث تقوم مدرية الصحة بالبحيرة برعايتهم خلال مركز ايواء الاطفال المعثور عليهم، إذ يعمل المركز علي مدار 24 ساعة وبه مجموعة متميزة من الممرضات والعاملات والإخصائيين وتحت اشراف طبي متكامل ويترواح عدد الاطفال المعثور عليهم في العام الواحد ما بين 50 و60 طفلًا ويتم استلام الاطفال اللقطاء حديثي الولادة من جهة الشرطة أو المستشفي ويقوم المركز بعمل الكشف الطبي عليهم وتحديد من يحتاج الي دخول حضانة أو مستشفي او معهد الطب القومي بدمنهور ويتلقي باقي الاطفال الرعاية الصحية بالمركز ثم يتم استخراج شهادة ميلاد وتسمية الطفل ثلاثيا وعمل تأمين صحي للطفل عن طريق الاخصائيين الاجتماعيين بالمركز ويظل الاطفال الذين يقل عمرهم عن عامين بالمركز. اما في القري، فيتم تسليم الطفل الي العمدة او شيخ البلد والذي يقوم بتسليمه الي جهة الشرطة التابع لها، وعلي جهة الشرطة في كل الاحوال تحرير محضر به بيانات الطفل وبيانات من عثر علي الطفل ثم تخطر جهة الشرطة طبيب الجهة المتخصصة لتقديم التقرير عن سنه وتسميته ثلاثيا واثبات بياناته في دفتر المواليد وفي جهة الصحة والجهات المختصة. واوضحت فايزة النجار اخصائية اجتماعية في المركز انه يوجد عدد من المربيات اللاتي يتسلمن الطفل بعد اختياره علي اسس دقيقة من المركز لان المربية تعد امًا جديدة للطفل فلابد ان تكون امينة وحريصة وحنونة عليه وذلك في مقابل اجر رمزي، ويصرف لهم المركز الالبان اللازمة ومستلزمات الطفل الطبية من ادوية وخلافه، وتضيف: أما البعض الاخر من الاطفال فيظل في المركز ويرعي رعاية كاملة ويقدم له ما يحتاجه في ظل وجود مربيات داخل المركز ويظل الطفل به خلال اول عامين لحين تسليمهم الي اسر كفالة اليتيم. ويضف محمد النعاني وكيل وزارة التضامن الاجتماعي انهم يتسلمون الطفل ويتم عمل بحث اجتماعي للاسر البديلة المتقدمة للحصول علي طفل مجهول النسب وذلك بقسم الرعاية البديلة بإدارة الاسرة والطفولة والذي يتلقي طلبات المواطنين المحرومين من الانجاب وذلك بعد ان يكون عقد الزواج مر علية مدة لا تقل عن 5 سنوات والا يقل سن المتزوجين عن 25 عاما للزوجة و30 عاما للزوج ويتم تقديم شهادة طبية تثبت عدم قدرة الزوجين علي الانجاب وتقديم صورة شخصية لكل من الزوجين وصورة البطاقة الشخصية لكل منهما وما يثبت الاملاك لدي الزوجين بالاضافة الي عقد ايجار او تمليك للشقة او اي املاك اخري. وتقول نادية مرسي الدفاروي مدير عام ادارة الأسرة والطفل بمديرية التضامن الاجتماعي: ان اللجنة يرأسها وكيل الوزارة ومسئول الاحوال المدنية ورئيس الرعاية البديلة وطبيب من مديرية الصحة ومسئول من التربية والتعليم واثنان من المهتمين بالعمل الاجتماعي ورئيس جمعية حماية الاطفال ورئيس مجلس ادارة تحسين الصحة، ويتم عرض الحالات علي اللجنة بعد ان يكون رئيس القسم قام ببحثها ميدانيا بعد ان يتم التأكد من صحة البيانات وتعقد اللجنة كل شهرين، وبعد موافقة الاسرة بأخذ الطفل اذا تم سنتين وهناك الحضانة الايوائية ومقرها الابعادية للاطفال الاخرين حيث يتم رعايتهم حتي 6 سنوات وبعد بلوغهم هذه السن يتم انتقال الجهات البنات والبنين الي مؤسسات خاصة لكل منهم.. كما يتم رعاية الاطفال في كل الاحوال رعاية سليمة وعند حدوث اي اهمال يتم اخذ الطفل الي مكان اخر تتم رعايته فيه. وتضيف ان هذه الرعاية التي يحصل عليها الاطفال ساعدت علي التقليل من نسب اولاد الشوارع كما ساهمت في قله نسبة الوفيات.. واكملت قولها: ان الاطفال المعاقين منهم من تتم رعايتهم بشكل خاص من خلال ارسالهم الي دور ايتام، خاصة بالمعاقين لرعايتهم الطبية.. مطالبة بتوفير اكثر من مركز لرعاية الاطفال بمحافظة البحيرة حتي يتم الحد من انتشارهم بالشوارع ورعايتهم بشكل متميز.