في أغنية «بلدي بلدي» لعبدالحليم حافظ التي كتبها «صلاح جاهين» ولحنها «كمال الطويل» غني «عبدالحليم حافظ» قائلاً: «أبو خالد نوارة بلدي».. بينما «عمرو دياب» في استاد القاهرة يغني للأستاذين «جمال» و«علاء» مبارك.. لأول مرة يغني «مطرب» مباشرة لجمال مبارك.. الحقيقة أن هذا هو الهدف الأساسي من كل ما نراه محيطاً بنا.. إنه التمهيد للتوريث بالمباراة أولاً ثم الأغنية.. عرفنا عبر تاريخنا أن يغني المطربون للرئيس، «عبدالحليم» فعلها وبالطبع «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» باعتبارهم رموز الغناء المصري الذين واكبوا الثورة.. أن يصبح الزعيم هو الوطن عادة مصرية عرفناها مع مطلع الثورة، قبل ذلك غنينا للملك في عدد محدود جداً ولكن مع «عبدالناصر» أصبحنا نغني في كل المناسبات وأحياناً بلا مناسبات، أسرفنا ولا شك وأرجو ألا يقول أحد إن هذا كان يتم ضد رغبة «عبدالناصر» المؤكد أنه كان سعيداً وإلا كان من الممكن أن يطالب بإيقاف كل هذه الأغنيات.. الواقع أن أهل الحكم كانت لديهم قناعة بأن الشعب عندما يردد الولاء للرئيس فهو يتغني باسمه ليل نهار.. تابعوا مثلاً «أم كلثوم» كيف طلبت من الجمهور في حفل لا تزال تقدمه الإذاعة أن يغني وراءها «أجمل أعيادنا الوطنية بسلامتك يوم المنشية».. حدث ذلك بعد حادث المنشية ثم تم تغيير الكلمات بعد أن أصبح «عبدالناصر» رئيساً إلي «أجمل أعيادنا الوطنية برئاستك للجمهورية».. «أنور السادات» عندما اعتلي الحكم قال إنه لا يحب أن يتردد اسمه في الأغاني.. في أغاني معركة 73 «الربابة» و«عاش اللي قال» غنينا له ولم نذكر اسمه صراحة إلا في عدد محدود جداً خاصة بصوت «ياسمين الخيام».. الرئيس «حسني مبارك» بين الحين والآخر نغني له وأغلب أوبريتات أكتوبر هي نوع من المبايعة للرئيس «اختراناه اخترناه واحنا معاه لما شاء الله».. الجديد هو أن نري «جمال» في الكادر، كل مباريات الكرة التي تلتقط فيها صوره ثم تتحول إلي جزء من الأغاني المصورة.. «عمرو دياب» بدأ بالهتاف علي المسرح ولا أتصور أن «تامر حسني» من الممكن أن يرضي بما هو أقل ولن يقف بالطبع بعدها «هشام «عباس» مكتوف الأيدي.. غناء قمم الطرب في الخمسينيات والستينيات لعبد الناصر لا يمكن أن يصبح مبرراً لأن يستمر الأمر علي ما هو عليه، لأننا نتحدث عن زمن مختلف، المفروض أن يطرح أساليب أخري ولكن هذا هو دأب نجومنا إعلان الولاء للسلطة.. الدولة بالطبع يعنيها أن يقترب منها النجم الأكثر جماهيرية وهي تحقق له الحماية.. الفارق أن «عبدالحليم» كان يغني لعبد الناصر باني السد العالي.. «عمرو دياب» يغني للانتصار الذي حققه «عصام الحضري» الشهير بالسد العالي!!