لا أعرف شيئاً يفوق في قيمته آثار مصر لا من الناحية التاريخية أو المادية والآثار هي كل ما خلفه الأولون، ومن حسن حظ هذه البقعة الخالدة من أرض مصر أن ما خلفه المصري القديم ليس له مثيل في المعمورة وهو يمثل 40% من آثار الكون ولذلك فإن لآثار مصر مكانة مقدسة في نفوس أهلها من أول الهرم الأكبر إلي أصغر نقش فرعوني علي المقابر، ومع شديد الأسف والحزن والألم والخزي والعار خرج علينا مسئول في الحزب الوطني الديمقراطي يطالب بتقنين عملية حيازة وبيع الآثار داخل الديار المصرية، أما المسئول إياه فهو أخونا أحمد عز -إمبراطور الحديد والصلب - وهو أيضا مسئول التنظيم داخل الحزب والذي خلف الرجل الفاضل كمال الشاذلي والذي يكفيه فخرا - أي الشاذلي - أنه لم يقترف إثما بحق تاريخ مصر وآثارها التي لا تضاهيها أي آثار في العالم.. ولكن إمبراطور الحديد والصلب لم يجد أي مانع في أن يطرح مثل هذا القانون أو الاقتراح ليمر عبر ممثلي الأمة والحمد لله أن رجلا مثل زاهي حواس، ووزيرا مثل فاروق حسني وقفا له بالمرصاد وهدد كلا منهما بالاستقالة في حال تمرير هذا القانون الذي يسمح بالعبث بالآثار المصرية ويسهل مهمة مهربي الآثار في عبورها خارج الديار المصرية، وأنا شخصيا لم أجد نفسي في خندق واحد مع السيد فاروق حسني - وزير الثقافة - بل العكس هو الصحيح ولكنني اليوم أنحني له تقديراً واحتراماً علي هذا الموقف الجاد والحاسم والذي واجه به «عز» الحديد والصلب وبالنسبة لعمنا زاهي حواس، فالحق أقول إنني سجلت له بالاعتزاز والفخر موقفا لن أنساه له عندما تصدي لعملية مماثلة عندما طلب إليه أحد الوزراء من الشباب أن يوافق علي تسليم أرض تقع في مارينا لمسئول عربي رفيع بعد أن دفع ثمنها واكتشفنا أنها تتبع منطقة مارينا الأثرية، يومها وقف زاهي حواس ومعه المجلس الأعلي للآثار كالشوكة في حلق هذا الوزير وذلك المسئول العربي الرفيع، وأكدوا أن آثار مصر ليست للبيع ولا للشراء.. واليوم يؤكد زاهي حواس أن المبدأ لا يتغير ولا يتبدل، وعلي الرغم من أن المقترح مقدم من أحد أرفع المسئولين الحزبيين إلا أن مصلحة الوطن العليا لا تعرف مسئولاً رفيعاً أو قصيراً أو بديناً أو طويلاً، فالمصلحة فوق الجميع ولأنني أعتبر نفسي أحد أعضاء المجلس الأوطي للآثار شأني شأن كل أهل مصر المعنيين بآثار بلادهم، وكنوز بلادهم فإنني أعود وأطالب أصحاب الموقف المشرف فاروق حسني وزاهي حواس بأن يعرضا علينا صور مقتنيات أسرة محمد علي من المجوهرات التي أفرج عنها مؤخرا من خزائن البنك المركزي، ويا حبذا لو علمنا أين استقرت هذه القطع البديعة ذات القيمة المادية والتاريخية معا والتي هي أيضا لا تقدر بأي ثمن، وبالطبع أنا شديد الثقة في شخص العم زاهي حواس ومعه الوزير فاروق حسني، ولكني أود فقط الاطمئنان علي مصير هذه القطع ومعرفة الهيئة أو المؤسسة أو الجهة المسئولة عن حفظها وسلامتها وصيانتها، وياريت يتولي عمنا زاهي حواس الرد علي شخصي الضعيف من خلال الوسيلة نفسها فهو بسم الله ما شاء الله يكتب في الصحيفة الرسمية ويحتل مساحة عظيمة الشأن بها، ورده علي تساؤلاتي هذه عبر الأهرام، سوف يشفي غليل الملايين من أهل مصر الذين يقفون موقف المتفرج وآثار بلادهم يتم التلاعب بها عبر اقتراحات قوانين في المجلس الذي يمثلهم ولأن زاهي حواس وفاروق حسني أصبحا بالفعل يمثلان إرادة الأمة وضمير الشعب بهذه الوقفة التي جعلت منهما شامخي الرأس، فإنني أود لو أكمل عمنا زاهي حواس جميله ورد علي شخصي الضعيف وطمأن قلوب أهل مصر جميعا علي مجوهرات وتحف أسرة الرجل الذي ظلمناه منذ عام 1952 وحتي يومنا. محمد علي باشا الفاتح الأعظم في تاريخ مصر، الرجل الذي ينبغي للسيد وزير التربية والتعليم الجديد أن يعيد إليه اعتباره، الرجل الذي يستحق أن تنحني له الأجيال لما قدمه لمصر في كل مجال وأخطرها علي الاطلاق أنه بسط نفوذ مصر إلي الشرق وحتي منابع نهر النيل.. مجوهرات أسرة هذا الرجل راحت فين يا عم زاهي.. أفدنا.. أفادك الله!!