تشهده شوارع القاهرة مع الباعة الجائلين حاليا المتمركزين أمام المدارس الابتدائية والإعدادية بجانب المناطق السكنية لأنه مطلب أساسي لأغلب الأطفال، إنه الحرنكش فاكهة الأطفال المحببة المنتشر في الأسواق حاليا وبكميات كبيرة عكس السنوات الماضية حيث بدأ الإقبال عليه بصورة جعلت أسعاره ترتفع من آن لآخر ليصل سعر الكيلو حاليا إلي 10 جنيهات مقابل 4 جنيهات فقط للكيلو الواحد عند ظهوره الموسمي لهذا العام. ولأن ارتباط الأطفال به لا يمنعهم من شرائه بسبب ارتفاع الأسعار أو لأي سبب آخر يجد البائعون رواجاً شديداً علي شرائه حيث يظهر البائع في صورتين مختلفتين، الأولي بعربته الكارو التي يدفعها للأمام مناديا علي منتجه المحبوب أو حاملاً كمية كبيرة علي إحدي كتفيه. ارتفاع الأسعار لم يؤثر في طريقة بيع الحرنكش التي تعتمد علي تعبئة القراطيس نظير جنيه واحد مقابل القرطاس حتي يتسني للأطفال الشراء في الوقت الذي يساعد فيه التجار أنفسهم في الترويج للحرنكش والتخلص من الكميات الكبيرة التي بحوزتهم. اقتصار بيع الحرنكش حاليا علي الأطفال لم يقلل من شأنه أحد المسليات التي ترتبط بذكريات الكبار في الماضي حيث إنه شريك رئيسي للذرة والفشار علي كورنيش النيل إلا أنه اختفي كما اختفت مظاهر كثيرة علي كورنيش النيل مثل اختفاء بائعي الصميت والجبن واختفاء عربات حمص الشام بشكلها الأصلي. يعتمد التجار علي أسواق الجملة الموجودة في منطقة العبور، وأيضا مدينة 6 أكتوبر حيث التجمع الأكبر لتجار الجملة في جميع المجالات الخاصة بالمأكولات والمشروبات الطبيعية، بالإضافة إلي أسواق الأقاليم المنتشرة في أنحاء الجمهورية حيث يطرح المزارعون كميات كبيرة من الحرنكش لعرضها لتجار التجزئة ممن يعملون في بيعها مباشرة للتجار لكن تظل المشكلة الأكبر هي اشتغال عدد قليل من التجار في البيع بنظام التجزئة نظرا لعدم قدرتهم علي التعامل مع الأطفال بطريقة ظريفة حيث يتطلب من البائع القبول والابتسامة التي تجعله قريبا من قلوب الأطفال المترددين عليه.