سوق المرج الموجود في محافظة القليوبية والملاصق لمنطقة شرق القاهرة أصبح معرضا لبيع منتجات بير السلم والبضائع الملوثة خاصة الطيور. كما أن السوق يقع بجوار مجمع للمدارس ويعرض التلاميذ لحالات التلوث سواء المادي بسبب شرائهم المنتجات شبه الفاسدة والملوثة من مأكولات وعصائر والتي تباع علي مقالب القمامة وأيضا التلوث السمعي الناتج عن الضوضاء والأصوات العالية التي لا تخلو من ألفاظ نابية. وفي جولة "للأسبوعي" داخل سوق المرج وجدنا مفاجآت مخيفة ومحزنة علي ما وصل إليه حال بعض المصريين "البسطاء" لقد توقعنا في جولتنا أن يخرج علينا أحد ويخبرنا أنها "الكاميرا الخفية" وأن ما يحدث هو نوع من الدعاية إلا أنه ومع الأسف كل ما يحدث في هذه السوق هو حقائق واقعية. فبداية السوق كانت عبارة عن شارع ضيق لا يتعدي عرضه 4 أمتار و يعاني من الازدحام الشديد من قبل آلاف البسطاء الذين جذبتهم الاسعار المنخفضة التي تباع بها السلع في هذا السوق حيث كانت البداية مع عربة "كارو" تحمل عشرات الكيلو جرامات من الزيتون المخلل المجهول المصدر والذي يباع بواقع 5.2 جنيه للكيلو جرام ويتجمهر عليه كمية كبيرة من الحشرات الطائرة من الذباب والبعوض وغيرها من الحشرات التي جاءت لمشاركة الجمهور البسيط في هذه الوليمة الدسمة. وبجانب العربة "الكارو" نجد بائعة للسردين المملح حيث يتم بيعه منقوعا في أوعية تحمل مياه صفراء تنبعث منها روائح كريهة وعندما سألت البائعة عن مصدر هذه المياه والروائح أجابت "هو جاي كده". وكان علينا عند التجول في سوق المرج أن نخفض رؤوسنا حتي لا ترتطم بالسلع المعلقة علي الجبال التي تصل بين ضفتي الشارع الضيق حيث تدلت منها زجاجات من الزيوت الغريبة وعلب من الصلصة عليها ورقة صغيرة جدا تحمل عبارة "قطفة نمرة واحد" بدون أي اشارة إلي اسم الشركة المنتجة الأمر الذي يعكس خطورة ما يعرض من منتجات علي الصحة العامة والتي أصبحت معرضا أسبوعيا للسلع المنتجة في مصانع بير السلم. ثم انتقلنا إلي محل ذي طابع غريب مقسم إلي ثلاثة أقسام الأول خاص بالخضراوات والقسم الثاني بالفاكهة والأخير خاص بملابس الأطفال المصنوعة من البوليستر الخاص والتي تباع بسعر 5.1 جنيه للقطعة حيث تتسبب مثل هذه الملابس في أمراض جلدية عديدة لهؤلاء الأطفال و بائعة الملابس عبارة "هدوم الموعودين!!" وبجوار المحل وجدنا بائعة أخري افترشت الأرض ببعض الاقفاص الخالية من الدواجن وأخذت أحدها ووضعت عليه بعض الدجاج المذبوح والذي تم رصه بصورة منظمة فوق القفص الملوث بالريش وقسمت البائعة الدواجن علي أساس جزء للصدور وآخر للأوراك وثان للكبد والقوانص!! ناهيك عن الذباب المتجمع فوق الدجاج المذبوح بصورة جعلت اللون الابيض للدجاج يختفي. حفاضات أطفال وفي الجهة المقابلة (لها) مباشرة كان الموعد مع بائع متجول يقوم ببيع حفاضات أطفال تم رصها بكميات هائلة في أكياس شفافة علي أساس المقاسات ويتم بيع الحفاضة بواقع ربع جنيه للحفاضة المجهولة المصدر!! وبجانب بائع الحفاضات تجد محلات اللحوم المستوردة والتي تبيع اللحوم وفقا للأسعار المتعارف عليها في السوق بواقع 15 جنيها للكيلوجرام وفي المقابل كانت المفاجأة مع محل آخر ببيع للحوم الطازجة والذي يبيع اللحوم بأسعار منافسة للمستوردة حيث يباع الكيلو جرام من الكندوز والبتلو بأسعار تتراوح بين 18 23 جنيها لكل كيلو جرام الأمر الذي يطرح تساؤلا حول حقيقة مصدر هذه اللحوم وكيف تم ذبحها؟ ومع محلات اللحوم ينتهي الشارع الصغير لتبدأ قصة جديدة مع دخولنا إلي الشارع الكبير الذي يتراوح عرضه ما بين 7 8 أمتار وكانت بدايته مع انطلاقة مكبرات الصوت من الجوامع والتي تناشد الباعة الجائلين بالتراجع عن محيط الجامع حتي يتسني إقامة العزاء لإحدي الأسر حيث تشهد المنطقة كل أسبوع في يوم الثلاثاء هجوما من قبل الباعة الجائلين والذين جاءوا من كل حدب وصوب ومع السير في الشارع الكبير وجدنا أشياء غريبة فقد شاهدنا أكواما من القمامة المكنوسة بين ضفتي الشارع حيث يوجد في الضفة الغربية مجمع مدارس خالد بن الوليد للتعليم الأساسي وتتلاصق مع جدرانها مدرسة التعليم الصناعي للبنين والضفة الشرقية عبارة عن سوء قديم جدا وفوق أكوام القمامة نجد مزيدا من الباعة الجائلين المتكدسين مع القمامة أمام مداخل المدارس حيث يقوم هؤلاء الباعة ببيع بضاعتهم وعرضها فوق أكياس القمامة من ملابس وستائر إلي جانب وجود تجار الحيوانات من الماعز والأغنام حيث تركوا حيواناتهم تتغذي علي القمامة وتتجول بين ضفتي الشارع ولكن الصدمة الأكبر أن ما يحدث يتم علي مرأي ومسمع من مسئولي حي المرج والإدارة التعليمية!! حاولنا دخول مجمع المدارس من البوابة الأولي فتعذر ذلك نظرا لتواجد ممارين تم ربطهما في الباب أما البوابة الثانية فيقع أمامها مباشرة جريمة نكراء يتم من خلالها اغتيال الصحة حيث يقف رجل حافي القدمين يقوم ببيع طيورحية بواقع 8 جنيهات للدجاجة وبجانبه سيدة تقف أعلي كومة من القمامة تقوم بذبح الطيور وتنظيفها في جرادل تعمل مياه ساخنة وتنساب بين أقدامنا وأمام البوابة جداول من دماء الطيور المذبوحة رغم التحذير من انفلونزا الطيور ولا سيما بعد وجود اصابات عديدة ظهرت مؤخرا ومازالت استطاع "الأسبوعي" الدخول الي المدرسة ومقابلة المسئولين الذين رفضوا التحدث عن حصار الباعة الجائلين والقمامة لهم واكتفوا يقول عبارة "عملنا اللي علينا والباقي علي ربنا" ولدي خروجنا من المدرسة قابلنا الحاجة أمينة والدة أحد الطلاب والتي قالت "إنقذوا أولادنا من القمامة والباعة الجائلين الذين يحاصرون المجمع ويتخذون من أسواره دواليب لتعليق بضائعهم الفاسدة عليها واضافت ان ادارة حي المرج تقوم بجمع القمامة من الحي والقائها علي أبواب المدرسة حيث انه شريك أساسي في الجريمة التي تقام بحق طلاب المدرسة باستخدام خراطيم المياه من المدرسة لغسيل الخضراوات والفاكهة اضافة الي ان الادارة تقوم بالمشاركة في جريمة القاء القمامة من خلال تكليف الطلبة في بعض الأوقات بحمل قمامة المدرسة والقائها امام المدرسة وذلك تضامنا مع إدارة الحي التي تقوم بمجهود كبير في جمع قمامة الحي والقائها أمام المدرسة. وقال احمد عفيفي ولي أمر طالبة بالمجمع ان ما يحدث هو عملية اغتيال بطيء لابنائنا وبأيدينا فكيف نرسل ابناءنا الي هذا الصرح التربوي الشامخ ليتعرضوا للقتل والاغتيال علي يد الماراثون الخاص بالباعة الجائلين الذي يقام اسبوعيا في المنطقة علي أكوام القمامة امام المدارس فكيف يعقل ان نوفر للطلبة بؤرة لنقل مرض انفلونزا الطيور واماكن لبيع الاطعمة والمشروبات شبه الفاسدة والملوثة ناهيك عن التلوث الفكري المنبعث حول المدرسة من ضوضاء البائعين والألفاظ النابية التي تتردد وقت إلي آخر ويسمعها الأولاد الصغار.