هي واحدة من قري مركز قنا احتلت الصدارة دائما في صفحات الحوادث، فما من شهر يمر إلا ويذكر اسمها مقترنًا بواقعة جريمة ثأر أو شروع فيها، والعنف في هذه القرية يبدو أنه تولد من الطبيعة الجغرافية للمكان وتضاريسه، حيث حضن الجبل الذي ترتمي بداخله القرية، كما تجاورها قرية «السمطا» إحدي قري مركز دشنا ذات التاريخ العريق في الثأر. سجلت الحجيرات وحدها خلال عام 2009 نحو 200 جريمة قتل عمد وشروع فيه، آخرها كان الأسبوع الماضي عندما أقدم مجهولون علي إطلاق الرصاص علي وكيل مدرسة «الحجيرات» الاعدادية خلال وجوده بالمدرسة مع بداية اول يوم لامتحانات نصف العام فلقي مصرعه علي الفور بينما أصيبت طالبة بالمدرسة نتيجة إطلاق الرصاص بصورة عشوائية بالمدرسة ومن الحجيرات خرج بسطاوي الذي تمت محاكمته عسكريًا وصدور حكم بإعدامه كمنفذ رئيسي في القضة المعروفة باسم «ضرب السياحة في قنا» عندما اعتدي هو ومجموعته علي عدد من السياح في ميدان عبدالرحيم القنائي، وقتها تحركت جميع الأجهزة في الدولة كعادتها وتذكرت أن هناك قرية تدعي «الحجيرات» وتم عمل تنمية فورية للقرية وتحويلها إلي قرية نموذجية في عهد اللواء يحيي البهنساوي - محافظ قنا، غير أن الاهتمام بقرية «الحجيرات» سرعان ما تلاشي..وسقطت القرية من ذاكرة الحكومة وبقيت «نموذجية » ومجرد لافتة فقط تتصدر واجهة القرية تمامًا مثلما سقطت سهواً بل ربما عمدًا الآلاف غيرها من قري الصعيد.