الفجوة تتسع بين صحف لبنان مع تأجيل البت في تمويل المحكمة الدولية بسبب القرار الظني كاريكاتير للفنان ناصر نقلاً عن " جريدة القدس " تساءلت الصحف الفلسطينية الصادرة صباح أمس - الأربعاء - في يأس عما ستفعله السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بعد خسارته الرهان علي تجديد قرار إسرائيل تجميد الاستيطان مقابل المفاوضات المباشر؟، ولم تصل الصحف لإجابة عن سؤال: «ماذا سيفعل عباس الآن» بعد استئناف الأنشطة الاستيطانية الأحد الماضي؟. «القدس» كانت أكثر الصحف تشاؤمًا بعدما عنونت تقريرها الرئيسي ب «مراقبون: الفلسطينيون قد ينقطعون عن المفاوضات لفترة في حال عدم تجميد الاستيطان لكنهم سيعودون إليها لمحدودية الخيارات والبدائل»، وأشارت الصحيفة إلي أن عباس عاد من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو خالي الوفاض بعدما استمع لعدد من الاقتراحات الأمريكية لصيغة جديدة لقرارات تجميد صوري للاستيطان، منها البناء العمودي بإنشاء وحدات سكنية في بنايات استيطانية قائمة بالفعل أو البناء داخل الكتل الاستيطانية. ونقلت الصحيفة عن مراقبين سياسيين يأسهم من المهلة التي وافق عليها عباس للجانب الأمريكي لإقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان، ونقلت عن المحلل السياسي هاني المصري قوله: إن «الرئيس الفلسطيني ربما ينقطع عن المفاوضات لبعض الوقت في حال عدم تمديد تجميد الاستيطان، لكنه حتماً سيعود إليها بسبب محدودية الخيارات والبدائل، فعباس سيتوجه إلي العرب وسيطالبهم بالبديل، وبالطبع لا توجد بدائل أخري لديهم غير المفاوضات خاصة أن عباس لا يؤمن إلا بالمفاوضات»، حسب قوله. أما صحيفة «الأيام» فأكدت محدودية خيارات السلطة التي راهنت دومًا علي المفاوضات، وطرحت في مقال كاتبها أشرف العجرمي تحت عنوان «المفاوضات.. المصالحة.. الحرب القادمة» تصورات حول فشل العملية السياسية، ويتمسك الكاتب بوجود أمل في المفاوضات قائلاً: «حتي الآن لا يمكننا أن ننعي العملية السياسية»، وربط الكاتب بين المفاوضات وتعثر عباس ورفاقه في التعويل علي الولاياتالمتحدة، والمصالحة بين حركتي فتح وحماس، ورغم الاستعداد الذي تبديه حماس للمقاربة فإن الكاتب هاجم الحركة وفسر استعدادها للمصالحة بأنها إما ترغب في المشاركة في المكاسب السياسية في حال نجاح مفاوضات عباس مع إسرائيل أو بأنها تريد التأكد من خلو المفاوضات من أي جور علي نصيبها في الكعكة السياسية للشعب الفلسطيني، وأتم الكاتب «هكذا أصبحنا عاقلين بين مفاوضات تواجه عقبات حقيقية ولم تتحرك بعد، وبين مصالحة تمليها مخاوف وحسابات إقليمية ومحلية، وبين حرب لا تزال نذرها قادمة، والتحضيرات المتسارعة تشير إلي أنها قد تصبح حقيقة في وقت قريب». صحيفة «الحياة الجديدة» اشتركت في اللبس نفسه الذي ظهر في تساؤلات «القدس» و«الأيام» رغم تصديرها قلب صفحتها الرئيسية خبرًا بعنوان «الرئيس: سأعلن عن قرارات تاريخية أمام لجنة المتابعة»، ولم يتضمن الخبر المقتضب شرحًا لنوعية القرارات، إلا أن حافظ البرغوثي - رئيس التحرير - بني مقاله علي تصور أن القرار التاريخي قد يكون إعلان عباس استقالته، وضمن مقاله بأبيات شعرية من مقالة محمود درويش الفلسطيني الراحل «لماذا تركت الحصان وحيدًا» وغيرها إلي «لماذا تركت الشعب وحيداً؟/ لماذا وحيداً تركت الشعب؟/ وحيداً لماذا الشعب تركت؟» راجيا عباس ألا يستقيل. التأجيل أفضل الحلول في لبنان الفتيل هو الاسم الحركي الآن لبند تمويل المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري علي صفحات الصحف اللبنانية الصادرة صباح أمس الأربعاء، بعدما اتسعت الفجوة بين المعارضة بزعامة تيار المقاومة حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل الذي يتزعمه، بعد تمسك كل منهما بموقفه الأول برفضه تمويل الحكومة للمحكمة التي يعتبرها مسيسة بسبب القرار الظني ضده ولتأجيل التحقيق في شهود الزور، والأخير بسبب تمسكه بتمرير تمويل الحكومة والتمسك بالمحكمة. وجاء التقرير الرئيسي لصحيفة «السفير» المقربة من تيار المقاومة بعنوان «اشتباك حاد في لجنة المال... والمستقبل يؤكد أن التهديد لن يجدي نفعاً»، وأبرزت تحذير سوريا من الموقف بعنوان «دمشق: اتهام حزب الله سينتج عنفاً طائفياً»، وقالت الصحيفة إن موضوع شهود الزور والمحكمة الدولية يظل «بنداً متفجراً في الداخل، متنقلاً بمواده الملتهبة بين جلسات مجلس الوزراء واجتماعات لجنة المال والموازنة، وسط انسداد تام في أفق المعالجة حتي الآن، من شأنه أن يترك البلاد مشرعة علي كل الاحتمالات». وأشارت الصحيفة إلي أن المعركة حول المحكمة تهدد الحكومة بحد ذاتها، ونقلت «السفير» عن وليد المعلم - وزير الخارجية السوري - قوله: «دمشق قد تلقت أنباء عن أن عناصر من حزب الله سيتم قريباً اتهامهم رسمياً باغتيال الحريري»، وحذر المعلم من ذلك قد يغرق لبنان في جولة جديدة من العنف الطائفي». أما صحيفة «اللواء» فكتبت تقريرًا بعنوان «حزب الله يسحب اعترافه بالمحكمة.. والمعارضة تلتزم موقفه»، وقالت فيه: إن التطورات الدائرة حول التجاذب المتصل بالمحكمة وانعكاساته علي الاستقرار العام في البلد، يوحي وبأن انهيار الوضع بات مسألة وقت. وطرحت الصحيفة عدة سيناريوهات بدأتها بتأكيدها إعلان حزب الله علي لسان أمينه العام حسن نصر الله سحب اعترافه علنًا بالمحكمة الخاصة بلبنان، واستشفت الصحيفة ذلك من تصريحات النائب علي عمار - المنتمي لتيار المقاومة - والتي اتهم فيها المحكمة بأنها «إسرائيلية - أمريكية وغير دستورية»، وأشارت الصحيفة إلي الاشتباك الذي وقع في جلسة لجنة المال النيابية، حول تمويل المحكمة بين النائب عمار من كتلة الوفاء للمقاومة والنائب أحمد فتفت من كتلة المستقبل والذي كاد أن يتطور إلي اشتباك بالأيدي. وعبرت صحيفة «صوت البلد» عن ارتياحها لتأجيل اتخاذ قرار بشأن تمويل الحكومة، وكتبت: «الإرجاء سيد المواقف وأفضل المتوفر لسحب فتيل تفجير الحكومة، بعدما انتقل العنوان الخلافي ظرفيًا من ملف شهود الزور إلي تمويل المحكمة الدولية ورفض المعارضة العلني السير بالتزامات لبنان الدولية بعدما اكتمل عقد اصطفافها أمس، وهو بند أقل ما يقال فيه إنه حقل ألغام يحاصر حكومة الوحدة الوطنية ويضع مصيرها علي المحك». وطالبت الصحيفة المعارضة ب «تخدير الوضع إلي حين، الأول إفساح المجال أمام مزيد من المشاورات علها تفلح في إحداث خرق في جدار الأزمة المستفحلة، والثاني غياب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الموجود في المكسيك في زيارة رسمية، أما الثالث والأبرز فزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلي بيروت في 13 و14 أكتوبر المقبل والتي يعول عليها حزب الله لتحصين موقعه ويستنفر طاقاته وجهوده من أجل تأمين عناصر نجاحها دون مشوبات، فيما يتخوف فريق الغالبية من مضاعفات سلبية محتملة جراء المواقف التي قد يطلقها نجاد من الجنوب». هشام طلعت وسوزان تميم أما صحيفة «المستقبل» فاهتمت بالحكم الصادر في حق رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي ورجل الشرطة السابق محسن السكري بإدانتهما بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم والحكم علي الأول بالسجن 15 عامًا والثاني 25 عامًا، ووصفت الصحيفة الحكم بأنه أثار الذهول، وقالت إنه كان بمثابة «مفاجأة غير متوقعة»، كما أشارت الصحيفة إلي أن القضية التي شغلت الرأي العام منذ سنتين ولم يتوقع أحد سماع الحكم فيها أمس الأول - الثلاثاء - بعدما أصدر القاضي عادل عبدالسلام جمعة حكمه دون الاستماع إلي باقي الشهود أو لمرافعات المتهمين التي كان من المنتظر أن تستمر لأكثر من عشر جلسات أخري. وعلقت «النهار» علي الحكم بقولها: «هشام طلعت أفلت فجأة من الإعدام في قضية تميم» والتي قالت إن الحكم أصدر موجة عارمة من الشائعات والتخمينات بتخفيف عقوبة الإعدام، ولم تنقل الصحيفة ردود أفعال عائلة المطربة، ولم تهتم صحيفتا السفير أو اللواء بالخبر وغاب عن صفحتيهما الأوليين، وانضمت الصحف الإماراتية لتجاهل الخبر رغم انطلاق القضية من علي أرضها حيث قتلت سوزان.