في الوقت الذي دخلت فيه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مأزق كما وصفها أوسكا فيرنانديز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية أمام مجلس الأمن قائلاً «نحن في مأزق فالطرفان لم يلتقيا منذ «15» سبتمبر الماضي» كما اعتبرها أحمد عساف المتحدث باسم فتح في حالة موت سريري بسبب السياسات الإسرائيلية. إلا أنه تجري مساعٍ حميمة علي الصعيد الدولي للخروج من هذا المأزق كما يلملم العرب والفلسطينيون ما تبقي لديهم من أدوات لاتخاذ خيرات بديلة لمواجهة فشل المفاوضات بحثًا عن الحقوق الفلسطينية. فيرنانديز أوضح أمام مجلس الأمن وجود إمكانية للخروج من المأزق قائلاً «لدينا نافذة مفيدة الآن وحاسمة لتجاوز المأزق الحالي وكشف عن جهود دبلوماسية مكثفة تقوم بها الولاياتالمتحدة ويدعمها كل أعضاء اللجنة الرباعية لخلق الظروف المواتية لمواصلة المفاوضات إلا أن فيرنانديز رأي أن هذه الجهود أصبحت تواجه صعوبة بعد الإعلان عن المشروع الاستيطاني الأخير بالقدس. كما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعكف علي طرح «اقتراح حل وسط» سيسمح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالدخول مرة أخري في المفاوضات ويتطلب تجديد إسرائيل للتجميد المؤقت لبناء المستوطنات قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية. وقالت الصحيفة نقلاً عن آبي فوكسمان رئيس الهيئة الوطنية الإسرائيلية المناهضة للافتراء قوله توجد مساعٍ جادة علي الجانب الأمريكي والإسرائيلي لايجاد أداة للعودة للمحادثات المباشرة. وأضافت الصحيفة أن تلميحات وردت مؤخرًا بأنه في مقابل تمديد تجميد مؤقت للبناء الاستيطاني ستبدي الولاياتالمتحدة رفضها لأي مسعي فلسطيني يتم بحثه حاليا لاقناع الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لمساندة إعلان فلسطيني احادي الجانب لدولة علي طول خطوط ما قبل 1967 . وفي إطار التحرك العربي والفلسطيني علي مسارات بديلة للمفاوضات كشف مصدر فلسطيني أن السلطة الفلسطينية بدأت تنسيقها الفعلي مع الجامعة العربية وعدد من دول المنطقة لتشكيل وفد رفيع المستوي للتحرك في اتجاه منظمة الأممالمتحدة والإدارة الأمريكية لشرح معاناة الشعب الفلسطيني مع استمرار تعنت الدولة العبرية ومن ثم الحصول علي اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وفيما يمكن أن يكون أحد الخيارات التي تدرسها السلطة الفلسطينية أكدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن القيادة الفلسطينية تنوي بالاتفاق مع دول عربية تقديم مشروع قرار إلي مجلس الأمن الدولي يعلن أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية ويتعين إجلاؤها. وذكرت هاآرتس في عددها الصادر أمس إن هذه المبادرة تأتي بديلاً عن المطالبة باعتراف مجلس الأمن الدولي بدولة فلسطينية ضمن الحدود التي كانت قائمة قبل عام 1967. وأشارت الصحيفة إلي أن الفلسطينيين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة ستستخدم حق الفيتو ضد أي مشروع قرار يعترف بدولة فلسطينية. إلا أن واشنطن ستجد من الصعب معارضة مشروع قرار من هذا القبيل يعلن أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي. كما كشفت هاآرتس عن رفض المحامي اسحق مولهو مبعوث رئيس الوزراء نتانياهو للمفاوضات استلام وثيقة من كبير المفوضين الفلسطينيين صائب عريقات تبين بالتفصيل موقف القيادة الفلسطينية حيال جميع القضايا الرئيسية موضع النزاع. في غضون ذلك وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علي أن تشمل عملية تبادل الأسري الفلسطينيين مع حماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الاسير لدي الحركة جلعاد شاليط، أمين سر حركة فتح الاسير مروان البرغوثي. وإسرائيليًا يعمل نتانياهو علي تعديل مشروع القانون المثير للجدل الذي يفرض أداء قسم الولاء لإسرائيل كدولة يهودية علي الذين سيطلبون الحصول علي الجنسية الإسرائيلية وأنه سيشمل اليهود وغير اليهود.
سفير مصر بفلسطين يؤكد دعم صمود المواطنين بالأغوار خلال زيارته للمنطقة قام السفير المصري لدي السلطة الفلسطينية ياسر عثمان بزيارة منطقة الأغوار الشمالية للتعرف علي الأوضاع فيها ومن بينها تعديات سلطات الاحتلال علي القري الفلسطينية في الأغوار والتي تشكل حدود الدولة الفلسطينية القادمة مع الأردن. وأكد عثمان في تصريحات صحفية أن هدف زيارته لعدد من القري في منطقة الأغوار تأكيد دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني في الأغوار والتعبير عن رفض مصر للسياسة الإسرائيلية الرامية لتهجير سكان الأغوار. وأوضح عثمان خلال زيارته لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية أنه سوف يعمل علي نقل صورة معاناة أهالي الأغوار الشمالية إلي الحكومة المصرية التي ستقوم بتعزيز مشروع صمود الفلسطينيين علي الأرض مشيداً بصمود المواطنين في الأغوار. وأطلع «مروان طوباسي» محافظ طوباس والأغوار الشمالية السفير المصري خلال استقباله أمس علي الأوضاع المعيشية للفسطينيين ومعاناتهم نتيجة لعمليات الأغلاق والحواجز العسكرية وعمليات الهدم ومصادرة الأراضي. كما التقي عثمان مع المواطنين في الفارسية وأطلع علي اعمال التوسع الاستيطاني بمستوطنتي «ميخولا» و«مسكيوت» في الأغوار الشمالية. ولاقي السفير المصري ترحيباً بالغاً في الأغوار من المواطنين الذين اعربوا عن تقديرهم للقيادة المصرية والدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني.