صحف الأردن تبحث عن الأسباب السياسية وراء الاتهام العلني للجزيرة لبلادها بالتشويش صحف السلطة الفلسطينية تحاول تلطيف صورة عباس محدود الخيارات بقولها.. لم نخسر شيئًا الصفحة الأولى من الأخبار اللبنانية أصرت الصحف الأردنية الصادرة صباح أمس - الأحد - علي إعطاء بعد سياسي لقضية اتهام الجزيرة الفضائية لبلادها بأنها كانت مصدر التشويش علي قنواتها الرياضية الناقلة لمباريات كأس العالم 2010 حصريًا في العالم العربي، وما بين الهجوم علي الجزيرة والدفاع عن بلادها، تساءلت صحف الأردن حول حقيقة الدوافع وراء الاتهام. «الرأي» أبرزت مقال كاتبها سامي الزبيدي الذي عنونه ب «ألم تسدل الستارة علي المونديال بعد؟» إنه لم يرد الخوض في مسألة اتهام بلاده لولا «الظلال السياسية التي رافقت الإعلان عنه منذ اللحظة الأولي»،ورأي الكاتب أنه رغم كون القضية فنية صرفة فإن «المطالبة بتفسير رسمي لهذه الفعلة ينطوي علي قدر من التوظيف السياسي» بسبب مبادرة الجزيرة للاتهام الرسمي دون إجراء تحقيقات، وهو ما نفته الشبكة الفضائية القطرية التي أكدت أنها علمت بعد فترة ليست بالقصيرة أن التشويش مصدره الأردن لكنها آثرت الانتظار حتي التثبت بفريق من المحققين الدوليين. وشكك الصحفي في نية الجزيرة بشأن طلبها تفسيرًا علنيًا من حكومة الأردن، قائلا: «المعلومات التي كانت تنتظر سماعها إدارة الجزيرة كان يمكن الحصول عليها وفق قنوات ليس الفضاء من بينها لو صدقت النوايا» مشيرً،ا إلي أن استخدام الفضاء المفتوح لمخاطبة دولة يعد «تحديًا لكرامة دولة لم تعتد أن تُخاطَب بمثل هذا الأسلوب غير الموفق والمؤذي لسالكه». واستنكر الكاتب تأخر الجزيرة في تنفيذ مطالب الأردن في توفير فريق محققين عربي ودولي بمشاركة أردنية وقطرية للوصول لحقيقة الأمر، قائلا «كل هذا لم يحصل وبدلا منه جري تفجير القنبلة في وجوهنا وكأن المطلوب هو إحراجنا وحشرنا في الزاوية أمام الرأي العام العربي وهو أمر ينطوي علي نكاية سياسية لم نفاجأ بها». أما صحيفة «الدستور» فجاءت افتتاحيتها تحت عنوان «واثقون بأنفسنا.. الأردن أكبر من صغائر التشويش»، ودافعت الصحيفة عن حكومتها قائلة: «لقد عملت قناة الجزيرة علي تكرار هذه الادعاءات واتهام الأردن بعملية التشويش، وقفزت عن حقائق التاريخ، بأن اللأردن ما كان يومًا إلا لأمته، صادقاً في عروبته بقيادة تستمد شرعيتها من عترة المصطفي، عليه أفضل الصلاة والتسليم»، متابعًا في تحدٍ: «إن الأردن لن يكون في موقف دفاعي لسهام الطامعين ومزوري الحقائق ومزيفي التاريخ، ولن يسمح لأي جهة كانت، بالإساءة لسمعته وصورته»، وأبرزت الصحيفة نقلا عن مصدر حكومي لم تفصح عن هويته أن حكومة عمان تتجه لمقاضاة المسيئين لسمعتها. مصر التي في خاطرهم «السفير» اللبنانية استمرت في البحث عن دور مصر في الوقت الذي تعصف فيه أزمة المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري، وبعدما نشرت الصحيفة المقربة من تيار المقاومة أكثر من مقال رأي علي مدار الأسبوع الماضي عن الرئيس جمال عبد الناصر في ذكري رحيله الأربعين، كتبت في عددها أمس تحقيقًا عن «مستقبل مصر بين سيناريوهي التوريث والجنرال: كامب ديفيد والمعونات الأمريكية... والرأس المعلق»، وبدأت الصحيفة تحقيقها بالبحث عن «الدولة الدور، التي كانت يومًا رأس الحربة العربية في مواجهة التفكيك الرأسمالي ومشروعه الأكبر علي أرض فلسطين، مصر التي في خاطر ملايين العرب، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، تقترب اليوم من مفصل في تاريخها الذي أمسك بزمامه رأس معلق بلا قاعدة، يرعاه رعاة إسرائيل». وتساءل الصحفي مازن السيدي عما ستنتجه الانتخابات البرلمانية المقبلة ومن بعدها الرئاسية، قائلاً: «ما مستقبل الخط الفاصل بين قلب العروبة النابض واستبداد المعونات الأمريكية، بين العداء الشعبي الراسخ لإسرائيل، وأثمان كامب ديفيد الثقيلة؟ جمال أم الجنرال؟». وتحدث الكاتب عن تفكك المعارضة في مواجهة الحكومة، مشيرًا إلي أن دعاوي محمد البرادعي والجبهة الوطنية للتغيير لم تلق استجابة في صفوف الإخوان المسلمين، في المقابل تقف - وفقًا للكاتب - «منظومة حاكمة تحمل مشروعًا واحدًا بوجهي احتمال، وعينها علي الاستحقاق الرئاسي»، وهو إما توريث نجل الرئيس المصري الأصغر، جمال، أو حكم المؤسسة العسكرية برئاسة جنرال وفقًا لما نقلته الصحيفة عن عبد الحليم قنديل الكاتب الصحفي. في المقابل اهتمت صحيفة «النهار» اللبنانية بشأن آخر خارجي في أمل منها لانعكاسه إيجابيًا علي الوضع الداخلي المأزوم، ومحورت الصحيفة افتتاحيتها أمس حول زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلي العاصمة الإيرانية طهران والتقائه نظيره أحمدي نجاد، والذي بررته ب «ارتباط جانب كبير من الأزمة المتصاعدة في لبنان بالملفات الإقليمية والعلاقات المعقدة بين الدول المعنية بها»، وصدقت الصحيفة علي مطالبة سياسيين للبنانيين بالانتظار أسبوعين علي الأقل لمعرفة حقيقة تطور العلاقات سلباً أو إيجاباً بين دول تضطلع بأدوار أساسية في ملفات ذات ترابط عضوي من العراق إلي لبنان ففلسطين، خاصة منها سوريا وإيران والسعودية. وظل التفاؤل موجودًا بين أسطر رصد الصحيفة للأزمة الداخلية، إذ قالت إنه إذا كان ملف المحكمة الخاصة بلبنان يشكّل المسبب الأول والجوهري للغليان اللبناني الراهن، فإن الجانب الدعائي التضخيمي الذي يطغي علي المشهد الداخلي لا يعكس حقيقة الحسابات السياسية، مشيرة إلي أن «العارفين بدقة حقيقة حسابات هؤلاء الأطراف وحتي الأطراف الإقليميين المعنيين بالوضع اللبناني يستبعدون تماماً، احتمال أن يتجاوز أي فريق الصراع السياسي إلي أي متاهة تفجيرية أمنية». المواطن الإماراتي «المطحون» صحف الإمارات الصادرة صباح أمس اشتركت في مقالات الرأي علي الشكوي من ارتفاع الأسعار بالنسبة للمواطن الإماراتي.. ففي صحيفة «البيان» كتبت فاطمة الصايغ: «تعددت الأسباب والغلاء واحد»، قائلة: «تحولت الحياة بالنسبة لهذا المواطن إلي معركة يومية لا يكاد ينتهي منها فصل حتي يبدأ فصل جديد في صباح اليوم التالي»، مشيرة إلي أن الغلاء طال كل شيء، ويلتهم ميزانيات الأسر رغم زيادة الراتب الشهري، وتري الكاتبة أن «طاحونة الغلاء حبر علي ورق ما لم تكن هناك حلول أخري جذرية متمثلة في وقف من يتلاعب في أرزاق الناس البسطاء». وقد وافقت أمل المهيري زميلتها في مقالها بصحيفة «الاتحاد» تحت عنوان «الراتب الطيار»، وقالت إن الأسر باتت في مواجهة شهرية مع «لغز الراتب الطيار، الذي يتبخر كلما نزل ووصل إلي البنك، فيبدو أن جناحين ينموان للرواتب ما إن تفرج عنها البنوك حتي تطير بلا عودة»، وطرحت السؤال «تري ما سبب ذلك؟ هل هو ارتفاع نسب التضخم أو ارتفاع الأسعار والغلاء الذي طال كل شيء، أم تراه بسبب انعدام البركة، خصوصًا أنك قد تجد عاملا قد لا يتجاوز راتبه الشهري سبعمائة درهم يصرف منها علي كوم لحم في موطنه الأصلي ويعيش هو مبسوطًا مرتاحًا لأن في راتبه بركة ربما لأنه يكسب عيشه بعرق جبينه فعلا!». الدفاع عن عباس صحف فلسطين الصادرة صباح أمس والمقربة من السلطة الفلسطينية انبرت للدفاع عن محمود عباس وقراره بالدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ففي «الأيام» صدَّق حمادة فراعنة علي قول عباس إن الشعب الفلسطيني لم يخسر شيئاً عبر الاستجابة للدعوة الأمريكية والمشاركة في المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين في واشنطن»، وأضاف الكاتب: إن الشعب الفلسطيني لم يخسر شيئاً بل أضاف لرصيده كسباً جديداً عبر تعرية الموقف الإسرائيلي، ولم تشر الصحيفة إلي أي مكاسب حقيقية أخري يمكن تحقيقها عبر تعرية حكومة تل أبيب المتمسكة بثوابتها منذ قيامها بينما استمر العرب في التنازل يومًا بعد يوم حتي صار الدخول في المفاوضات شيئًا يتفاوض عليه الفلسطينيون للوصول إليه. صحيفة «القدس» كتبت أمس في افتتاحيتها: «الكرة في ملعب المجتمع الدولي الآن» بعدما اكتشفت أن خيارات السلطة الفلسطينية معدومة، لكنها ظلت في دفاعها عن عباس بقولها «الموقف الحكيم والمسئول الذي أعلنت عنه القيادة الفلسطينية أمس، وتأكيدها أنه لا مفاوضات مباشرة في ظل الاستيطان إنما يلقي بالكرة في ساحة المجتمع الدولي عمومًا وخاصة اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدة الراعي الرئيس لمفاوضات السلام».