استعدادات عسكرية لبنانية علي الحدود للرد علي أي هجوم إسرائيلي بيروت تشكو للأمم المتحدة اعتداء تل أبيب علي حدودها وإسرائيل تزعم أنها معتدي عليها الجيش الإسرائيلي يواصل استفزازه للجيش اللبناني قام الجيش الإسرائيلي أمس بنشر تعزيزات ضخمة في المنطقة الحدودية مع لبنان بعد يوم واحد من المواجهة المسلحة التي اندلعت بين الجانبين مساء أمس الأول، بينما عادت قوات الجيش الإسرائيلي إلي منطقة الحدود مع لبنان لاستكمال حالة الاستفزاز لقطع الأشجار التي تسببت في أخطر اشتباك علي الحدود، وقامت إسرائيل بقطع أربع شجرات في قرية العديسة بدعوي تغطية تلك الأشجار علي كاميرات المراقبة الإسرائيلية في تلك المنطقة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وحدات مجهزة بآليات مدرعة انتشرت قرب الموقع وقالت إنها توفر الحماية للقوات والآليات التي قامت باقتلاع شجرة في المنطقة الحدودية. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «الجيش الإسرائيلي سيحقق سيادة إسرائيل علي أراضيها في جميع المناطق الحدودية مع لبنان». وأضاف الناطق أفيخاي درعي أن«لإسرائيل الحق في القيام بما تشاء علي حدودها». وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أكد أنه لا يريد الدخول إلي الأراضي اللبنانية لكن «سنقوم بما نشاء وأي عملية عسكرية أو هندسية أو لوجستية في أي منطقة تحت سيادة دولة إسرائيل». ونفي درعي مجددا قيام الجيش الإسرائيلي باجتياز الحدود اللبنانية أمس الأول وزعم أن الجيش اللبناني هو الذي بادر بإطلاق النار بدون أي مبرر. في المقابل قرر الجيش اللبناني وضع وحداته علي الحدود مع إسرائيل في حالة استنفار بعد الاشتباكات التي وقعت بين القوات الإسرائيلية واللبنانية أمس الأول. وتقدم لبنان بشكوي إلي مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، محملاً إسرائيل مسئولية الاشتباكات التي وقعت في قري العديسة وكفركيلا والطيبة علي الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وما نتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات. جاء ذلك بعد اجتماع طارئ عقده أمس المجلس الأعلي للدفاع في لبنان، ترأسه الرئيس ميشال سليمان وحضره عدد من الوزراء وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وأكد المجلس في بيان أنه أعطي توجيهاته بالتصدي لكل اعتداء علي لبنان بالوسائل المتاحة ومهما كانت التضحيات. من جهتها، قالت قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان «يونيفيل» إن الجنود الإسرائيليين كانوا يعملون علي الجانب الإسرائيلي من «الخط الأزرق» عندما وقع الاشتباك الحدودي. وقال بيان -نقلا عن المتحدث العسكري باسم اليونيفيل اللفتنانت كولونيل ناريش بهات «علي أية حال تأكدت اليونيفيل من أن الأشجار التي كان يقطعها الجيش الإسرائيلي موجودة جنوبي الخط الأزرق علي الجانب الإسرائيلي» وهو ما وصفه اللبنانيون بأنه انحياز لإسرائيل. في الوقت نفسه، عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر أمس اجتماعا لبحث تبعات الاشتباكات التي قتل فيها جنديان وصحفي لبنانيون وضابط إسرائيلي. كما حملت إسرائيل لبنان المسئولية الكاملة عن الاشتباكات والخسائر التي وقعت، كما أنها تقدمت كذلك بشكوي إلي مجلس الأمن الدولي. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إن قيادة الجيش اللبناني لم تخطط لإطلاق النار باتجاه القوات الإسرائيلية. وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراكأمس - الأربعاء- عن أمله في «ألا يحدث تصعيد» بعد المواجهات التي جرت بين الجنود اللبنانيين والإسرائيليين علي الحدود وأسفرت عن سقوط أربعة قتلي. وعبر باراك عن أسفه من قيام الولاياتالمتحدة وفرنسا بتسليم أسلحة متطورة إلي لبنان استخدمت في صدامات الثلاثاء «ويمكن أن تصبح بين أيدي حزب الله»، علي حد زعمه. وحمل مصدر إسرئيلي الحكومة اللبنانية مسئولية الاشتباك وقال إن الحكومة اللبنانية تتحمل مسئولية مزدوجة « فالهجوم علي جنودنا وقع فيما كانوا علي الأراضي الإسرائيلية والعسكريون اللبنانيون هم الذين فتحوا النار، ما أرغمنا علي الرد». وتبادلت إسرائيل ولبنان الاتهامات بتحمل مسئولية الاشتباكات الحدودية التي وقعت عند أطراف قرية العديسة الحدودية وكانت الأخطر منذ حرب عام 2006 . واتهم الجيش اللبناني دورية إسرائيلية بعبور الحدود ما اضطره إلي إطلاق النار عليها، في حين تزعم إسرائيل أن جنودها لم يعبروا الحدود بل كانوا داخل الأراضي الإسرائيلية عند حصول الاشتباك. واعتبر قائد القطاع الشمالي في إسرائيل الجنرال جادي إيزنكوت أن الجنود وقعوا في «كمين» نصبه الجيش اللبناني. من جهة أخري أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد تجاه تلك الاشتباكات، وحث المجلس خلال جلسة طارئة كلا من إسرائيل ولبنان علي تجنب مزيد من التصعيد في أعمال العنف. وقال المندوب الروسي لدي الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي يتولي حاليا رئاسة مجلس الأمن «أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ بشأن حادث اليوم علي امتداد الخط الأزرق الذي أدي إلي وقوع خسائر بشرية علي الجانبين». وأضاف «دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف إلي ممارسة أقصي درجة من ضبط النفس والالتزام بصرامة بتعهداتهم بموجب القرار 1701 ومراعاة وقف القتال ومنع أي تصعيد آخر علي الخط الأزرق». وأوضح تشوركين أن أعضاء المجلس بانتظار نتائج تحقيقات قوة الأممالمتحدة اليونيفيل حول الاشتباكات «بهدف تفادي تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل». وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الدبلوماسيين الأمريكيين يعملون علي تخفيف التوتر بين الجانبين. ويقول لبنان إن إسرائيليين عبروا الحدود لقطع شجرة كانت تحجب الرؤية عن إحدي كاميراتهم للمراقبة، لكن الإسرائيليين نفوْا ذلك.