غداً في عيد الثورة سوف نستمع إلي مئات من أغانينا الوطنية التي واكبت الثورة في كل مراحلها ويعتقد الكثيرون أن هذه الأغاني تمثل فقط عنوان الصدق الفني.. الحقيقة هي أن القليل هو فقط ما ينطبق عليه هذا التوصيف.. هل تعرف مثلاً أنك لو عدت إلي أرشيف الإذاعة والتليفزيون وأحصيت عدد الأغنيات التي قدمناها للسد سوف تجد أن الرقم يربو علي 200 أغنية.. كم أغنية عاشت منها؟ سنتذكر «قلنا ح نبني وادي إحنا بنينا السد العالي «تأليف» أحمد شفيق كامل» وتلحين «كمال الطويل» وغناء «عبد الحليم حافظ".. لم يستغرق زمن كتابتها وتلحينها أكثر من 24 ساعة كان «الطويل» يعاني من نزلة شعبية ولكن لارتباط الأغنية بحفل يحضره «عبد الناصر» أنجزت هذه الأغنية.. لم يكن «عبد الحليم» هو الذي غني ولا «الطويل» هو الذي لحن ولا «شفيق» فقط هو الذي كتب.. الكل غني للسد فما الذي تبقي من كل ذلك ربما يتذكر البعض قصيدة «السد» لأم كلثوم التي كتبها «عزيز أباظة» ولحنها «السنباطي» ويقول فيها «يفتح الرزق وهو سد فينساب جنوباً في أرضنا وشمالاً» أو أغنية لفريد الأطرش «يا أسطي سيد يا أسطي سيد» التي كتبها «بيرم التونسي".. حاول أن تتذكر شيئاً آخر؟ سوف أنعش ذاكرتكم أغنية تقول كلماتها «حولنا مجري النيل يا سلام علي ده تحويل.. ح يكون تحويل لحياتنا"؟ «عبد الوهاب محمد» صاغها و«رياض السنباطي» لحنها ورددتها «أم كلثوم".. ما هذه الكلمات؟.. كيف أمسك «السنباطي» العود للتلحين؟ ولماذا تغنيها أم كلثوم؟.. كان هناك إحساس بأن هذا هو رأي «عبد الناصر» وإرادته.. ولو تذكرنا الوحدة بين مصر وسوريا قدمنا المئات من الأغنيات نتذكر قصيدة «كامل الشناوي» التي غناها ولحنها «محمد عبد الوهاب» التي يقول في أحد مقاطعها «لم يكن أيهما بالأمس وحده ولقد صار مع الأيام وحده، عرف الشعب طريقه، وحد الشعب بلاده فإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة".. أيضاً أغنية «صباح» نظراً لطرافة كلماتها التي كتبها مرسي جميل عزيز ولحنها فريد الأطرش «م الموسكي لسوق الحامدية أنا عارفة السكة لوحديه".. وفي أعياد الثورة كان الكل عليه أن يدلي بدلوه في 23 يوليو من كل عام وهكذا مثلاً غنت أم كلثوم «الزعيم والثورة وفوا بالوعود لسه دور الشعب يوفي بالعهود".. تدافع عن اسم رجل واحد فقط وهو «عبد الناصر» وتدين كل الشعب.. غنينا لعبد الناصر بكلمات «بيرم» وتلحين «السنباطي» بصوت «أم كلثوم».. «أجمل أعيادنا القومية بسلامتك يوم المنشية»، وعندما أصبح رئيساً للجمهورية عام 1955 تم تغيير الكلمات لتصبح «برئاستك للجمهورية»، والغريب أنني استمعت إلي باحثة غنائية قبل بضعة أيام في برنامج مصر النهاردة تعتبر أن هذا التغيير الذي أراه ساذجاً ومباشرا دليل علي العبقرية الإبداعية؟! أغانينا الوطنية كثيرها نفاق قليلها فقط هو الصادق.. الكل مع الأسف تورط في تقديم العديد من هذه الأكاذيب!!