السلطة في مصر منفوخة. ونفختها أصبحت قاتلة. مخبر سري ... مجرد مخبر كيف يفكر أن من حقه ضرب جمجمة شخص عادي وتحطيمها لأي سبب من الأسباب؟! بالتأكيد هناك من أعطاه الصلاحية.. ومن سمح له في مرات سابقة بهذه الأفعال الوحشية. نفخة السلطة أصبحت قاتلة..ويبدو أنها أصبحت خارجة عن سيطرة النظام نفسه. هل يتحمل النظام حالة الغليان بعد قتل خالد سعيد ؟ المجتمع كله أعاد خالد إلي الحياة لكي لا يموت حقه، المجتمع انتفض في وجه أصحاب السلطة المنفوخة ليدافع عن الأمن الحقيقي، أمن الشخص العادي. العقل القديم في الداخلية مازال مؤمنا بمؤسسة التعذيب. نعم التعذيب مؤسسة؛ لها دور في عملية الإخضاع النفسي للمجتمع. النظام فقد الهيمنة والإقناع إلي حد كبير، وكانت مؤسسة التعذيب إحدي أدوات السيطرة المفرطة، في هذه المؤسسة «مزارع تربية الوحوش» التي أصبحت قاتلة مع تضخم سلطتها، وارتفاع معدلات المنافسة علي فرض الهيبة المنفوخة. يتدرب الوحش القاتل في هذه المؤسسة علي أن يكون وحشاً وإلا ستفترسه الملايين المحيطة به، ويعرف أن التشريع المصري يده مغلولة في عقوبات التعذيب. ويعرف أيضا أن هناك جهازاً كاملاً يقوم بحمايته، وإصدار بيانات كاذبة، كما حدث مع خالد سعيد التي تحركت ماكينة التلفيق بسرعة جهنمية لتصنع تاريخاً إجرامياً له. لكنها ماكينات قديمة ، أكلها الصدأ، كما أكل ماكينة الروايات الكاذبة عن قتلي الشرطة. بالطبع وبالتأكيد هناك ضباط خارج مؤسسات التعذيب، لكنهم لا ينالون تقديراً أو سلطات كما ينالها وحوش المؤسسة التي لا يقدر أحد علي إيقافها، وتقود المجتمع إلي حالة رعب مفتوحة.. لأنه من يضمن أن يكون محمياً من مصير خالد سعيد؟!، شاب يمشي جنب الحيط، وصل إليه التعذيب ديلفري بجوار بيته وعلي مرأي ومسمع من أشخاص عاديين يشعرون بالرعب الآن مرتين. الأولي من وحشية القتل العلني.. ومن أنهم يعرفون ما يمكن أن يكون سبباً في تعرضهم للأذي النفسي ( لأنهم شياطين خرس عن الحق) والبدني( فالوحوش في كل مكان والضابط هدد كل من يفتح فمه) من يحمي الشهود ؟ من يعتذر في الداخلية عن البيان الكاذب الذي صور خالد سعيد وكأنه مجرم محترف الإجرام؟! ماذا تقول القيادات الأمنية عن شهادة الخدمة العسكرية بعد أن اتهموه بأنه متهرب من التجنيد وماذا تقول عن وجهه الأبيض الذي من المستحيل أن يموت من إسفكسيا الخنق التي تحول الوجه إلي اللون الأزرق؟! هل ستظل ماكينة الكذب تدعم مؤسسة التعذيب ؟ أو أن هناك من يقدر علي إيقاف هذا النزوع الجنوني الذي يجعل نفخة السلطة تنفجر وتدمر وتقود مصر إلي حرب شوارع بين المجتمع والشرطة..؟ توقيف التعذيب يحتاج إرادة سياسية عليا للنظام، إعلاناً واضحاً برفض التعذيب كأداة من أدوات البحث الجنائي ، وملاحقة أبناء مؤسسة التعذيب وإعادة تربيتهم وتأهيلهم مرة أخري ليعودوا إلي الحالة الإنسانية. وهذا لا يعني أن يظهر مسئول وينكر أن التعذيب مؤسسة مسيطرة في الشرطة، أو أن يقول إنها حالات فردية..لابد من إرادة سياسية تستوعب أن المجتمع كله غاضب، ويكسر حواجز الصوت، ويهتف «ياحضرات الضباط...روحوا جنينة الحيوانات».