كم أحبك يا مصر يا أرض الكرامة كم أحبك وأتمنى لك الأمن والسلامة ومهما فعلت يا بلدي فلا عتاب ولا ملامة بعد تلك الكلمات التي توضح شعورى و إحساسي تجاه مصرنا الحبيبة أود أن أعرض عليكم مجموعة من أفكار وأسئلة سألتها لنفسي. أولاً ما تعريف كلمة وطن؟ هل الوطن يعني مساحة من الأرض تحدها حدود جعرافية وتضاريس و الإنتماء للوطن هو أن تنتسب إلى تلك البقعة؟ أم إنه البشر الذين يعيشون في هذه المساحة؟ فلا يوجد وطن بلا مواطنين أو بمعنى آخر لا يمكن لأحد أن يذهب إلى الصحراء و يعيش بمفرده و يقول هذا وطني. أم إنه ذلك المكان الذي يوفر لنا إحتياجاتنا من الحرية والإحساس بالكرامة والشعور بالأمان نجد أن الوطن يتكون من الثلاثة معاً - المساحة المعلومة الحدود - البشر المقيمين عليها و ينتمون إليها - توفير إحتياجاتنا من الحرية والكرامة والأمان (وهنا ندرج مع عوامل الأمان توفير الوظيفة والمسكن). دعونا نتفق أن هذه العناصر قابلة للتقسيم فالمساحة الجغرافية تنقسم إلى محافظات عامرة بالسكان أو ربما صحراء جرداء وسواء ذلك أو ذاك فلا يمكن التخلي عن أي منهم وكل مقدس و يفتدى بالدم. كذلك البشر يمكن تقسيمهم إلى مواطنين عاديين أو مواطنين ذوي سلطة. ولا يجوز التخلي عن أي منهم ولا يجوز أن يجور أي منهم على الآخر. إذن لكي نشعر برقي أو تحضر وطننا لابد من وجود و صلاح كل العناصر السابقة. ولابد من تطهير كل العناصر من الفساد. فالأرض التي تنتج القمح عار علينا أن تنتج المخدرات. وعار علينا غياب الضمائر وعارعلى كل مسئول استغلال منصبه. كلنا نعيش الأحداث الأخيرة التابعة لواقعة وفاة خالد سعيد وما يقال عن تعرضه للضرب حتى الموت من قبل إثنان مخبرين. ونحن نعلم إن التصريحات الرسمية لم تقر هذا و أن الموضوع ما زال قيد التحقيقات فماذا لو ثبت فعلاً إنه تعرض للضرب حتى الموت .نحن نعلم أن أخطاء أهل الثقة أكبر من أخطاء المواطنون العاديون أقصد أن يسرق مواطن فهو شئ عادي ولكن أن يسرق ضابط فهذا جرم أكبر لأنه جرم يصحبه خيانه أمانه وغياب ضمير. فهنا يجب أن يكون الحكم أو العقاب مضاعف. وأنا لن أقول كما يقول جميع الناس إنه خطأ الداخلية أو خطأ النظام لأن بكل مكان وبكل نظام يوجد الصالح والفاسد. فما نرجوه في حالة إثبات الإتهامات الموجهة للمخبرين اللذين قاما بهذا العمل المشين أولاً العقاب الرادع لكل خائن أمانته وكل من هو مستغل لمنصبه ثانياً تنشيط دور الجهات الرقابية على كل ذي سلطة. حتى تهدأ النفوس وتشعر بحالة من الأمان من عدم تكرار مثل هذه الأفعال. و أسأل نفسي ماذا لو لم يمت خالد هل كنا سنسمع به؟ .. هل كانت ستمر الواقعة بسلام؟ كيف يتم الإعتداء على شخص أمام المارة وفي الشارع بهذا الشكل إن هذا في حد ذاته جريمة أقصد إنه لو لم يمت ربما كنا سنقرأ خبر القبض على مروج مخدرات أو متعاطي مخدرات. ولماذا هذه الحالة من عدم ثقة المواطنين في التصريحات الرسمية. ما الذي أدى بنا إلى عدم الثقة؟ يمكن لأن معظم التصريحات التي تعقب الجرائم والأحداث أصبحت متشابهة فأصبح المواطن العادي عندما يسمع عن حريق كبير يعلم أن غداً صيغة نشر الخبر في الجرائد ستكون "ماس كهربائي يؤدي إلى نشوب حريق هائل". وفي حالة الأعتداءات يعلم أن الخبر سيكون "مختل عقلياً يعتدي على .." وأيضاً أتساءل ماذا لو أن جيران خالد و أهله حاولوا الدفاع عنه فقاموا بالاعتداء على المخبرين؟ .. هل كنا سنكون في صفهم ونسميهم ضحايا الشغب أو ربما قد يصل الأمر إلى تسميتهم شهداء الواجب. لابد من صلاح الجميع فالمجرم هو ابن لأب ومدرس لما ينشئوه نشأة سوية ودائماً الجريمة لا تولد من فراغ ولكن هي وليدة ضغوط ناتجة من احتياجات ورغبات فلابد من توفير الإحتياجات وبالعلم والأخلاق نسيطر على الرغبات. إذاً فبناء الوطن المتحضر مسئوليتنا جميعاً. و ختاماً أعلن أنني أبداً لن أتخلى عنك يا وطني ولن أكرهك .. لن أنسى حضارة آلاف السنين ومجد وعزة و شعب أصيل لمجرد أحداث عابرة . وأذكر هنا كلمات الشاعر : فاروق جويدة في بداية نشيد الجيش رسمنا على القلب وجه الوطن .. نخيلاً و نيلاً و شعباً أصيلا وصناك يا مصر طول الزمن .. ليبقى شبابك جيلا فجيلا