التواضع والعلم الشرعي والعمل علي لم الشمل والتصدي لحل المشكلات والتوفيق بين الإخوة إلي جانب مروره بالمحنة والسجن وتجاوزه العشرين عاما كعضو عامل في الجماعة، جميعها شروط تتحكم في اختيار مرشدي جماعة الإخوان المسلمين كما يفضل قربه من التيار القطبي- نسبة إلي سيد قطب- وجميع ما سبق يتوافر في المرشح الإقوي لتقلد منصب المرشد الثامن في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين. إنه الدكتور محمد بديع الأستاذ بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف والذي لا يتحدث إلا بالقرآن والسنة ويراه المحللون السياسيون رجلا قطبيا من الدرجة الأولي، وهو لا ينكر ذلك معترفا دائما بفضل كتب سيد قطب عليه ولكنه في الوقت ذاته ومنذ أن برز نجمه ليكون مرشحا لخلافة محمد مهدي عاكف وهو يحاول الترويج لمذهب قطبي جديد متوافق مع العصر. حيث أعلن في أحد حواراته عن ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية ولكن بشرط إتاحة الفرصة أمام انتخابات حرة ونزيهة ..بينما يرفض في الوقت ذاته تولي المرأة رئاسة الدولة، مؤكدا أنه يرحب بالدولة الإسلامية وليست الدينية رافضا دعوات فصل الجانب الدعوي عن الجانب السياسي داخل الجماعة. يري أن الجماعة الإسلامية مثل القائد الذي يجب أن يقوم بأعباء دينية بجانب قيادته مثلما كان الرسول- صلي الله عليه وسلم- يفعل في الدولة الإسلامية الأولي، فكان قائد الدولة والمنفذ لأحكام القضاء وكان يقود الجيش. ويوضح رؤيته عن الديمقراطية فيقول: إذا اختار الناس شيئا غير شرعي لا يصلح تنفيذه، فإذا كانت هناك مخالفة للشرع لا يمكن إعمالها. في مدينة المحلة الكبري ولد الدكتور بديع عام 1943 .. وتعرف علي جماعة الإخوان عام 1959 عندما كان طالبا في كلية الطب البيطري، وكانت كتب سيد قطب ملاذه في تلك الفترة حتي انضم لما يعرف بتنظيم 65 ليتم القبض عليه عام 1965 ويحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات كاملة ذاق فيها- بحسب شهادته- ألوان العذاب في السجن الحربي ليصبح أحد الشهود علي تعذيب الإخوان في سجون عبد الناصر. ولم يعرف لبديع نشاط تنظيمي يذكر حتي طلب منه مصطفي مشهور الانتقال من المحلة لبني سويف ليكون عضواً بالمكتب الإداري للمحافظة والذي يتولاه منذ ذلك الحين وحتي الآن، ومع بداية عصر مبارك كان لبديع موعد مع المعتقل مرة أخري لمدة 3 أشهر فيما عرف بقضية «جمعية الدعوة الإسلامية» التي أنشأها حسن جودة وتولي بديع رئاسة مجلس إدارتها. ورغم قطبية بديع فإنه استطاع أن يجمع كل تيارات الجماعة علي حبه واحترامه.