بعد أول انتخابات رئاسية لحزب الوفد تلقت لجنة شئون الأحزاب أمس خطاباً من الحزب تعلمها فيه بانتخاب الدكتور «السيد البدوي» رئيساً للحزب لمدة أربع سنوات جديدة بعد تغلبه علي غريمه «محمود أباظة» رئيس الحزب السابق وسوف تنظر اللجنة في الرسالة في أول اجتماع لها في الفترة القادمة، علماً بأن رأيها سوف يكون مجرد تصديق علي النتيجة، خصوصاً بعد أن أعلن «أباظة» تقبله للنتيجة. من ناحية أخري، وفي أول رد فعل له علي انتخاب «السيد البدوي» قال النائب الوفدي المنشق «محمد عبدالعليم داود» إن هناك من يتخوف من أن يقع حزب الوفد في قبضة رجال الأعمال بعد أن تم انتخاب «السيد البدوي» وهو رجل أعمال كبير لرئاسة الحزب، ولذلك علي «السيد البدوي» أن يتخذ عدداً من الخطوات في المرحلة القادمة، علي رأسها وضع فواصل واضحة بين السلطة والبزنس داخل حزب الوفد، وعلي الوفديين أنفسهم ألا يسمحوا بذلك. وقال «عبدالعليم» إذا كنا نعيب وننتقد الحزب الوطني بسبب ما تسبب فيه من خلط للبزنس بالسياسة واجتياح المحتكرين وعلي رأسهم «أحمد عز» لصفوفه، فإن علي «السيد البدوي» وفي مهمة أولي أن يقوم بإجراء فصل تام بين عمله الحزبي وعمله في مجال البزنس والأعمال. وقال «محمد عبدالعليم داود»: ما نعرفه عن «السيد البدوي» أن صفحته بيضاء، وهو رجل ليس في يده مال من الدولة ولا من الحكومة ولا من أي وزارة ولا من أي مؤسسة ولم نسمع أنه اختلس أو بدد أموال البنوك، وهو رجل أعمال عصامي مثله مثل «محمود العربي» رجل الأعمال العصامي المعروف. واعتبر «عبدالعليم داود» أن «السيد البدوي» من الرعيل الأول الذي انضم لحزب الوفد بعد عودته للحياة في بداية الثمانينيات، وأنه تدرج في المناصب حتي وصل إلي سكرتير عام الوفد، ولذلك فإنه يعرف حزب الوفد جيداً، ومادام الأمر كذلك فإن هناك مهمتين عاجلتين أمامه الآن أولاهما وضع فواصل واضحة بين البزنس والسياسة داخل الوفد، وضمان ألا يقع الحزب في قبضة رجال الأعمال مرة أخري والحفاظ علي استقلالية الحزب من عنصر المال أو عنصر الصفقات مع الحكومة والحزب الحاكم، علاوة علي ذلك قال «عبدالعليم داود» علي «السيد البدوي» أن يعمل علي ضرب حزب الجمعيات الذي تكون داخل حزب الوفد أثناء رئاسة «محمود أباظة» له في مقتل، وثانيتهما: علي «السيد البدوي» لم شمل الوفديين وإعادة الحزب للحياة، وهذا لن يحدث إلا بعد إعادة هيكلة للحزب لكي يكون حزباً معارضاً كاشفاً لاستبداد الحكم والحزب الحاكم بدلاً من أن يكون حزباً مهادناً كما كان الحال في عهد «أباظة». وقال «عبدالعليم داود» لقد حضرت انتخابات رئاسة الوفد يوم الجمعة الماضي، وأسعدني بشدة أن أري وجوهاً غابت كثيراً عن الوفد مثل زوجة النائب الوفدي الأسطوري «علوي حافظ»، وأري أن المناخ داخل الوفد الآن قد أصبح جاذباً جداً للم شمل الحزب مرة أخري بعد الدمار الذي لحقه في الفترة الماضية. وحول ما إذا كان يحسب ل«محمود أباظة» أن قبل انتخابات ديمقراطية علي رئاسة الحزب وتقبله للهزيمة قال «عبدالعليم داود» إن إرادة الوفديين بعد إرادة الله هي التي أجبرت «أباظة» علي الالتزام بإجراء الانتخابات وقبول النتيحة، واختتم «عبدالعليم داود» قائلاً: أنا أطوي صفحة خلافي تماماً مع «أباظة» فور انتخاب «السيد البدوي» وأسلم ملف خلافاتي مع «أباظة» إلي مؤسسة الحزب الذي لم يعد هناك مكان فيه للشلل، وعلي مؤسسة الحزب أن تتعامل بأمانة مع ملف خلافاتي مع أباظة في إطار مهمتها الجديدة في لم شمل الوفديين.