برلماني: الدولة تسعى لتحسين التجربة السياحية وترسيخ مكانتها بالخريطة العالمية    إزالة 17 حالة تعد جديدة على نهر النيل بدمياط    «إجيماك» تتفاوض مع بنوك محلية للحصول على قرض بقيمة 700 مليون جنيه    واشنطن «غير أكيدة» من وضع قوات كييف...رئيسة ليتوانيا: هذه هي مساعدات أمريكا الأخيرة    غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة بجنوب لبنان    مدرب يد الزمالك يعقد جلسة فنية مع اللاعبين قبل لقاء الترجي    حملات تموينية على الأسواق في الإسكندرية    مفاجأة إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز ضيفة «صاحبة السعادة» في شم النسيم    الطلاق 3 مرات وليس 11..ميار الببلاوي ترد على اتهامات شيخ أزهري    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    ختام امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية (صور)    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مجرم في كهرباء الجيزة!    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطار التغيير يصل إلي الوفد

أسفرت نتائج الانتخابات علي رئاسة حزب الوفد أمس الأول عن فوز الدكتور السيد البدوي برئاسة الحزب بعد حصوله علي 839 صوتًا من إجمالي عدد الأصوات الذي بلغ 1463 صوتًا فيما حصل منافسه محمود أباظة - رئيس الحزب السابق - علي 630 صوتًا وحصلت إجلال سالم علي 3 أصوات فضلاً عن 11 صوتًا جاءت باطلة.
وبهذه النتيجة يكون البدوي قد حصل علي 57% من الأصوات فيما حصل أباظة علي 42% من أصوات الجمعية العمومية.
وكانت الانتخابات قد جرت في جو من الشفافية والهدوء الذي لم يعكره إلا بعض المشاحنات بين لجنة النظام وعدد من الأشخاص الذين حاولوا الدخول إلي مقر الحزب ورأت اللجنة أنه ليس من حقهم الدخول بسبب عدم وجود أسمائهم ضمن كشوفات الجمعية العمومية، وقد انتهت عملية التصويت في الخامسة مساء وظهر مبكرًا تقدم السيد البدوي.
وعندما يصل «قطار» التغيير إلي حزب عريق مثل حزب الوفد لابد أن تكون هناك تساؤلات حول طبيعة هذا التغيير وتأثيره وإمكانية أن يصل إلي غيره من الأحزاب السياسية بل إمكانية أن يمتد إلي المشهد السياسي بشكل عام.
لذلك كان من الطبيعي أن يتم طرح التساؤلات حول الأسباب التي جعلت من البدوي رئيسا جديدا لأحد أهم الأحزاب السياسية في مصر، وما التوقعات والآمال التي يبنيها عليه أعضاء الجمعية العمومية الذين اختاروه علي رأس الحزب العريق وكان أيضا من الطبيعي أن يتم تحليل أسباب فوز البدوي وخسارة أباظة لهذه الانتخابات التي جرت بشكل شفاف ونزيه، فضلا عن التساؤل الطبيعي والمنطقي والمشروع حول إمكانية أن تتكرر تجربة الوفد الديمقراطية بداخل الحزب الوطني الحاكم وإمكانية أن نري انتخابات بين أكثر من مرشح بداخله؟!.
كل هذه التساؤلات حاولنا الإجابة عنها مؤكدين أنه بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات فإنها أعطت درسا للجميع في إمكانية أن تكون الديمقراطية هي الفيصل داخل الأحزاب السياسية وأنه علي الخاسر أن يحترم حق الناس في الاختيار وأن يرتضي بالنتائج ما دامت جاءت محصلة لعملية انتخابية نزيهة ومحايدة.
أعضاء الجمعية العمومية : «الحزب في عهد البدوي سيصبح أكثر ديمقراطية وانحيازاً للمواطن وسيدافع عن الحريات
«ماذا سيفعل السيد البدوي بعد فوزه برئاسة حزب الوفد» سؤال طرحته «الدستور» علي عدد من أعضاء الجمعية العمومية للحزب الذين رأوا في البدوي أملا جديدا للنهوض بالحزب العريق وبدوره في المشهد السياسي في مصر.
بداية يقول محمد سليمان شعبان رئيس لجنة الوفد بمركز قطور بالغربية أن ما سيفعله السيد البدوي نستطيع أن نختصره في جملة واحده هو أنه «سيعيد الحزب للمشهد السياسي في مصر»، وأضاف «البدوي سيعيد الحزب إلي الشارع وسيعيد له دوره في الدفاع عن الفقراء والمظلومين والمستضعفين»، علي حد قوله، مشيرا إلي أن الوفد في عهد السيد البدوي سيتسع ليشمل جميع الوفديين وأن البدوي لن يصفي حساباته مع أحد وسيعمل مع كل القيادات الوفدية التي غادرت الحزب خلال الفترة الأخيرة وسيطالبها بالعودة إلي صفوفه.. وقال شعبان إن الوفد خلال الفترة القادمة سيعلن بكل وضوح أنه ضد حالة الطوارئ المفروضة علي مصر وضد كل القوانين سيئة السمعة وضد المحاكم العسكرية ومع حقوق الأقباط والوحدة الوطنية ومع مشروع نووي مصري ومع الحفاظ علي القلاع الوطنية ومع عدم التفريط في الشركات الكبري والاستراتيجية في القطاع العام . وأبدي شعبان أمله في أن يشارك الوفد خلال الفترة القادمة في كل المظاهرات والاحتجاجات التي تنظمها القوي الوطنية المصرية للمطالبة بإصلاحات سياسية وبانتخابات نزيهة، مطالبا البدوي بضرورة أن يكون رئيسا لكل الوفديين وألا يحيط نفسه بمجموعة تحجب وصوله إلي كوادر الحزب وألا يقصي أياً من قيادات الحزب أو كوادره قائلا «أطالب البدوي بعدم إقصاء أي من كوادر الوفد وأن يتعاون مع الدكتور محمود أباظة رئيس الحزب السابق وأن يفعل منطق الثواب والعقاب». من جانبه توقع احمد بدراوي المسلمي القيادي بحزب الوفد بمحافظة القليوبية أن يلتزم الدكتور السيد البدوي «حرفيا» ببرنامجه الذي أعلنه علي أعضاء الحزب خلال المعركة الانتخابية وعلي رأس هذه الالتزامات «التعاون مع القوي السياسية في مصر وتحويل الحزب إلي مؤسسة» بشكل حقيقي والنظر في شروط الدفع بمرشحين في انتخابات مجلس الشعب القادمة فضلا عن الانتخابات الرئاسية وأضاف بدراوي: «أطالب البدوي بضرورة التعاون مع قيادة الوفد السابقة والتواصل مع لجان الحزب بالمحافظات بشكل دوري وحقيقي والابتعاد وعدم تجاهل أي كادر من كوادر الحزب مشددا علي أن الوفد سيؤدي دوره السياسي خلال الفترة القادمة بشكل حقيقي وجاد وهو الأمر الذي اعتبره بدراوي يمثل رغبة لدي الوفديين بل ولدي القوي السياسية بأكملها» علي حد قوله.. وقال بدراوي: إن انتخابات الوفدكانت نزيهة وشفافة تضاف إلي رصيد محمود أباظة الرئيس السابق الذي تعامل مع التجربة الديمقراطية بداخل الحزب بكل احترام وتقدير. من جانبه قال أحمد مسعود عضو لجنة الوفد ببورسعيد: إنه ينتظر أن يصبح الحزب خلال المرحلة المقبلة «أكثر ديمقراطية» علي حد قوله مضيفا: «لن يتم إقصاء أحد من المعارضين لرئيس الحزب ولن تسيطر عليه الشللية وسيكون حزبا يتسع للجميع».. وأضاف «الوفد تاريخيا هو حزب الأمة» وسيعود كذلك بدفاعه عن قضايا المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبانتمائه للمواطن المصري فقط قائلا: «انتخابات مجلس الشعب القادمة ستكون محطة فارقة في كيفية إدارة البدوي للحزب متوقعا أن يحصل الوفد علي عدد كبير من المقاعد في حالة ما إذا استطاع البدوي، «لم شمل الوفديين» من أجل العمل لصالح مصر والمواطن المصري.
عصام إسماعيل فهمي: فوز السيد البدوي انتصار للوفد.. وإرادة الوفديين أسقطت أباظة لأنه لم يلتزم بوعده
أكد عصام إسماعيل فهمي - عضو الهيئة العليا بحزب الوفد سابقاً - أنه سيعود إلي ممارسة نشاطه الحزبي مرة أخري بعد أن جمد عضويته بالحزب لمدة أربع سنوات طوال فترة رئاسة محمود أباظة للوفد، وذلك بعد فوز السيد البدوي برئاسة الحزب والذي يعد - حسب كلامه - انتصاراً حقيقياً لإرادة الوفديين الذين طالبوا بالتغيير ونجحوا في تحقيقه من خلال انتخاب رئيس جديد للوفد قادر علي قيادة الحزب والعودة به إلي الدور السياسي البارز الذي كان يلعبه من قبل.
تابع فهمي قائلاً: أعتبر فوز السيد البدوي انتصاراً شخصياً لي، وبداية جديدة حتي أعود مرة أخري إلي حزبي الذي رفضت دخوله أو الانضمام إلي أي من هيئاته طوال فترة تولي محمود أباظة، الذي اغتصب شرعية الوفد بمعاونة منير فخري عبد النور - سكرتير عام الوفد - الذي عاونه في ذلك، واحتجاجًا علي ما قام به أباظة رفضت طلبه بالانضمام إلي الهيئة العليا للحزب، سواء كان هذا من خلال التعيين أو الانتخاب، لذا فضلت أن أجمد عضويتي بالعمل الحزبي طوال فترة رئاسته، وحينما ألح في طلبه بالانضمام إلي الهيئة العليا أكدت له أن هذا أمر منتهٍ ولن أعود للوفد طالما بقي رئيساً له وإن قام بتعييني - غصب عني- سأفضح هذا وأنشره في الصحف.
أضاف: بعد انقطاعي عن الحزب وامتناعي عن دخول مقره لسنوات طويلة، سأقوم لأول مرة بزيارة السيد البدوي في مكتبه بالوفد، وذلك في أقرب فرصة بعد تحسن حالتي الصحية، لأهنئه علي فوزه وأضع يدي في يده لنستكمل مسيرة الحزب التي تعطلت لعدة سنوات.
وأشار فهمي قائلاً: يشرفني أن أكون عضواً في الوفد تحت رئاسة السيد البدوي، الذي جاء به الوفديون عبر انتخابات حرة ونزيهة انتهت بفوز الوفد بمن يستحق أن يرأسه، وهو الأمر الذي كان مفتقده الحزب طوال الأربع سنوات الماضية، وتوقعي بفوز البدوي كان سببه شغف الوفديين إلي التغيير، وهذا ما حدث أن الجمعية الوطنية جاءت بمن يستحقها.
وفيما يخص ما صرح به البدوي بأن أمامه 18 شهراً فقط لينجز ما تعهد به أمام الوفديين، وإلا ستتم دعوة الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد للوفد قال فهمي: هذا كلام محترم وبداية جيدة، وإن كنت أتوقع أن البدوي سيلتزم بما تعهد به أمام الوفديين ولن يتراجع في كلمته سواء علي صعيد تحقيق الإنجازات أو الاستقالة في حالة الفشل، وهذا ما تراجع عنه أباظة الذي وعد بالإصلاح ولم يفعل ووعد بعدم الترشح مرة أخري ولم يفعل أيضاً وترشح مرة أخري للرئاسة.
كما أن الوفديين بمعركتهم الانتخابية الأخيرة أعطوا درساً للجميع أنه لا أحد فوق مصلحة الوفد - ولن يضحك عليهم أحد - ومن لم يلتزم بما تعهد به من قيادة الحزب إلي الأمام سيكون مصيره مصير أباظة وهو إسقاطه من علي مقعد الرئاسة، ذلك لأن إرادة الوفديين قادرة علي تغيير الرئيس في أي لحظة حتي لو كانت المواجهة شرسة كما حدث في الانتخابات الأخيرة التي احتشد فيها أباظة ومنير فخري عبد النور ضد السيد البدوي إلا أن الوفديين نجحوا في كسر كل هذا والمجيء علي مقعد الرئاسة بمن يستحق ذلك.
تابع قائلاً: إن كان إسقاط أباظة من علي كرسي الرئاسة هو رسالة لمن بعده بأنه إن لم يحقق التغيير المطلوب ستقوم الجمعية العمومية بإسقاطه، فإنني أراهن علي أن هذا لن يحدث مع البدوي، لأنه سيلتزم بما طرحه من تعهدات خلال برنامجه الانتخابي.
س: هل يمكن أن يشهد الحزب الوطني انتخابات تنافسية علي موقع الرئيس كما حدث بالوفد؟ ج: لا.. مش ممكن طبعاً
في مشهد انتخابي ديمقراطي - تفتقده الحياة السياسية المصرية - نجح الوفديون في ضرب مثال حي علي أن إرادة الناخبين قادرة علي صنع التغيير، طلما هناك انتخابات تحكمها الشفافية والنزاهة والتنافس الجاد بين المرشحين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تجربة الوفد في معركته الانتخابية الأخيرة من الممكن أن يتم الأخذ بها وتكرارها داخل الحزب الوطني الذي يطرح نفسه علي أنه حزب قادر علي التغيير الداخلي ويأخذ بمبدأ الديمقراطية الداخلية باحترام إرادة ناخبيه في إطار تنافسي حر؟ هل سيدفع هذا الحزب الحاكم الذي يتحدث عن نفسه باعتباره حزب الأغلبية وأكبر الأحزاب الموجودة علي الساحة أن يجري انتخابات داخلية تحتكم إلي النزاهة والشفافية والتنافس الحر بين أعضائه حتي علي مقعد رئيس الحزب ؟ هل هو فعلاً قادر علي ذلك أم أن الطبيعة السياسية والأيديولوجية لهذا الحزب لن تسمح له بتكرار تلك التجربة في انتخاباته القادمة ؟ كل هذه التساؤلات طرحناها علي عدد من السياسيين من خارج وداخل الحزب الوطني.. في هذا السياق أكد حسين عبدالرازق - عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع - أن الحزب الوطني ليس لديه الشجاعة علي تفعيل الديمقراطية بشكل حقيقي داخل الحزب والدليل علي ذلك أن الرئيس هو الذي يرشح أعضاء المكتب السياسي والأمانة العامة دون إجراء انتخابات.
وتابع قائلاً: تكرار تجربة الوفد التي تتميز بالشفافية والتنافس الحر بين المرشحين من الصعب جداً تكرارها داخل الحزب الوطني، لكن تكرار مثل تلك التجارب التي قام بها التجمع في انتخابات 2008 والوفد في 2010 التي كانت محل اهتمام الرأي العام من الممكن علي المدي الطويل أن يؤثر في الحزب الوطني، وصعوبة تكرار تلك التجربة في الحزب الوطني ترجع إلي أن الحكم القائم في مصر جوهره حكم استبدادي غير قائم علي برنامج حقيقي ولا مواقف سياسية واضحة ولكنه قائم علي مجموعة مصالح واحتكار الرأي، لذا لن يغامر الوطني بكل تلك المصالح والأسس السلبية القائم عليها ليخوض معركة انتخابية من المؤكد أنها ستخسره كل هذا.
وأضاف عبد الرازق: مثل تلك التجارب التي تقوم بها أحزاب المعارضة هي واحدة من الأسباب التي تنفي دعاوي الحزب الوطني بأن الأحزاب غير قادرة علي التغيير.
من جانبه، أجاب دكتور أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - علي تساؤل هل الحزب الوطني قادر علي تكرار تجربة الوفد؟ قائلاً: "لا طبعاً مش ممكن".. الحزب الوطني قائم علي فكرة الزعامة والقيادة الفردية، ولا يعرف أي شكل من أشكال التنافسية، وهذا يرتبط بتاريخ الحزب الوطني نفسه لأنه امتداد للحزب الواحد الذي حكم مصر أكثر من خمسين عاماً، سواء تحت مسمي الاتحاد الاشتراكي أو حزب مصر، جوهر السلطة والنظام السياسي في تلك الطبيعة الحزبية يعتمد فقط علي شخص الرئيس الفرد وتلك هي فلفسة الحزب منذ أيام عبد الناصر مروراً بالسادات وحتي الرئيس مبارك، لذلك ولن يشهد الحزب الوطني أي انتخابات نزيهة بها تنافسية جادة لأن مصالحه بالأساس مرتبطة بجهاز الدولة ومؤسساته فقط.
طرحنا نفس السؤال علي أحد القيادات البارزة بالحزب الوطني - وعضو أمانة السياسيات - رفض ذكر اسمه فأجاب علينا قائلاً: كل حزب وله طريقة في اختيار رئيسه وأعضاء حزب الوفد اختاروا من يرونه الأصلح لقيادة الحزب في هذه المرحلة والديمقراطية داخل الأحزاب جزء من العملية الديمقراطية بشكل عام، ومن المهم أن تمارس داخل كل الأحزاب المصرية. وقال عضو الوطني إن كل حزب وله طريقة والوطني يحتكم في مبادئه الأساسية علي الديمقراطية الداخلية والتنافس الجاد.. لكن الدكتور عمرو هاشم ربيع - خبير الأحزاب السياسية بمركز الدراسات السياسية بالأهرام- أكد لنا عكس ذلك قائلاً: الحزب الوطني لا يعرف التنافس ولا الديمقراطية والانتخابات الداخلية ذلك لأنه يعتمد علي أسلوب التزكية والتعيين خاصة فيما يتعلق برئاسة الحزب في بعض الأحيان الأخري يلجأ إلي مبدأ التوافق، وهذا يتم حتي علي صعيد اتخاذ القرارات الداخلية التي لا تؤخذ علي أساس التصويت الحر المباشر لكنها تتم بالتوافق أو التذكية، فإن كان هذا يتم في القرارات فما بالنا برئاسة الحزب المرتبطة برئاسة الدولة وكل السلطات في مصر. وأضاف ربيع قائلاً: القول بأن الحزب الوطني من الممكن أن يستجيب لتجربة الوفد ويقوم بتكرارها شئ خيالي ومستحيل حدوثه، فالطبيعة السياسية للحزب قائمة علي مبدأ تأليه الرئيس، ورئيس الحزب لا يغادر إلا بإرادة الله وليس بإرادة الناخبين. من جانبه، أكد أحمد بهاء شعبان - القيادي اليساري- أن الأسس التي يقوم عليها الحزب الوطني هي تزوير إرادة الناخبين وشراء الأصوات ومن ثم يصعب عليه المغامرة وتكرار تجربة الوفد لأنه غير قادر علي تحمل تكلفه إجراء انتخابات نزيهة وشفافة من المؤكد أنها ستفقده كل المكاسب التي حققها علي مدي الثلاثة عقود الماضية فترة تولي الرئيس مبارك.
وتابع قائلا: ما يسمي الحزب الوطني ليس حزبا بالمفهوم السياسي لكنه يعبر عن تجمع مصالح رجال الأعمال والمستفيدين من السلطة، واستجابة الوطني لمثل تجارب الوفد مستحيلة لأن جلد الحزب الحاكم سميك.
أباظة خسر الانتخابات بسبب تراجع مواقف الوفد السياسية.. والبدوي فاز بدعم رموز الحزب والرغبة في التغيير
«رئيس جديد لحزب الوفد» كانت هذه العبارة هي ملخص معركة ساخنة علي موقع رئاسة الحزب العريق وكانت المحصلة النهائية لها في ذات الوقت، وذلك بعد وصول الدكتور السيد البدوي إلي موقع رئيس الحزب في انتخابات كانت بالفعل نزيهة وشفافة.
السؤال الذي طرح نفسه بقوة بعد انتهاء الانتخابات هو السؤال المنطقي والطبيعي بعد أي انتخابات، وهو لماذا فاز البدوي؟ ولماذا خسر أباظة؟
وقد كانت الأسباب التي أدت إلي فوز البدوي عديدة، ولكن كانت غالبيتها ترجع إلي محمود أباظة نفسه وفي الحقيقة كان السبب الأول والأهم هو انتقال «ثقافة التغيير» التي تعم مصر الآن من أقصاها إلي صفوف أعضاء حزب الوفد الذين رأوا أن تغيير الحزب هو جزء من عملية التغيير التي يطالبون بها نظام الحكم، وأنه آن الأوان لكي يسترد الوفد دوره وتراثه كحزب قوي ومؤثر في الساحة السياسية بعد أن تراجع دوره في العديد من القضايا الكبري، وأصبح خطه السياسي مهادنا للسلطة بشكل كبير، وقد رأي هذا التيار القوي بداخل الحزب في البدوي ضالته المنشودة بعد أن وعد في برنامجه بتغييرات علي أداء الحزب وخطه السياسي، لا سيما مع حالة الحراك الكبير التي تشهدها مصر وفي مرحلة تاريخية يراها هؤلاء ستؤثر في مستقبل مصر السياسي لسنوات طويلة قادمة.
أما السبب الثاني الذي سهل من فوز البدوي وقلل من فرص محمود أباظة فهو وعد الأخير وقت انتخابه رئيسا للحزب في عام 2006 بعدم الترشح علي موقع الرئيس مرة أخري، إلا أنه تراجع عن وعده، مبررا ذلك بخوفه علي مستقبل الحزب بعد أن أكد أن هناك من يترصد له وهو ما رآه عدد كبير من كوادر الحزب مبررا أقرب إلي مبررات السلطة التي تري دائما أن الكثيرين يترصدون للوطن، لذلك فقد فضل عدد كبير من الوفديين انتخاب السيد البدوي الذي طرح في المقابل برنامجا وأعلن التزامه بتنفيذه في غضون 18 شهرا.
السبب الثالث الذي أضر بموقف أباظة في الانتخابات الأخيرة هو أزمة الجمعيات الحقوقية داخل الحزب فقد اتهم العديد من القيادات الوفدية أباظة بالسماح للعديد من القيادات الوفدية التي تمتلك جمعيات حقوقية بالخلط بين العمل الحزبي والعمل في هذه الجمعيات، وهو ما يعني أن الحزب أصبح يدار لصالح عدد من الجمعيات الحقوقية، بل إن هناك اتهاما تم توجيهه لأباظة بالسماح لصحيفة الوفد الناطقة بلسان الحزب بالتركيز علي عمل هذه الجمعيات دون غيرها في استكمال لمسلسل سيطرتها علي الحزب وصحيفته. رابع الأسباب التي أدت إلي خسارة أباظة للانتخابات كانت تتعلق بطريقة إدارته للخلافات داخل الحزب، وهو ما تم وصفه بسياسة إقصاء الخصوم واستبعادهم من العمل داخل الحزب، هذا الأمر طال عددًا من قيادات الحزب المهمة مثل النائب الوفدي محمد عبدالعليم داود الذي غاب عن حزب الوفد لمدة أربعة أعوام كاملة، بل إن المفارقة كانت في أن هذا الإقصاء طال الدكتور السيد البدوي نفسه الذي انقطع عن العمل الحزبي منذ عدة سنوات بعد اتهامه بالإضرار بالحزب وتحريض الصحفيين في جريدة الوفد ضد قيادات الحزب، وهو الأمر الذي رأي فيه أعضاء الجمعية العمومية للحزب إهدارًا لطاقات وفدية كبيرة ومهمة ستضيف إلي الحزب بلا شك. ومع ذلك لا تستطيع أن تستبعد مواقف محمود أباظة الرئيس السابق وأداءه بمجلس الشعب من أسباب الهزيمة، فقد كان هناك العديد من الملاحظات من قبل أعضاء الحزب علي أداء أباظة وهو الذي يمثل رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، فعلي سبيل المثال تم اتهام أباظة بعدم إعلان موقف الحزب في مجلس الشعب من تجديد قانون الطوارئ رغم أنه وقع بالرفض وهو ما اعتبره عدد من أعضاء وكوادر الحزب أمرًا يتنافي مع دور الحزب - الليبرالي - في الدفاع عن الحريات العامة. وقد كانت أخطاء محمود أباظة سببا في توحد عدد كبير من قيادات الحزب حول البدوي، مما سهل له حسم المعركة، وكان علي رأس هؤلاء فؤاد بدراوي وصلاح دياب وبهاء أبو شقة وأعضاء مجلس الشعب طارق سباق ومحمد مصطفي شردي ومحمد عبد العليم داود وغيرهم وكلها أسماء لها ثقلها وشعبيتها داخل الوفد. الأمر الأخير الذي أضاف إلي البدوي خلال هذه الانتخابات هو ابتعاده عن الخلافات داخل الحزب خلال الفترة الماضية وعدم الدخول في صراع مع أباظة رآه البدوي يخصم من رصيد الحزب وقوته في الشارع ورآه أعضاء الجمعية العمومية للحزب - غالبا - أمرا يضيف لرصيد البدوي لديهم ويكشف عن انتمائه الحقيقي للحزب العريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.