قبل ان تقرا : كتير بيخوفوني من سفرية باكستان .. وتأشيرة الدخول والخروج منها على جواز السفر .. لما انزل مصر .. وقالولي في أحسن الأحوال حتتحجز على الأقل اسبوع في امن الدولة لحد ما يعرفوا انا رحت باكستان ليه وعملت ايه هناك .. عشان كده مش حنزل مصر الا ومعايا في شنطتي نسخ من المقال ده واللي سبقه .. مع مقالي امبارح عن السيسي " فيري جود مان " .. خاصة والسيسي قال امبارح في احتفالات اكتوبر انه شخصيا مش حينسي اللي وقفوا معاه ، ومش حينسى اللي وقفوا ضده .. وشوف بقى السيسي ممكن يعمل ايه للي وقفوا ضده . ده في اول طلعة له ، حابس رئيس وحاطط التاني تحت الإقامة الجبرية و" منيّم " الشعب م المغرب .. لذا لزم التنويه ، أحسن حد يفكر اني كنت في باكستان بتفق مع الظواهري على خطة هروب مرسي من تحت ايد السيسي .. ولا بنخطط مع بتوع حماس على خطة تانية لاقتحام السجون عشان نهّرب الشاطر والبلتاجي وحجازي وبقية الشلة الوسخة دي.. أديني بقولها وبصوت عالي .. انا كنت في باكستان بغطي مهرجان المنتجات الصناعية هناك وكنت قاعد في كراتشي اللي بينها وبين لاهور - موطن الجماعة الإرهابية هناك - مش اقل من 2000 كم . وحتى لو كان الظواهري نازل في الاودة اللي جنبي في الفندق .. لحبست نفسي طواعية في الغرفة وطلبت من مندوب السفارة اللي مرافق الوفد انه يجيب لي المعرض لحد عندي في غرفتي ان كان عايزني اكتب عنه .. مش عاجبه يبقى بلاها معرض .. وياروح ما بعدك روح. ***************** وقفت في المقال الاولاني " راجع من كراتشي " عند منع خروجي من الفندق بسبب الاضطرابات المهببة وضرب النار والمفرقعات اللي الباكستانيين اعتادوا عليها كأنها بمب العيد .. وطول ما انا قاعد اسمع سارينة عربيات الشرطة " تي تي .. تي تي " وانا عارف ان في كراتشي تحديدا ان مر يوم من تفجير مينحسبش من عمري .. عشان كده عنده حق الراجل اللي نصحني بعدم المجازفة والخروج عشان زي ما استلمني صاغ سليم يرجعني صاغ سليم . طيب .. عايز اكل .. دي بقى مشكلة بنت كلب في باكستان .. مش عشان مفيش أكل هناك .. لكن لأني مش بطيق ريحة النكهة بتاعت الأكلات الباكستانية والهندية .. الفطور مفيهوش مشكلة .. جبنة وبيض اومليت ومربة .. عادي انما الغدا والعشا مشكلتي الحقيقية .. نزلت مرة الاوبن بوفيه في الغدا ، ربنا كرمني ولقيت سمك .. ادور بقى على حلة الرز .. مش لاقي .. طيب مفيش رز يبقى فيه عيش " خبز يعني " .. اتشال واتحط على رغيف انشالله من ابو شلن اللي عندنا في مصر .. مفيش .. يخرب بيت كده .. طيب حاكل السمك ازاى .. قلت للجرسون الباكستاني : " أى وانت بريد " يعني عايز خبز .. قام متنّح لي كأني بقول الغاز .. طب خبز .. وهو لسه متنّح .. ياليلة سودا اذا كان مفهمش انجليزي ، حيفهمها بالعربي .. المهم لقيت طبق محطوط عليه " دونات " .. فمسكت واحدة وقلت له " بريد .. سيم سيم " .. يعني حاجة زي كده .. مش كده بالضبط .. فهز راسه وابتسم انه اخيرا فهمني وسوف يلبي طلبي في الحال .. عمل ايه بقى الباشا ؟ .. قام جايب لي طبق فيه عشر دونانت بالسكر والشيكولاته وحطهم قدامي عشان اغمز بيها السمك .. واجيب اللي في بطني من شهرين ، مفيش فايدة .. عليا الطلاق ما انا واكل .. قضيتها الخمس ايام بعد الفطار كيك وجاتوه وايس كريم . طيب مشكلة تانية تموت م الضحك .. احنا في مصر دريكسيون العربية شمال ولا يمين ؟ .. شمال طبعا .. طيب لو انت مثلا واقف في شارع البطل احمد عبد العزيز بالمهندسين على رصيف ومبي وعايز تعدي الشارع المفروض تبص يمين ولا شمال عشان مسار العربيات وتعدي؟ .. شمال طبعا .. في باكستان بقى العكس .. الدريكسيون ع اليمين .. ولاني مش متصور الوضع ده حاسس ان الراجل ماشي غلط .. فكنت قاعد وانا رايح المعرض جنب السواق .. يعني ع الشمال .. ولا اراديا كل ماحس اني حخبط العربية اللي قدامي أدوس فرامل في الهوا كأني انا اللي سايق .. لما جاتلي روشة.. وكان في العربية واحد مصري من بولاق ابو العلا .. قام السواق بغشومية كان حيلبس في العربية اللي قدامه ، فلقيت اخونا المصري بيتخانق معايا انا ويقوللي ما تفتح يابني ادم حتودينا في داهية .. فصرخت فيه : وانا مال أمي .. هو انا اللي سايق ؟! .. وهكذا تيجي وانت بتعدي الشارع وباصص شمالك فتعدي وقلبك حديد تلاق كل العربيات جي م اليمين وهاتك يا شتيمة فيك اقلها ياحمار يا ابن الكلب.. " انا برضه الحمار وابن كلب "!! في المعرض حصل موقف طريف جدا .. ماشي ومعايا واحد باكستاني بيتككم عربي " زي اللبلب " .. وكان التلفزيون الباكستاني بيصوّر ويعمل لقاءات مع الوفود .. قام اخونا الباكستاني قال للمذيع .. ده صحفي في الكويت ومصري .. وكأن المذيع " لقى لقية " .. فحب يعمل معايا لقاء .. طيب حاكلم أمه ازاى انا بالاوردو .. وانا أخري من فرجتي ع الأفلام الهندية .. " اتشا " يعني اوكيه .. و" ناهيه " .. يعني مش ممكن ابدا .. فراح صديقي الباكستاني قاللي اتكلم عربي براحتك وانا حترجم .. اوكيه .. سألني المذيع عن انطباعاتي عن باكستان قبل ما ازروها وبعد ما زرتها ؟ .. فرحت اتكلم وناسي ان صاحبي حيترجم .. اني اقول جملة مفيدة ؟ .. ابدا .. كلمتين عربي على اتنين انجليزي على اتشا وناهيه .. فلقيت صاحبي المترجم " بلّم " ووقف ساكت .. قلت له بثقة : ما ترجم يا عمنا .. فرد عليا وخلّاني أموت م الضحك وقاللي : اترجم ايه .. هو انت قلت حاجة .. وبعدين ايه حكاية اتشا وناهيه .. عليا الطلاق من بيتي انت نسّتني الاوردو بتاعنا .. ياعم اهدى .. محدش بيجري ورانا .. اتكلم عربي على راحتك وبلاش الخلطبيتة بتاعتك دي .. قمت سمعت كلامه والتفت للمذيع عشان اتكلم تاني .. لقيته بيكلم واحد غيري .. فشاورت له : عايز اتكلم .. فرد عليا وقالي " ناهيه " .. يعني بلغة شبراوية بولاقيه عندنا في مصر : اتنيل على عينك ونقطنا بسكاتك ! طيب اما والحال في الفندق على هذا النحو .. ممنوع الخروج .. ايه بقى اللي ممكن يسلّيك ويشغل وقتك ؟ .. الفيسبوك .. معايا التليفون جالاكسي .. اجي افتح الفيس .. راسه والف جزمة ما يتفتح ابدا .. ايه المشكلة مش عارف .. نزلت اللوبي ولقيت مكتب الاتصالات وفيه يجي عشر كمبيوترات .. قعدت على واحد ورحت حاطط الايميل والرقم السري .. انه يفتح .. " ناهيه " ابدا .. طيب ايه المشكلة؟ .. بالعافية لما عرفت ان الشبكة الباكستانية مش عارفه تتعرف على ايميلي والمعلومات بتاعتي كأني حاجة مهمة .. مش أى أى ولا زي زي .. خلاص لا فيه فيس ولا نت ولا تويتر .. اشوف ام التليفزيون أخباره ايه .. الاقي 65 قناة .. كلها باكستاني على هندي وقناة واحدة بس أفلام أجنبية .. وكأني غرقان اتعلق في قشاية .. الترجمة بالاوردو .. مش مشكلة كيت وينسلت في " تاتانيك " مش محتاجة ترجمة .. حلوة بكل اللغات .. طيب عايز اشوف ابراهيم عيسى اللي لا يمكن تفوتني حلقة من حلقاته .. ولا حتى انشاللله " المدعوق " احمد موسى في التحرير .. ولا القفا تامر امين .. او المقطف توفيق عكاشة .. مفيش .. نايل سات مفيش .. طيب عرب سات ؟ مفيش .. طيب القمر الاوربي " حاجة كده تطرّي القعدة " .. برضه مفيش. خلاص مادام مفيش أكل عِدل والسمك تاكله بالدونات .. ومعدة اللي خلفوني بقت فريزر م الايس كريم .. يبقى ارجع الكويت يوم بدري .. المعرض خلص خلاص ومفيش داعي للقعدة اللي مش جايبة تمنها .. بس مكتوب عليا اقعد المدة كلها في كراتشي .. مفيش حجز .. اعمل ايه .. يوم واحد .. حيعدي حيعدي .. ومن كتر لهفتي اني ارجع ، جاتني روشة في دماغي اني ممكن تروح عليا نومة والطيارة تفوتني .. فنزلت للريسبشن . عايز اقوله حد يصحيني الساعة 8 .. والله العظيم قلتها قبل كده في جينيف وباريس واليونان ومكنش عندي اى مشكلة .. بس في باكستان .. اني اعرف اجمّع الجملة بالانجليزي .. أبدا .. لحد مالقيت واحدة تونسية زي القمر .. بتحاسب الفندق عشان ماشية .. فقلت لها ابوس ايديكي .. قولي له اني عايز اصحى بكره الساعة 8 .. فاستغربت وردت : معقولة مش قادر يفهم منك .. هو حمار للدرجة دي ؟ .. فصعب عليا الراجل اللي مالوش ذنب .. وضميري " نأح" عليا فقلت لها : مش هو اللي حمار .. انا لا مؤاخذة اللي حمار وابن كلب اني جيت البلد دي!! المهم قضيت يوم كامل لوحدي والوفد كله رجع .. فقعدت في الغرفة ابص في السقف ولسان حالي بيقول : ان كانت تعود " ...... " كملوا انتوا .. احسن عيب اوي اكتبها !