كنت واخد دور برد وقعدت في البيت يومين .. فمعرفتش حكاية الرئيس الباكستاني وقال لشعبه ايه عن مصر إلا من ابراهيم عيسى في برنامجه " هنا القاهرة " .. اللي ذاع كلمة من خطاب طويل للرئيس الباكستاني وهو بيتكلم باللغة الأوردية " لغة الهند وباكستان " ، ولفت نظري تكرار الرئيس الباكستاني لكلمة بالأوردو " أىّ يييه أىّ يييه " .. وبعد الكلمة لقيت ابراهيم عيسى بيكررها وهو بيضحك .. فلقيت نفسي لا إردايا بحكم اني عشت في الاسكندرية مدة طويلة بقول وراه .. أحيييه .. أحيييه! وعلى فكرة الكلمة دي مش عيب ولا هى شبه الكلمة التانية المشهورة.. وسمعناها كتير من سهير البابلي في مسرحية " ريا وسكينة " .. وبرضه من سمية الخشاب في مسلسل ريا وسكينة كانت دايما تقولها ل عبلة كامل اختها .. وهى تعبير عن الدهشة او الامتعاض او الاعتراض .. اختار المعنى اللي يعجبك .. المهم انها كلمة مش عيب .. وكل أهل اسكندرية ، الكلمة دي " لكنة في بقهم " .. ده بس عشان محدش يقول عليا قليل الأدب ولا حاجة.
طيب أحيييه أحيييه وعرفناها .. أمال أىّ يييه أىّ يييه تطلع ايه ؟ .. سألت زميل لي هندي في الجريدة هنا في الكويت ودمه زي العسل فقال لي ان معناها " نيفر " نطقها بالانجليزية .. يعني أبدا أبدا .. فعرفت ليه الرئيس الباكستاني كررها كام مرة ليؤكد لشعبه الباكستاني ان بلادهم لايمكن أبدا أبدا تبقى زي مصر .. فلقيت نفسي زي الحريم ألطم على وشي وبقول أحيييه أحيييه .. فسألني الهندي مبتسما : يعني ايه اللي انت قلتها دي .. فقلت له ضاحكا : يعني أىّ يييه بالباكستاني.
عنده حق ابراهيم عيسى يتجنن .. قال مرسي افندي كعب الغزال يقولك احنا لا يمكن نبقى زي النموذج الباكستاني .. احنا حاجة تانية .. يقوم الرئيس الباكستاني وعلى الملأ يطمئن شعبه اللي داخل على انتخابات ويؤكد لهم ان اللي حصل وبيحصل في مصر مسخرة المساخر .. انتخابات مزورة ومنع ناخبين من الإدلاء بأصواتهم عشان ال " لأ " بتاعتهم مش عاجبه الرياسة .. وبدل القضاة جابوا " منجدين " .. وراحوا ع الغلابة والسكر والزيت موزعين .. وضربوا " إسفين " - بومبة يعني - في الهيئة القضائية ، فبقوا ياكلوا في بعض ومبقاش فيهم كبير .. وخرج" الصيّع " بتوعهم يضربوا المتظاهرين .. والشرطة المصرية واقفة تتفرج ورجالتها - اسما وليس فعلا – خايفين .. يعني م الأخر مفيش بلد ولا فيه قانون ولا فيه أدب ولا فيه ذوق .. مفيش في مصر دلوقتي الا الرئيس الإله .. فرعون .. اللي مجلة أمريكية قالت انه من اسوأ خمس رؤساء في العالم .. 6 شهور مفيش غيرهم ، والراجل اللي هو مرسي ضرب الرقم القياسي في الديكتاتورية والبطش بشعبه وتقسيمه .. وسايبهم يقتلوا في بعض وهو قاعد يتفرج ومبسوط.
الرئيس الباكستاني بيطمن شعبه ان باكستان لا يمكن تبقى مصر .. باكستان بلد محترم بيعرف ازاى يحترم ناسه وقضاته وجيشه وشرطته .. باكستان بلد محترم ، لو الرئيس فيه جه بانتخابات شرعية .. وراح ضارب الشرعية على قفاها ، فلا يمكن أبدا " أىّ يييه " تكون له شرعية .. الكلام ده عند أمه .. في مصر ممكن .. كل حاجة في مصر ممكنة بعد الإخوان ما مسكوا الحكم .. انما باكستان البلد الإسلامي عن حق يعرف ربنا قولا وعملا .. ميعرفش شغل التلات ورقات ولعب الحواري اللي بيحصل في مصر .. الرئيس الباكستاني بيحط مصلحة بلده فوق راسه وفوق كل الاعتبارات .. ورئيس مصر بيحط .. " مصر " عارفين يعني ايه " مصر " تحت رجليه وجماعته بتدوس عليها بالجزمة .. مصر - والكلام لسه للرئيس الباكستاني - قامت فيها ثورة عظيمة .. وكانت تستحق ناس عظماء بحق يحكموها .. لكن قدرها ان يأتي إليها الإخوان ليهدموا تاريخ أمة كانت مفخرة لأمم العالم بأكمله.
خلص كلام الرئيس الباكستاني .. بس تصدقوا وتأمنوا بالله الدمعة حتفر من عيني .. وباكستان بتؤكد انها مش ممكن تبقى زي مصر في وساختها وزبالتها وقلة قيمتها .. كانوا زمان بيقولوها عن قناعة .. احنا فين من مصر بلد العلم والحضارة والفنون .. بلد نجيب محفوظ وام كلثوم ومصطفى كامل وسعد زغلول وزويل ومصطفى مشرفة .. قدامنا مليون سنة عشان نحلم اننا نبقى زي مصر .. الكلام ده كان بيتقال قبل 6 شهور بس عن مصر .. ودلوقتي بقينا " جَرَبة " الناس بتجري مننا احسن نعديها بالجرب والوساخة وقلة القيمة.
كتر خيرك يا مرسي .. فرّجت علينا الخلق .. وخليت مصر " مُسخة " وسط العالم .. وجبت اقتصادها الأرض .. الجنيه زمان ايام عبد الناصر وأيام سامية جمال في فيلم " الرجل التاني " اللي ابراهيم عيسى استشهد بيها في برنامجه ، كان بدولارين ونص وبوسة .. ومش اى بوسة .. بوسة من شفايف سامية جمال .. ودلوقتي في عصر مرسي بقى الدولار ب 7 جنيه و " بع .. " .. مش قادر اكتبها .. مش عشان عيب .. لكن عشان مش مصدق ان حالنا وصل للدرجة دي .. من دولارين ونص وبوسة .. ل الدولار ب 7 جنية و " .... "!!