«توبيخ للصحافة الأجنبية»، هذا ما وصفت به آلة الدعاية الغربية البيانات الأخيرة التى صدرت عن الحكومة المؤقتة سواء مستشار الرئيس مصطفى حجازى أو الهيئة العامة للاستعلامات أو وزارة الخارجية. وحوّلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى تقرير لها الهجوم لتوجهه مباشرة إلى حجازى وهيئة الاستعلامات وتصفهما بأنهما يوجهان نيرانهما إلى «العدو الخطأ».
وقال مراسل الصحيفة الأمريكية مات برادلى، فى تقريره: إن الهيئة العامة للاستعلامات أرسلت بيانا إلى المراسلين الأجانب باللغة الإنجليزية عبر البريد الإلكترونى «وبّخت فيه الصحفيين»، واتهمتهم ب«التغطية المتحيزة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسى.
وتابعت الصحيفة قائلة «كما هاجمت هيئة الاستعلامات هجوم الصحافة الأجنبية على الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وعدم إيلاء الاهتمام الكافى وتسليط الضوء على هجمات الإخوان الإرهابية على المسيحيين والمسلمين، والكنائس وعمليات التخويف والإرهاب للمواطنين».
وأشارت إلى أن ذلك البيان يأتى فى الوقت الذى خرج فيه مستشار الرئيس المؤقت ليصدر بيانا مشابها يعبر فيه عن أن الكثير من المصريين يشعرون بالمرارة العميقة من التغطية الإعلامية الغربية للأحداث فى مصر.
ووصفت الصحيفة تلك التصريحات بأنها تخلق جوًّا من العداء ضد الأجانب والصحافة الأجنبية والمراسلين فى مصر.
كما أشارت إلى أن حجازى والحكومة ربما يسعون إلى استخدام تكتيكات الزعماء العرب المستبدين؛ لإبعاد التهمة عن أنفسهم حول الاضطرابات الداخلية وانتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبوها.
واستمرت: «تلك الخطابات المناهضة للأجانب والصحافة الأجنبية يبدو أنها ارتفعت لمستويات غير مسبوقة؛ مما يجعل مصر تتحول إلى بيئة عدائية للغاية تجاه الصحفيين والمراسلين الأجانب».
وأخذت الصحيفة تعدد تعرّض العديد من المراسلين الصحفيين الأجانب فى مصر لمضايقات مثل مراسلة الصحيفة فى مصر أليستر بيتش، التى تعرضت للضرب من قبل الأهالى حول مسجد الفتح بوسط القاهرة، كما أشار إلى تعرض مراسل صحيفة «الجارديان» البريطانية باتريك كينجلسى، لنفس الأمر، وسرقة حاسبه الشخصى وهاتفه، قبل أن تعيدهما الشرطة إليه.
ولكن لم يشر المراسل الأمريكى إلى أعمال العنف التى ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين، وأشار فقط إلى ما سماه «القمع المميت على الإسلاميين»، وذكر أن محطات التليفزيون المحلية المصرية الرسمية والخاصة مصرّة على وصف جماعة الإخوان وأنصارهم ب«الإرهابيين» دون أن يورد أن هؤلاء المتظاهرين السلميين، على حد قوله، يستخدمون الأسلحة تجاه قوات الأمن ويروعون المدنيين من الشعب المصرى ويرفعون أعلام القاعدة فى الشوارع، ويروّجون لمشاعر معادية للأجانب.