جمال زهران: وزير الصحة عمره الافتراضي في الوزارة انتهي وعليه أن يرحل فريد إسماعيل: وزير المالية ملياردير أباح لنفسه الحصول علي مليون جنيه للعلاج بالخارج وزير الصحة في مجلس الشعب أمس تعرض وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي إلي أكبر محاكمة برلمانية أمام مجلس الشعب في الجلسة التي عقدها أمس. حيث وصف النائب الوفدي محمد عبدالعليم داود وزير الصحة حاتم الجبلي بأنه «إفراز لحالة زواج السلطة والثروة في مصر وأنه يدير وزارة الصحة باعتباره بزنس مان قادماً من دار الفؤاد» وقال عبدالعليم داود الذي كان يتحدث ضمن 12 استجواباً موجهة ضد وزير الصحة في مجلس الشعب أمس: «إن حاتم الجبلي هو إفراز لمجموعة رجال الأعمال والاحتكارات التي تدمر الشعب المصري حالياً» واتهم «داود» الوزير «الجبلي» بأنه قام بتسخير سلطاته كوزير للصحة لدعم البزنس الخاص به في مستشفي دار الفؤاد ولصالح المستشفيات الاستثمارية، وعلي حساب المستشفيات الحكومية التي انهار أداؤها بشدة في عهده علي عكس ما كان يتم في عهد الوزيرين إسماعيل سلام وعوض تاج الدين. وقال «داود»: «الوزير الجبلي يدير وزارة الصحة بعقلية تزاوج السلطة بالثروة الجارية في مصر الآن» وأضاف: «أن الجبلي لم يكتف بعمل عقود لصالح دار الفؤاد أثناء توليه الوزارة وإصدار القرارات لصالح المستشفيات الاستثمارية والخاصة وشركات الدواء الأجنبية، ولكنه دمر قيادات وزارة الصحة بعد أن جلب زملاءه وأحباءه في دار الفؤاد». وقال «داود»: «إن العلاقة الشخصية بيني وبين الوزير الجبلي تقوم علي الاحترام، ولكن مشكلتي مع الجبلي هي أنه ينفذ أجندة زواج الثروة بالسلطة». وخاطب «داود» الوزير الجبلي قائلاً: «هناك مصنع مملوك لأخيك تسبب في تسميم وتلويث ترعة الإسماعيلية، وهذا مثبت في تقرير جهاز المحاسبات وهذا وضع تتحمله أنت كوزير». وأضاف: «زميلك وزير المالية قال جبنا أمصال إنفلونزا الخنازير بأكثر من نصف مليار جنيه وزرعتم الرعب في قلب الشعب المصري وقلت حنعمل قبور جماعية ثم تبين أنه كانت هناك مبالغة متعمدة حتي يستفيد المحتكرون في قطاع الصحة زملاء الوزير». وقال «داود» للوزير: «ما سألتنيش عن علاج الوزراء وزوجاتهم علي نفقة الدولة وهم من حقهم العلاج ولكن ليس علي حساب الشعب المصري». واتهم «داود» الوزير الجبلي بتصفية الوحدات الناجحة في وزارة الصحة مثل هيئة المصل واللقاح لصالح الاستيراد من الخارج وقام بإسناد عملية توريد 500 سيارة إسعاف لأحد الموردين من أصدقائه بالأمر المباشر بسعر 202 مليون جنيه، كما ذكر تقرير المحاسبات أنه قام بتجهيز مركز سوزان مبارك بالإسكندرية بمبلغ 10 ملايين جنيه». كان الدكتور فتحي سرور- رئيس مجلس الشعب- قد حذر النواب مقدمي الاستجوابات ضد وزير الصحة من التعرض لموضوع علاج الكبار علي نفقة الدولة وقال محذراً: «إنه إذا تعرض أي نائب إلي هذا الموضوع فسوف أُضطَّر إلي إيقاف المناقشة فوراً، لأن هذا الموضوع سيكون محل مناقشة في استجوابات أخري». ورغم هذا التحذير تطرق عدد من النواب لتكاليف علاج الكبار علي نفقة الدولة وقال عبدالعليم داود: «أتمني علاج أبناء دائرتي يا وزير الصحة في الخارج وفي المستشفيات التي يعالج فيها الوزراء وزوجاتهم في أمريكا». والمعروف أن زوجة وزير الصحة تعالج حالياً في أمريكا علي نفقة الدولة. من ناحيته قال النائب فريد إسماعيل «إخوان» إن الوزراء أصبحوا يحصلون علي الملايين للعلاج والإقامة والضيافة بالخارج في تحد لمشاعر المرضي والفقراء، وكان أبرزهم وزير المالية «الملياردير» يوسف بطرس غالي الذي حصل علي أكثر من مليون جنيه لعلاج عينه في أمريكا. وذكر فريد إسماعيل وقائع فساد عديدة في وزارة الصحة، علي رأسها ما ذكره من أنه تم إسناد عملية تجهيز مركز سوزان مبارك بالإسكندرية بقيمة 2،10 مليون جنيه إلي أحد الموردين بالأمر المباشر دون مناقصة. أما النائب بهاء الدين عطية فقال إن هناك خمسة أنواع من الفساد في وزارة الصحة هي السرقة والاختلاس وفساد التعاقدات ونظم الشراء وتقديم الخدمات العلاجية وعمليات تسجيل الدواء. كما وصف «عطية» انهيار المبني القومي للأورام بالجريمة التي أضرت ب 200 ألف أسرة. أما النائب عزب مصطفي «إخوان» فاتهم وزير الصحة بأنه يعطي المتحدث الإعلامي باسم الوزارة 100 ألف جنيه شهرياً، ومدير الشئون المالية والإدارية 50 ألف جنيه، وقد قام بترقيته لمنصب مدير رغم أنه تعرض لجزاء في عام 2004. أما النائب أكرم الشاعر فاتهم وزير الصحة بأنه يدير الوزارة بصورة فردية لمصالحه الخاصة. أما النائب جمال زهران فقال: «إن وزير الصحة حاتم الجبلي قد انتهي عمره الافتراضي هو وحكومة نظيف وعليه أن يرحل بعد أن سخر الوزارة لمصالحه الشخصية». من جانبه اكتفي الوزير حاتم الجبلي بتوزيع بيان مكتوب وزعه علي مندوبي الصحف لم يرد فيه علي الوقائع الواردة في الاستجوابات، وقال إن ما تضمنته هذه الاستجوابات مجرد أقاويل مرسلة وعامة وفضفاضة وتستند لأحاديث صحفية. من جانبهم حاول نواب الحزب الوطني الشوشرة علي مقدمي الاستجوابات والحصول علي التأشيرات بصورة استفزت الدكتور سرور الذي صاح قائلاً: «هذا منتهي الاستهتار بواجبات العضوية لو كنت من الحزب الوطني ما كنت قد رشحت نائباً يسلك هذا السلوك وسوف أحيل أي نائب يقف أمام الوزراء للحصول علي تأشيرات إلي لجنة القيم للتحقيق معه».