حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 فيلماً أمريكياً عن " الوحل" الأمريكي في العراق
نشر في الدستور الأصلي يوم 16 - 04 - 2010

أغلب الأفلام لم تهتم بتصوير معاناة العراقيين بعد الاحتلال وأسرفت في التعبير عن معاناة الجنود الغزاة! «المنطقة الخضراء» هو الفيلم الأجرأ والأهم في رصد حقيقة بداية الحرب على العراق.. والحديث عن امتلاك صدام أسلحة دمار شامل
30 فيلماً أمريكياً عن " الوحل" الأمريكي في العراق
تصنيف جديد دخل إلي قاموس أفلام هوليوود الحربية وهو أفلام «حرب العراق»، ومنذ بداية الحرب الأمريكية علي العراق قبل سبع سنوات مضت وعيون هوليوود علي هذا المسرح الجديد للحرب علي الإرهاب ترصده وتحاول أن تناقش أثر تلك الحرب في جنودها وعلي المجتمع الأمريكي، وتنفرد أمريكا بحكم كونها صاحبة أكبر مؤسسة ترفيهية لصناعة السينما في العالم بأنها لا تكل ولا تمل من رصد حروبها السابقة من زوايا كثيرة ومتعددة، ومنذ الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وأخيراً حرب العراق الأولي والثانية كتبت العديد من السيناريوهات عن الحروب وضحاياها وأهوالها، ومن الملاحظ أن حرب العراق الأخيرة التي بدأتها الولايات المتحدة بضرب العراق جواً وبراً وبحراً قبل غزوه لم تنتظر طويلاً قبل أن تصبح الموضوع المفضل لهوليوود، المدهش أن أفلام حرب العراق لا تنجح تجارياً، لكن هوليوود لا تكف عن إنتاج المزيد منها، عدم إقبال الجماهير علي هذه الأفلام ربما يرجع لملل المشاهد من سماع أخبار الحرب في نشرات الأخبار يومياً، ويمثل التطور التكنولوجي في نقل الأخبار بالصوت والصورة عائقاً أمام تلك الأفلام بعد أن تابع المشاهد كثيرًا من الأحداث بتفاصيلها بالصوت والصورة، حرب العراق أصبحت مستهلكة بالنسبة للمتفرج علي عكس حرب فيتنام التي بدأت موجة الأفلام السينمائية عنها في التنامي بعد بداية عودة الجنود الأمريكيين إلي أرض الوطن وكشفهم لحقائقها وأهوالها المجهولة ليبدأ الشريط السينمائي في مناقشة جدوي تلك الحرب، وما زالت حروب أمريكا الماضية محل اهتمام خاص في هوليوود، فيلم المخرج الأمريكي «ستيفن سبيلبرج» المهم «إنقاذ الجندي رأيان» «Saving Private Ryan » أنتج عام 1998 وناقش موضوعًا تدور أحداثه في الحرب العالمية الثانية، وفيلما المخرج والممثل «كلينت ايستوود» «رسائل من ايوجيما» «Letters from Iwo Jima » و«أعلام أبائنا» «Flags of Our Fathers » كلاهما دار حول الحرب التي دارت علي جزيرة «أيوجيما» بين أمريكا واليابان وأنتج الفيلمان عام 2006، قدم «كلينت ايستوود» فيه وجهتي النظر المتناقضتين عن نفس الحرب، كل وجهة نظر في فيلم مستقل، وهذان الفيلمان من الأفلام التي تناولت الحروب الأمريكية الماضية وأنتجت في زمن تخوض، ونلمح في هذين الفيلمين رغبة «كلينت ايستوود» في تأكيد أن الحروب دائماً لها روايتان ووجهتا نظر مختلفتان دائماً، وقد أنتجت هوليوود ما يقرب من 30 فيلمًا روائيًا طويلاً مهماً ومؤثراً عن حرب أمريكا في العراق في خلال 7 سنوات فقط هي عمر احتلالها للعراق، أما إجمالي الأفلام الأمريكية التي تناولت حرب العراق حسب بعض الإحصائيات فهو يتجاوز 200 فيلم بما فيها الأفلام القصيرة والوثائقية والأفلام الروائية الطويلة التي تناولت الحرب بصورة ثانوية، وكما قدمت أفلام حرب فيتنام حقيقة الحرب الأمريكية بكل ما فيها قبح ووحشية وعنف وهزيمة نفسية للجندي الأمريكي، تأتي صورة الحرب الأمريكية في العراق مترددة ومتفاوتة الرؤي بين موقف يرفض الحرب بكل صورها وبغض النظر عن أسبابها، وموقف آخر يحاول تبريرها وتلمس الأعذار للساسة الذين اتخذوا قرار الحرب، وهذه النوعية من الأفلام تسير في طريق «عولمة» الحرب واعتبارها حربًا تقوم بها أمريكا وحلفاؤها نيابة عن العالم للقضاء علي الإرهاب، ويأتي عدد قليل من هذه الأفلام يحاول رصد حقائق الحرب ويكشف عن تفاصيلها كما هي بناء علي وثائق ومعلومات مهمة، وتفجر تلك الأفلام الحقائق بكل تفاصيلها مهما بدت تلك التفاصيل مؤلمة وفاضحة لسياسات المؤسسات الأمريكية التي وقفت خلف هذه الحرب، وبعض هذه المؤسسات الاقتراب منه حساس للغاية مثل مؤسسة الجيش والمخابرات، ولكن السينما الأمريكية مثلها مثل الإعلام والصحافة الأمريكية لا تعترف بحصانة إذا تعلق الأمر بكشف الحقيقة، والديمقراطية الحقيقية ربما لا تستطيع منع الفساد من الحدوث ولكن يمكنها فضحه دون أن تخشي أن يجرجرها أحد الي محاكمات متعسفة بحجة إهانة مؤسسة عسكرية أو مخابراتية.
العرب من ألف ليلة وليلة ولص بغداد إلي معارك «الفلوجة» و«البصرة»
لم تكتشف هوليوود العرب وبلادهم للمرة الأولي، ولكنها أعادت رؤيتهم بصورة وشكل جديدين، كانت بلاد العرب في هوليوود مغامرات لص بغداد وأجواء ألف ليلة وليلة وكرتون علاء الدين والأميرة ياسمين، ومغامرات «جيمس بوند» في شوارع القاهرة وصحراء الجيزة، واستبدلت هوليوود هذه الأماكن والأجواء الساحرة الخيالية بأماكن مثل «المنطقة الخضراء» في وسط بغداد، وأجواء حربية مروعة، ومعارك تدور في الفلوجة وحديثة والبصرة، وقد أصبحت صورة الشارع العراقي مألوفة في النشرات الإخبارية، وأصبحت نفس تلك الأماكن مألوفة لمشاهد الفيلم الحربي الأمريكي الحالي، كما أن صورة الرجل الآسيوي العدو كانت حاضرة ومسيطرة في أفلام حرب فيتنام وقبلها الحرب العالمية، الياباني العدو في الحرب العالمية أو الفيتنامي العدو وقت حرب فيتنام، وبحكم تصوير هوليوود لحرب جديدة ومختلفة تدور في بلد عربي، فقد أصبحت صورة العربي المسلم جزءًا أصيلاً ومهماً من السينما الأمريكية التي تتناول الحرب، من المؤكد أنها تظهر بحكم أن العربي هو العدو الجديد، لكن هناك ملامح وأشكالاً متفاوتة لتصوير العربي، أحياناً تكذب الصورة وتقدمه شريرًا بطبعه، وأحياناً تظهره طيبًا لا يتعامل مع الإرهاب، وصديقًا مخلصًا للأمريكان، والمقصود هنا الصورة الايجابية حسب المواصفات الأمريكية المفضلة، فالعربي الذي يتعاون مع قوات الاحتلال أو الذي يقوم بالإبلاغ عن الجماعات المقاومة أو يرشد علي بعض رجال «صدام حسين» الهاربين شرط ليصبح عربيًا صديقًا للأمريكان وجديرًا بثقتهم، وقد اشتهرت أسماء ممثلين مثل «خالد عبد الله» و«وليد زعيتر» و«جولشفته فرحاني» الذين قدموا أدوارًا مهمة بمساحات كبيرة في أفلام شهيرة.
«المنطقة الخضراء».. حماقة العسكر وغفلة المخابرات تعني حربًا بلا طائل
آخر عنقود أفلام الحرب الأمريكية في العراق هو فيلم «المنطقة الخضراء» «Green Zone » من إخراج الإنجليزي « بول جرين جراس» وبطولة الممثل الأمريكي «مات ديمون» ويعد «المنطقة الخضراء» الفيلم الأجرأ والأهم في رصد حقيقة بداية حرب العراق، وهي الحرب التي روجت إدارة الرئيس السابق «جورج بوش» أنها تشنها للتخلص من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، وهو مبرر سهل عملية غزو جيش الولايات المتحدة للعراق أمام كثير من دول العالم التي تخشي امتلاك ديكتاتور كصدام حسين لسلاح خطير ومدمر، ويستند الفيلم إلي كتاب مهم بعنوان «الحياة الإمبراطورية في المدينة الزمردية» «Imperial Life in the Emerald City » من تأليف «راجيف جاندراسيكاران» الصحفي بجريدة الواشنطن بوست، وهو كتاب مبني علي معلومات حقيقية انتقد فيها الكاتب بشدة اتخاذ قرار الحرب علي العراق بناء علي معلومات استخباراتية غير مؤكدة ثبت عدم جديتها لاحقاً عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، واتهم الكاتب القيادة الأمريكية بالغرور والصلف اللذين منعاها من تقدير حقيقة الصورة داخل العراق قبل الغزو، كما تعرض الكتاب والفيلم إلي تصرفات السلطة المؤقتة للعراق التي تحكم من داخل المنطقة الخضراء ببغداد بعد الغزو، وهي التصرفات التي اتصفت بعدم الكفاءة والبيروقراطية والقرارات الخاطئة التي سببت في تغذية حالة العنف داخل العراق، وكان أهمها القرار المتسرع بحل الجيش العراقي، وتدور أحداث الفيلم الذي بدأ عرضه في نفس الأيام التي بدأت فيها الحرب منذ سبع سنوات حول الضابط «روي ميلر» الذي يجسد دوره «مات ديمون» المكلف بالعثور علي أماكن أسلحة الدمار الشامل في العراق حسب المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الأمريكية من مصدر عراقي، ومع تكرار فشله في العثور علي هذه الأسلحة يبدأ في الشك في المصدر، وتوصله تحرياته إلي أن معلومات المصدر ضعيفة وغير مبنية علي أدلة قوية، كما يكشف دور بعض الصحفيين في الترويج للمعلومات الكاذبة حول أسلحة العراق. في هذا الفيلم تظهر شخصية رئيسية لعربي اسمه «فريد» يقوم بدوره الممثل «خالد عبد الله» وهو ممن عاني من التعذيب في عهد صدام، ويقوم في أحد مشاهد الفيلم بإبلاغ البطل ومن معه بوجود اجتماع لبعض الشخصيات البعثية داخل فيللا قريبة، وهذه الشخصية كما ظهرت في الفيلم أساءت إلي حد كبير إلي رسالة الفيلم القوية التي تفضح الفشل العسكري والسياسي والمخابراتي الأمريكي، فشخصية «فريد» الذي يتعاون مع الجيش الأمريكي ويبلغ عن المسئولين الذين يبحث عنهم الجيش يكرس لصورة العربي من وجهة نظر هوليوود علي انه ذلك الشخص الذي يقف إلي جوار أمريكا حتي لو قام بدور المخبر!
«خزانة الألم».. البكاء علي آلام الغزاة
يكاد المتفرج يشتم رائحة البارود التي تملأ الأجواء، وتكاد تلسع جلده حرارة الانفجاريات، وتثير أعصابه حالة التوتر التي لا تنتهي طوال زمن فيلم المخرجة «كاثرين بيجلو» «خزانة الألم» «The Hurt Locker» الفيلم الذي نجح من بين الأفلام التي تناولت حرب العراق في الحصول علي جائزة أوسكار أفضل فيلم هذا العام، ورغم انه فيلم لا يؤيد الحرب بصورة مباشرة إلا انه أيضاً يبدي تعاطفاً نوعياً مع آلام الجنود الذين يقومون بتأدية واجبهم في أرض المعركة بتفان وإخلاص يصل إلي حد أن ضابط مكافحة المتفجرات والمفرقعات بعد انتهاء مدة خدمته في العراق وعودته إلي أحضان زوجته الجميلة وابنه الصغير في أمريكا يسعي للعودة مرة أخري لساحة الحرب ليكمل مهمته التي يري انه تفوق فيها وأسهم في حماية الكثير من زملائه الجنود من الموت، ركز الفيلم علي تفاصيل العمليات الحربية التي تقوم بها فرقة مكافحة القنابل الموقوتة والمتفجرات، وهي فرقة تتعامل يومياً مع مهمة صعبة للغاية وهي نزع فتيل المتفجرات التي يضعها عدو مجهول لا نراه أبداً، مفهوم أن الفيلم الأمريكي يتعامل مع واضع هذه المتفجرات علي أنه إرهابي وليس مقاومًا، لذا هناك بعض المشاهد التي تصور قسوة أفعال ووحشية هؤلاء الإرهابيين مثل المشهد الذي تزرع فيه المتفجرات داخل أحشاء طفل ميت، تتعامل تلك الفرقة العسكرية مع كمائن وفخاخ ولا يحدث احتكاك مباشر بين جنود هذه الفرقة والمقاومين العراقيين، والمشهد الوحيد الذي يتعرض فيه ركب الفرقة إلي تبادل إطلاق النار لا تظهر «كاميرا بيجلو» العراقيين عن قرب، هم دائماً موجودون علي بعد، تلمحهم بصعوبة شديدة، وحتي في المناطق والأحياء المزدحمة لا يميز الجنود الأمريكان بين المواطن البريء والمقاوم الذي يرتدي نفس الملابس وله نفس الملامح، العراقي في هذا الفيلم إما كومبارس في الصورة أو شبح لا ملامح له، الشخصية العراقية الوحيدة التي نتذكرها من الفيلم هي «بيكهام» الطفل الصغير الذي يبيع أسطوانات الأفلام المقرصنة للجنود، وهو الشخصية التي تمثل البراءة التي لابد أن المشاهد سينزعج حينما يقتله المقاومون ويحشون جسده بالمتفجرات.
Body of Lies» جسم الأكاذيب» والوقوع في غرام العدو
ينتمي فيلم «جسم الأكاذيب» «Body of Lies » إلي نوعية أفلام الجاسوسية التي تهتم بعمليات المخابرات، وهذا الفيلم يصور دور المخابرات الأمريكية «سي.أي.إيه» في فترة ما بعد غزو العراق، تتركز الأحداث في العراق ولكنها تنتقل إلي العديد من الدول المجاورة للعراق مثل الأردن وبعض دول الخليج، نري في الفيلم رؤية لكيفية إدارة المؤسسات الأمنية الكبيرة للصراع داخل وخارج العراق، الصراع الذي يتخذ شكل متابعة وتصفية مجموعات المقاومة المسلحة العاملة داخل العراق، أو التعاون مع جهات مخابراتية عربية للإيقاع بشخصيات مهمة تحرك الجماعات المسلحة داخل العراق، رجل المخابرات الأمريكية «هوفمان» الذي يقوم بدوره «راسل كرو» يقوم بتوجيه عميله الميداني في العراق عن طريق الاتصال الهاتفي الدائم به، يمثل فارق التوقيت بين واشنطن وبغداد ارتباكاً بالنسبة لهوفمان الذي يكون في منزله ساهراً ليلاً يدير معارك تدور رحاها في قيظ الصحراء في النهار العراقي، يشعر وهو في حالته تلك انه العين الساهرة التي تحمي أمريكا من خطر الإرهاب الكامن علي بعد آلاف الكيلو مترات، وتصطدم قراراته كثيراً بوجهة نظر عميله الشاب «روجر فارس» الذي يعيش يومياً علي الأرض ويري الصراع من منظور مختلف تدور أحداث الفيلم حول رجل المخابرات الميداني الأمريكي «روجر فارس» الذي يقوم بدوره «ليوناردو كابريو» الذي يطارد خلية مقاومة مسلحة في العراق، ولا تكلل مساعيه بالنجاح بعد انكشاف غطائه وتعرضه للإصابة ومقتل المترجم الذي كان بصحبته. شخصية العربي في الفيلم تقدم بصورتين مختلفتين، الأولي شخصية الممرضة العراقية «عائشة» التي تؤديها الممثلة الإيرانية «جولشفته فرحاني» التي يقع في غرامها «روجر فارس» حينما يذهب إلي العيادة التي تعمل بها للعلاج، وأيضاً «مارك سترونج» الذي يقوم بدور «هاني سليم» مدير جهاز المخابرات الأردني الرجل القوي الذي يتعاون مع عميل المخابرات الأمريكي بشرط تبادل المعلومات والثقة المتبادلة، وهي أمور يرحب بها فارس ويرفضها هوفمان الذي يري أن الحرب الأمريكية منفردة، تقبل تسهيلات الآخرين لمهمتها، لكنها ترفض أن يشاركها فيها أحد.
«In the Valley of Elah ».. جريمة في « وادي ايلاه»
من المدهش أن هذا الفيلم الانساني المدهش مأخوذ عن مقال نشر عام 2004 في مجلة «بلاي بوي» الإباحية، وهذا المقال وعنوانه «الموت والعار» كتبه الصحفي «مارك بول» ويحكي فيه عن جريمة قتل جندي شاب عائد من العراق ومحاولة والديه البحث عن الجاني، تتركز أحداث الفيلم علي البحث الجنائي الذي يقوم به والد مجند شاب أعلن أنه هرب من وحدته العسكرية إلي أن يجده جثة هامدة ومشوهة، والد الشاب القتيل ضابط عسكري يقوم بدوره الممثل «تومي لي جونز» متقاعد يبذل كل جهده للوصول إلي قتلة ابنه، ورغم أن الأحداث تبدو بعيدة عن حرب العراق فإن تطور التحقيقات تظهر مسئولية مجموعة من زملاء الجندي عن قتل زميلهما، ويظهر الفيلم الأثر السلبي للحرب في الجنود، وتحول بعضهم إلي شخصيات سادية قاسية تدمن التعذيب والتشويه، الفيلم الذي لم يكن مبهراً علي المستوي الفني حمل رسالة استغاثة واضحة سواء من خلال مشهد العلم الأمريكي المقلوب رمز طلب الاستغاثة، أو من خلال إظهار أثر الحرب البغيض علي شباب الجنود، الفيلم أخرجه «بول هاجيس».
«The Men Who Stare at Goats» رجال يحدقون في الماعز»
يعد فيلم «رجال يحدقون في الماعز» المأخوذ عن كتاب «جون رونسون» من أكثر الأفلام الأمريكية التي تناولت حرب العراق غرابة، فموضوع الفيلم الكوميدي الساخر الذي أخرجه «جرانت هاسلوف» يتناول استخدام مجموعة من العسكريين الأمريكيين أغرب سلاح يمكن استخدامه في حرب علي الإطلاق، وهذا السلاح هو استخدام السحر والقوي الخارقة، وحدة عسكرية أمريكية تتدرب لاستخدام القوي الخارقة لهزيمة الأعداء، بعضها يتدرب علي المرور من خلال الحائط وبعضها يتدرب علي التلاعب بعقل الشخص أمامه، وبعضها يتدرب علي قتل الماعز عن طريق النظر إليها والتأثير فيها حتي يتوقف قلبها، المدهش أن الفكرة المأخوذ عنها الفيلم رغم أنها تبدو كوميدية وخيالية فإنها واقعية بالفعل، وهذه الوحدة التي تناولها الفيلم كانت موجودة بالفعل داخل الجيش الأمريكي، ولا يعرف أحد إذا كانت موجودة حتي الآن أم لا؟ وفي تصريحات لبطل الفيلم «جورج كلوني» قال إن الماعز ترمز لما فعلناه بالبشر في جوانتانامو، وقال أن البحث عن أسئلة بديلة للأسلحة التقليدية قاد إلي استحداث مثل تلك الوسائل غير الطبيعية، والسعي للسلام قاد لتعذيب الناس في جوانتانامو، الفيلم ضم مجموعة كبيرة من النجوم منهم بالإضافة إلي «جورج كلوني» «إيوان ماكجروجر» و«كيفين سبيسي» و«جيف يريدجز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.