يتزامن مع مرور سبع سنوات علي غزو العراق واقعة مغادرة مايكل مور حفل توزيع الأوسكار وسط صيحات استهجان الحضور لانتقاده بعنف الاجتياح الأمريكي للعراق. فيري الكثير من المتابعين للشأن العراقي أن هوليوود اختارت أن تفتح النار من خلال إنتاجها أفلام حرب العراق التي كانت الأكثر دموية خلال العقد الأول من الألفية الثانية، وعلي الإدارة الأمريكية التي كانت وراء الحرب. من خلال إبراز الجندي الأمريكي كضحية الواجب الذي تحدده عليه مهمات الحرب والحفاظ علي الأمن القومي الذي ينص عليه الخطاب السياسي الأمريكي . ففي السنوات الأخيرة أنتجت هوليوود الكثير من الأفلام التي تتناول هذا الموضوع منهاLions & Lambs (أسود وحملان) لروبرت ريدفورد في العام 2007 إلي "ريداكتيد" لبريان دي بالما. ويري البعض أن حرب العراق ستكون حديث هوليوود لسنوات قادمة وستحتل مكانها إلي جانب أفلام الحرب العالمية الثانية وأفلام حرب فيتنام ومن أشهرها الفيلم العملاق "القيامة الآن" أو" »Apocalypse Now« فمازالت مثيرة للجدل حتي الآن. هوليوود ومن خلال تفحص تاريخها السينمائي، كانت سباقة في مواكبة أي حدث سياسي خاصة فيما يخص الأمن القومي الأمريكي أو عقيدة الإدارة الأمريكية، لذا نري أن الأفلام التي تعاطت مع التورط الأمريكي في فيتنام، لم تكن ترتقي إلي مستوي الحدث نفسه ويكفي أن نشير إلي فيلم القبعات الخضر الذي تعاطي مع الموضوعة الفيتنامية من وجهة النظر الأمريكية والذي قوبل بالبيض الفاسد في أمريكا. يذكر أن فيلم القبعات الخضر يتحدث عن بطولات الكوماندوز الأمريكية من ذوي القبعات الخضراء، والذين لا يكفون عن معاملة الناس الأبرياء في فيتنام، وحتي »المجرمين« الفيتكونج - الأسري، بكل طيبة وود، وينقذون الأطفال، أما الفيتكونغ فيعرضهم الفيلم علي شكل شياطين مجرمين جبناء، يعتدون علي الفتيات الصغيرات، ويهاجمون القري الآمنة. خزانة الألم فقد أنتجت هوليوود مؤخراً فيلماً بعنوان خزانة الألم أو The Hurt Locker لمخرجته كاثرين بيجلو، يحكي يوميات وحدة لنزع الألغام في الجيش الأمريكي تعمل في العراق. وعكس الفن السابع معاناة الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق بعدد من الأفلام مثل "تسليم خارج القانونRendition"وفي وادي الإله" In the Valley of Elah وغيرهما مما تم تناوله بالتحليل سابقاً. وقد اتسمت تلك الأفلام بالمجمل بأنها كانت مناهضة نسبياً لسياسات إدارة بوش في العراق وأفغانستان. كما أن هذه العبوات أو المفخخات تشكل أرقاً حقيقياً لأمريكا، وقد سببت حسب أحد التقارير الرسمية الأمريكية حوالي 40٪ من حالات قتل جنود الاحتلال في العراق حتي عام 2007 وما برحت وزارة الدفاع الأمريكية تنفق مليارات الدولارات علي تطوير وسائل لاكتشافها وتعطيلها. وفي العراق، رأي ناقدان سينمائيان أن لمنح فيلم خزانة الألم ست جوائز أوسكار بهوليوود في لوس أنجلوس، بعدا سياسيا، باتجاه مناغاة مشاعر الأمريكان من الآباء والامهات والزوجات الذين عانوا من إشكالات نفسية لابتعاد أبنائهم عنهم بفعل تواجدهم في العراق، فيما غيب الفيلم صورة العراقي. كما أن المؤسسة العسكرية في حاجة لإعادة تجميع الصفوف وإعادة إنتاج التعاطف مع عسكرييها بعد انتشار معاداة الحرب بسبب خسائر أمريكا المادية والبشرية في العراق وأفغانستان. فبالنسبة لبعض النقاد الأمريكيين أن وجود الأمريكان في العراق وأفغانستان وجود مبرر ومن غير المنطقي أن يعكس الفيلم وجهة نظر اخري غير الصورة الوطنية-بالنسبة إليهم- التي تسوق للدفاع عن الأمن القومي الأمريكي. ويظهر الفيلم التعقيدات التي تواجه الجنود علي الأرض. وفيلم خزانة الألم لم يكن الوحيد عن حرب العراق الذي أنتجته هوليوود فهناك فيلم الرسول أو "The Messenger" "محدود الميزانية حول مهمة ضابط مكلف بإبلاغ العائلات بمقتل أبنائها الجنود. المنطقة الخضراء فقد تزامن عرض فيلم GreenZone أو المنطقة الخضراء مع الذكري السابعة لغزو العراق ومع الانتخابات النيابية العراقية، فالفيلم مستوحي من كتاب الصحفي الأمريكي ذي الأصل الهندي راجيف شاندراسكران الذي يحمل عنوان Imperial Life in the Emerald City. ولم يأخذ الفيلم من الكتاب سوي الوصف الدقيق للمنطقة الخضراء والفارق الهائل بين الرفاهية التي يستمتع بها المقيمون داخل هذه المنطقة المحصنة وبين الجنود الأمريكيين الذين يقومون بدوريات في العاصمة العراقية. وجاءت قصة هذا الفيلم لتتناول ملف البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي علي أساسها غزت الولاياتالمتحدة وبريطانيا العراق عام2003 قبل سبع سنوات. لكن الفيلم تناول أيضا الأخطاء التي ارتكبت من قبل الإدارة الأمريكية بعيد غزوها للعراق ، عندما حلت الجيش العراقي وجعلت قسما كبيرا من جنوده وضباطه يتحولون إلي تشكيل ميليشيات مسلحة ومقاومة القوات الأمريكية، بدل التعاون معها كما كانوا يتوقعون. ولكن بالإضافة إلي هذين المحورين هناك الخيط الدرامي المتعلق باستخدام الإعلام كأداة في الدخول إلي الحرب، وعدم تحقق بعض الإعلاميين من المعلومات التي كانت تعطي لهم حول ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية.