أنا مشكلتي وببساطة شديدة إن أنا طالبة بادرس لسه في سنة 3 كلية واتخطبت من أسبوعين واتخانقت مع خطيبي.. أولا أنا ماكنتش أعرفه خالص، ولا هو كان يعرفني أنا أول ما شفته ارتحت له وكنت موافقة عليه، وكنت مرتاحة الحمد لله وكنت فرحانة أوي لأن فيه حاجات مشتركة ما بيننا. بس كل ما الموضوع يدخل للجد أنا باخاف واقلق لحد لما كنت ما باقدرش أنام، وكنت مش قادرة أتعامل معاه، وكان لما يطلبني في التليفون كنت أعيط وأقول لأ مش هارد وكنت محرجة.. أنا عمري ما كلمت أولاد، ولا كان ليّ علاقات والحمد لله؛ عشان كده حاسة بحاجة غريبة مش متعودة عليها، ومش عارفة أعمل إيه أنا ما بابطلش بكاء وعياط ولما جيت قلت لخطيبي على شعور القلق اللي جوايا ده عشان يساعدني أخرج من الحالة دي، هو رد عليّ رد قاسي أوي، لدرجة إني أنّبت نفسي على الكلام اللي قلته له، وفضلت أعتذر له عشان قلت له كده، وبدأت أضغط على نفسي عشان أتخلص من القلق وإحساس الخوف والتوتر، بس لحد يوم الخطوبة ما لقاني قلقانة وقال لي إنتي قلقانة ليه؟ ما أنا مش قلقان وحسسني إن قلقي ده جريمة، وأنا زعلت منه وما بينتلوش ولا هو حس، أنا عارفة إنه طيب بس أناني في مشاعره.. وبعد كده هو عمل حاجة زعلتني، وأنا عرفته إني زعلانة وهو قعد يعتذر لي.. ودلوقتي بيقول لي أنا سايبك براحتك تعملي اللي إنتي عاوزاه، يعني هو كده ما يفرقش معاه زعلي في حاجة، وكمان ما عادش بيتصل بيّ ولا بيرنّ عليّ خالص، ولا بيبعت لي رسائل ولا أي حاجة، أنا لما لقيته بيعمل كده سبته وماعدتش باسأل فيه. المشكلة إني حساسة أوي ولما بازعل مش باصفى بسهولة، ولو لقيت اللي مزعلني سايبني أصفى من نفسي مش باصفى وبازعل أكتر.. أنا مش عارفة أعامله إزاي أنا مش عاوزة يكون أناني معايا؛ لأن أنا مش أنانية، ومش عاوزة أتجوز لمجرد الجواز، أنا عاوزة أبني بيت إسلامي، ونكون بنحس ببعض وكل واحد يدي للتاني من غير ما ينتظر إنه ياخد من الطرف التاني.. أنا مش عارفة أعمل إيه، أنا باخاف على زعله وهو عارف كده، أنا مش بحبه بس أنا طبيعتي كده باخاف على زعل اللي حواليه.. أنا خايفة ما يفهمنيش ولا يحافظ عليّ.. أنا ارتحت أول ما كتبت لكم.. أرجوكم ساعدوني.. love ala
صديقتي العزيزة: حاولت وأنا أقرأ رسالتك أن أفكّ الغموض الذي يظهر من كلماتك في رسالتك، ولكني في كل مرة أفشل وسأحاول الآن أن أفكر معك وأفسر بكاءك وغضبك. بداية قبل كل تجربة جديدة لا بد أن يكون هناك خوف وقلق وتوتر وعصبية تسيطر على تصرفاتنا؛ لأننا ببساطة نجهل ما سيحدث هل سننجح أم سنفشل؟ وفي مسألة الزواج والخطوبة هناك أسباب كثيرة للتوتر والقلق وحتى الرغبة في البكاء؛ هي تخوفنا من أننا لم نختر الشخص المناسب أو أنه ما زال هناك وقت قبل الزواج والارتباط ورغبتنا في أن ننعم بالحرية قبل المسئولية، وكلها أسباب مشروعة وخوف طبيعي، لكنه ليس الأساس قبل كل خطوبة وكل زواج، لكن لأنك لم تتعرفي على خطيبك بالشكل الكافي ولم يكن بينكما علاقة عاطفية سابقة، وكل الذي يجمعكما هو القبول فقط، فكان تخوفك أنت أكبر وقلقك أعظم.. هذا في البداية. ولذلك لا يجب أن تستمري أبدا في القلق والخوف والتوتر، وعلاقتكما تكبر وتسير في طريق الزواج، وطبيعي أن تكون النتيجة أن تعتبري أي ردّ منه عليك هو رد قاسٍ وأناني. ثم نأتي لاتهامك له بالأنانية وعدم اهتمامه بك وعزوفه عن الاتصال بك... كل هذا أعتقد أنه بسبب حساسيتك المفرطة، ونظرك لكل كبيرة وصغيرة على أنها جبل ضخم لا يمكن أن يذوب. صديقتي: أتفهم رغبتك في بناء علاقة سليمة تضمن لك حياة زوجية مستقرة، لكنك غير مدركة أن طريقك لذلك سيأخذ وقتا طويلا وأنت متعجلة وتريدين ذلك في لمح البصر.. فأي علاقة في الكون وخصوصا بين الرجل والمرأة تنمو وتكبر إذا أتيحت لها الظروف وساعدها كل طرف في ذلك، أما غير ذلك فلا يصبح في صالح تلك العلاقة ولا يضمن لها لا الاستمرار ولا البقاء. أدركي أنك ما زالت في البداية ولم تنْمُ بداخلك مشاعر كافية تجاهه بل لا يوجد مشاعر من الأصل كي تجعلكما متفاهمين بالقدر الكافي، أدركي أيضا أنه هو ما زال لم يعرفك ولم يحبك بعد حتى يتفهمك ويفهمك ويدرك ما الذي يضايقك، وما الذي يسعدك. كما أن عزوفك أنت عن الاهتمام به ليس تصرفا سليما إذا أردتِ أن تُنجحي علاقتك به اعتبري تلك العلاقة نبتة صغيرة تحتاج منك إلى الاهتمام والرعاية والحب لكي تنمو وتكبر.. إذا لم يتصل بك فاتصلي أنت به.. إذا لم يرسل رسالة في يوم فقومي أنت بذلك.. اجعليه يتعود على وجودك في يومه، وصدقيني بعد فترة ستشعرين بفارق رهيب.. ستشعرين فعلا بذوبان الثلج الذي يقف حاجزا منيعا بينكما الآن.. جميل أن تضحّي وأن تعطي، وجميل أيضا ألا تنتظري المقابل خصوصا في البداية، إذا أعطيتِ دون النظر للمقابل سيصل إليك المقابل حتما فيما بعد حتى لو تأخر كثيرا.. صديقتي: كل ما أريد أن أقوله لك ألا تتخلي عن الحساسية، لكن لا تجعليها مفرطة، اقلقي لكن ليس دوما.. أعطي وانتظري المقابل لكن ليس في نفس الوقت.. احرصي على مشاعر الآخرين لكن اجعلي خطيبك وزوجك فيما بعد في مكان خاص جدا لا يشغله أحد غيره.. تتعاملي فيه بمنطق أرقى وأفضل بكثير من تعاملك مع الآخرين يعني "كوني حساسة ورقيقة وحريصة على المشاعر دوما، لكن معه كوني أفضل".. في النهاية أريدك إذا لم تكوني سعيدة بخطوبتك الآن حاولي أن تجربي أن تتفهميها وتحبيها وتحبي نفسك خطيبة لرجل وطرف في علاقة من اثنين، ولا تقارني نفسك أبدا بالفتاة التي كانت قبل.. تعاملي فقط مع الفتاة الآن التي تضع خاتما في إصبعها عليه اسم رجل ارتضت به خطيبا ثم زوجا.. هنا فقط ستبدئين رحلة ممتعة جدا، تشعرين فيها بداخلك بمخلوق اسمه الحب ينمو ويكبر وتنطق ملامحك بالسعادة به.. أتمنى لك كل التوفيق.. تحياتي