أ ش أ قال البابا تواضروس -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- إن المجتمع المصري يرفض الشكل الديني للدولة، مؤكدا أن "محمد علي الكبير، كان يبني دولة عصرية مدنية متحضرة منذ نحو مائتي عام". وشدد تواضروس -في حواره مع صحيفة "الجريدة" الكويتية- على أن "القوات المسلحة هي ضمير الشعب، فهي مثال للجدية والانضباط والالتزام، وأنها لم تتلوَّث بأفكار تطرف أو تمرد، لكن خلال عامي الثورة حدثت حالة من عدم الاستقرار، ثم جاءت أحداث ماسبيرو المؤلمة، وما كان يجب أن ينزلق الجيش إلى هذه الأمور، لكن العذر أن البلاد كانت في حالة عدم استقرار، وكان جهاز الشرطة في حالة ضعف". وتابع بطريرك الكرازة المرقسية أن "للقوات المسلحة ضميرا حيا وقيادة رشيدة، وعندما يحتاج إليها الشعب لن يتخلوا عنه، لأنهم جزء منه". وأشار إلى أن الكنيسة مؤسسة روحية لها دور اجتماعي تخدم المجتمع التي توجد فيه، مضيفا: "العنف يوجه للكنيسة بصورة عامة في مواقف كثيرة على مر التاريخ، وعلى الدولة حماية كل المؤسسات على أرضها وعلى رأسها المؤسسات الدينية الملتزمة". وأوضح بابا الإسكندرية أن تصريحاته عقب أحداث الكاتدرائية جاءت نتيجة للأحداث المؤلمة التي جرت بقصد أو بغير قصد، مشيرا إلى أن "جهاز الشرطة هو المسئول الأول عن الأمن الداخلي". وأضاف تواضروس أن "حتى هذه اللحظة لم نر أي إجراء على أرض الواقع، ويجب كشف المتورطين بأحداث الكاتدرائية ومساعدة أسر الشهداء"، وأوضح أن "النار لا تواجه بالنار، فالنار تواجه بالماء، كما أن الغضب والعنف لا يواجهان بغضب وعنف، والكنيسة تسلك كل القنوات الشرعية مع المسئولين الذين يقدمون مشاعر طيبة، لكن المشاعر وحدها لا تكفي". وجدد تواضروس مطالبته بالتطبيق الحاسم للقانون،وتقديم حلول عملية على أرض الواقع لمشكلة بناء الكنائس، مطالبا بإنهاء جميع صور التمييز بين المصريين، مشيرا إلى أنه أمر ممقوت ومرفوض. وحول زيارة بعض المسيحيين لبيت المقدس، قال بطريرك الكرازة المرقسية إن التطبيع الذي جرى بين مصر وإسرائيل حكومي، ولم يرتق إلى المستوى الشعبي كاملا، مبينا: "لا يصح أن ينفرد جزء من الشعب -الأقباط- بهذا التطبيع، من دون إخوانهم المسلمين، وهناك إجراءات من الكنيسة إزاء من قاموا بهذه الزيارة، تتمثل في حرمانهم من التناول من الأسرار المقدسة -القراءة في كتب المقدسة- داخل الكنيسة". وأعلن تواضروس أنه سيقوم خلال شهر مايو المقبل بزيارة تهنئة إلى قداسة بابا روما، بمناسبة مرور 40 عاما على أول مقابلة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية -كرسي الإسكندرية وكرسي روما- وسيزور خلالها عددا من الكنائس في إيطاليا. كان محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية قد شهد مؤخرا اشتباكات بين شباب الأقباط وأهالي العباسية؛ وذلك بعد توافد الأقباط على مقر الكاتدرائية؛ لتشييع جثامين 4 أقباط من أحداث مدينة الخصوص بالقليوبية، مما أسفر عن وفاة شخص وإصابة ما يقارب ال66 آخرين.