أنا شاب مصري عندي 30 سنة، أعمل بوظيفة محترمة جدا، وتعرفت على بنت جزائرية عن طريق أهلها وهم أصدقاء لي منذ سنين طويلة جدا، وهي بنت أختهم، جاءت إلى مصر أعجبت بها وخطبتها وقامت الثورة. وقرر أهلها أن يقدما الشقة لنا هدية فرفضت في البداية، إلا أني وافقت شريطة أن أقوم أنا بتجهيزها كاملة، وبالفعل أراد الله أن أقوم بتجهيزها من كل شيء من فرش وتجهيز البيت نفسه في أقل من شهرين، أدى ذلك إلي ضياع كل أموالي وكان الفرح بعد أسبوع، ولم يكن معي نصف فلوس القاعة، قلت لها أن أذهب لأهلها وأقول لهم. فرفضت في البداية، ثم بعد ذلك قالت إنه كلام كبار يجب أن تقول لهم، خصوصا بعد أن أفهمتها أن القاعة تكلمني لإلغاء الحجز، بالفعل ذهبت إلى خالتها وشرحت لها وفوجئت أنها ظنت أنني أريد الاقتراض منها. وقالت لي: "أنا جيبت البيت والعروسة وفستانها.." ولا أدري ماذا فعلت هذه الكلمة بي استفزتني جدا فقلت لها: "جهزت في أقل من شهرين" فقالت: "خلاص إلغي الفرح وإلا هل تريد مني أن أدفع أنا ثمن الفرح؟" هنا قلت لها: "لا طبعا أنا لم آت لذلك ولكن إذا كنتِ تريدين دفع تلك الأموال فسأقوم بردها إليكِ"، فقالت: "لا حرام علي لو عملت ذلك". وحينما نزلت من عندها فوجئت بالبنت تكلمني وتقول إنت عملت مصيبة كان لازم تقول لي قبل أن تصعد، قلت لها أنت قلتِ أن ذلك كلام كبار وفوجئت بعدها بنصف ساعة تحدثني البنت وتقول لي كل شيء نصيب. حاولت إرجاعها أكثر من مرة، إلا أنها رفضت تماما وبدأت تقول "هو دائم التعصب عليّ" -على الرغم أنه لما كان يحدث ذلك كنت أبادر بمصالحتها- ثم تقول "أنت كداب" مع إني لم أكذب عليها مرة واحدة، ثم تقول لا ثقة لي فيه فقد يرفع يده عليّ وهذا لم ولن يحدث. أصبحت لا أفهم شيئا، قلت لهم كلمة واحدة، وهل لو كنت عملت الفرح كنت سأكون مناسب؟ فلم أجد منهم ردا، حاولت بأكثر من طريقة، قلت لهم ممكن أن تسافر لبلدها ثم تعود، رفضت، حتى عندما سافرت تحصلت أنا على تأشيرة، وما إن علمت أني مسافر لها، إلا وفوجئت أنها تقول لي: "لا أريد أن أراك أو أكلمك طول حياتي ولا تحاول أن تكلمني أو تتصل بي، لم أعد أفهم شيئا، هل هذا كلامها أم كلام أهلها؟ وهل نسيت بهذه السرعة على الرغم من أنها كانت تنتظر يوم الزفاف أكثر مني؟ وهل هذه الكلمات نابعة منها حقا؟ والأهم من ذلك هل أنا اخطأت؟
lawyer
يقول المناطقة إن المقدمات تؤدي إلى النتائج, فإذا كانت المقدمات صحيحة أدت إلى نتائج صحيحة يقبلها العقل, والمقدمة الصحيحة للزواج أن يعد الرجل بيت الزوجية أو على الأقل يدفع ثمن الشقة التى سوف يتزوج فيها فالرجال قوامون على النساء ( بما أنفقوا) فالطبيعى والصحيح أن تنفق أنت، ويمكن أن تساعد الزوجة معك أو أهلها.. ولكن أن تقوم هى بتحمل الجزء الأكبر من تكاليف الزواج حتى لو أبدت الرضا الظاهرى تبقى في النفس غصة تطل برأسها من وقت لآخر وتفسد العلاقة الزوجية وكثير من الشباب يعرض عليهم ما عرض عليك، ويرفضونه لأنه وضع غير طبيعي يؤدي إلى خلل فى علاقة الرجل بزوجته، إذ ستشعر الزوجة بقوتها والتفوق على زوجها، وأنها صاحبة فضل عليه أو أنها ستشعر أنه ظلمها ولم يعطها حقها، وأنه مقصر فى واجبه نحوها فتعلن أو تكبت عصيانها عليه وفى الحالتين تتولد الكثير من المشاكل التى قد لاتستطيع تفسيرها. قد يكون ردي صادما، ولكن هى مهمتي أن أبصرك بأبعاد الموقف التى قد تغيب عنك، لقد قمت بتجهيز البيت، وهذا بالطبع لا يعادل ثمن الشقة، وكان من المنتظر أن تستكمل أنت بقية متطلبات الزواج، وبالطبع أنت أدرى بظروفك، فكان من الممكن أن تؤجل الزفاف حتى يتوفر لك المبلغ المطلوب، ولكنك لم تفعل لتأثرك بلهفتها على الزواج منك، فأسأت التصرف وظهرت أمامهم أنك تطمع فى المزيد بطلبك الاقتراض منهم لسداد ثمن القاعة، وكان الأولى بك أن تتصرف من أي جهة أخرى لاستكمال الزواج وليس منهم هم، ما دامت لديك النية والقدرة على السداد. هذا بالإضافة إلى أنه من طبيعة عادات الزواج في المجتمع الجزائري وكثير من البلدان العربية أن الرجل هو الذي يقوم بكافة تكاليف الزواج كاملة دون أى مساعدة من أهل العروس، حتى ملابسها عليه إحضارها وكذلك عليه أن يكسو أهلها. وتنحصر مهمة أهل العروس في إحضار الذهب لها وعلى رأسه حزام من الجنيهات الذهب وكانوا يعيبون على المصريات أنهن يساعدن الرجل في الزواج ويرون فى ذلك إهانة للمرأة وترخيص لنفسها. لقد تعمدت أن أسرد لك تلك الوقائع لتتصور مدى التضحية التي قدمتها لك تلك الفتاة وأسرتها. ولكن الجزائريات مولعات بالزواج من الرجال المصريين فلقد، جذبها إليك كونك مصريا تتوسم فيه أشياء معينة كتفاهم الزوج المصري واحترامه وحبه وخوفه على زوجته. لكن عاداتها وتقاليدها أثرت عليها وأظهرت مخاوفها وتداخلت سلبيات الزوج الجزائري "ضرب وإهانة الزوجة" مع سلبياتك وأسقطتهم عليك وقررت عدم استكمال الزواج. إن ما يريحها هو أن تتزوج مصريا على الطريقة الجزائرية، لقد طغت عليها وعلى أسرتها الإحساس بالإهانة لتنازلهم وتقديم الشقة لك، فهذه تعتبر مساعدة سخية تتطلب منك أن تردها لهم مضاعفة، ولكنك للأسف طلبت المزيد، مما أربكها وأضعف موقفها أمام نفسها وأمام أسرتها، وظهرت أنها تدفع لك وتلهث وراءك فوقعت في هذه التناقضات التي حيرتك ولم تستطع أنت تفسيرها، وفقك الله وهداك لما فيه الخير.