السلام عليكم ورحمة الله.. مش عارفة أبدأ حكايتي إزاي.. أنا عندي 19 سنة، وحاصلة على معهد كمبيوتر، أنا زي أي بنت مرّت بقصة حب وانتهت بالفشل، وأنا اللي أنهيتها، وبعدها اتقدم لي عريس فالأهل رحبوا بيه، وأنا وافقت على رأي أهلي واتخطبت، وصدقيني مالقتش فيه حاجة تشدني ليه، وحاولت.. وكان كلامه ليّ في الخطوبة جاف، ويوم ما جيت أشتري دبل الخطوبة حسيت إنه بخيل، قلت تلاقيها ظروفه وبابا أقنعني بكده، وفكرت في فسخ الخطوبة أكتر من مرة؛ بس مع الأسف بابا ماكانش بيرضى، ويقول لي: "إنتي هوائية". وانعقد القران.. بس صدقيني أنا ماكنتش عايزاه، وبكيت كتير أوي بعد عقد القران، وفي ليلة الدخلة المفروض العروسة تكون أسعد واحدة بعريسها وهو كذلك؛ كنا متفقين على عربية تزفنا قلت له عربية عمي قال لي ماشي، واتفقنا وأنا نازلة من الكوافير لقيته جاب غير العربية اللي متفقين عليها، فباقول له مش إحنا متفقين على كذا تخيلي قال لي إيه؟ قال لي عاجبك عاجبك مش عاجبك ماتركبيش وامشي مانكرش إني رديت عليه بعدها علشان كان سايبني وماشي قلت له امشي ماتهمنيش اللي يبيعني أبيعه والأهل تدخلوا وصالحونا علشان الفضيحة والناس وكده.
ولما روّحنا ماكانش راضي يقرب مني فاتحايلت عليه وبكيت علشان فيه ناس جايين وإحنا في بلد أرياف وبعدين قعد يقول لي أنا ماكنتش عايزك أنا بحب واحدة وعمري ماهنساها قلت له لأ أنت اتجوزت خلاص، وبعدين أنا مريت بتجربة زيك بس ماقلتش هو الحب الأول مانساهوش قلت أنا اتجوزت ولازم أنسى إن ماكانش بمزاجي يبقى غصب عني حفاظا على كرامة اللي اتجوزته؛ قالي لأ هي الحب الأول ومستحيل أنساها، فزعلت وأكيد اتأثرت لأني ماعشتش حياتي لا جواز ولا خطوبة وبعدين أستنى إنه يروح الشغل مايروحش وبعدين شدّ معايا بسبب حاجة تافهة والله وقام طردني فبابا سأل على شغله وهو أمين شرطة فلقاه غايب 6 شهور وماحدش بيحبه في شغله وتاريخه أسود والمهم إنه مش معترف بكده، وبعدين بابا جاب له واسطة علشان مايترفدش من شغله والله ما اعترف بالجميل وأهله مش بيعبّروني لما يقابلوني مع إن الناس بتقول عليهم إنهم كويسين.
مش عارفة أعمل إيه؟ أنا مش بحبه ولا باطيقه اتعذّبت منه كتير خلال الأسبوعين اللي قعدتهم معاه وضرب وغيره، علما بأني ماتعودش على كده خالص، خايفة أرجع له يعاملني أسوأ وأجيب أولاد والآخر يبقى مصيري الطلاق، فاتطلق دلوقتي ولا أعمل إيه؟ بس ماتقوليش جرّبي لأنه مش بيحبني 1% علشان أحاول معاه.
قلبي دق لحبي الأول ومحتاجة له أوي وعرف بحكايتي وقال لي أنا هاكون معاكي مش هاتخلى عنك مهما حصل، وأنا بشر مش ملاك أكيد محتاجة للحب مش عارفة أعمل إيه؟
a. s
أبدأ بطمأنتك إلى أنك لن تظلمي زوجك عندما تطلبين الطلاق، فسيطلقك ويتزوج بسهولة من أخرى، ولكنك ستظلمين نفسك ظلما فادحا يضاف إلى أخطائك السابقة القاتلة في حق نفسك، وستدفعين ثمن الطلاق وحدك، سواء أكان نفسيا أم اجتماعيا أم عاطفيا أم ماديا أم كل هؤلاء سويا.
لقد قمت بإنهاء تجربة حبك الفاشلة، وهذا يعني أنك تأكدت من انعدام فرص نجاحها -أيا كانت الأسباب- فما الذي دفعك إلى فتح الملفات القديمة وخداع النفس والتورط في الخيانة الزوجية، فلا شك أن حديثك وتفكيرك في غير زوجك يُعدّ من الخيانة المحرمة شرعا والمرفوضة اجتماعيا أيضا، وتهدد صاحبتها بعقاب الله في الدنيا والآخرة، وبالفضائح التي ستحاصرها بكل تأكيد.
أما عن قولك عمن أحببته بأنه لن يتخلى عنك فأين كان قبل الزواج؟ ولماذا لم يقاتل للزواج منك؟ وبأي صفة يتدخل في موضوع طلاقك؟ ولماذا تسعين إلى مضاعفة مشكلاتك وزيادتها بدلا من حلها؟
أما عن قولك إنك بشر ولست ملاكا وأنك تحتاجين للحب، فأقول لك: إن البشر الأذكياء لا يبررون لأنفسهم الخيانات الزوجية بل يقومون بالبحث عن أي نقاط للضوء وإن كانت نقطة واحدة واعتبارها بداية ذكية لتحسين العلاقة مع شركاء الحياة، الذين اختاروهم بملء إرادتهم.
لقد تقدّم زوجك لخطبتك ووافقت عليه بناء على ترحيب أهلك ولم يجبرك أحد على ذلك، ربما فرحت بالزواج وبارتداء فستان الزفاف وحلمت بالحب وبالسعادة وتوقعت الحصول على ذلك وهذه مسئوليتك وحدك.
فخطيبك لم يخدعك بل على العكس كان واضحا تماما بكل عيوبه، فقد لاحظت أنه كان جافا في حديثه معك، وأنه بخيل أيضا؛ ولكنك فتشت عن مبرر لتستمري في مشروع الزواج، وليس صحيحا أن والدك أقنعك بذلك، فالحقيقة أنك كنت تريدين الاقتناع؛ لأنك كنت تتعجلين الزواج، رغم صغر سنك.
أما عن قولك إنك كنت ترغبين في فسخ الخطبة فلا شك أنه كان بإمكانك والإصرار على ذلك وتحمّل بعض المضايقات من أسرتك لو كنت تريدين ذلك حقيقة، ولكنك لم تفعلي.
لقد اخترت الاستمرار معه وإقناع نفسك بأن الأمور التي تضايقك هي أمور تافهة وقلت يكفي أنه يصلي، والحقيقة أن الزواج لكي ينجح يحتاج إلى ما هو أكثر من الصلاة، فالصلاة أمر بين الإنسان وربه وما نحتاج إليه هو حسن التعامل معنا.
وكي تكون ليلة الزواج أسعد أيام العرس لا بد من مقدمات لهذه السعادة ومنها اقتناع العروس الحقيقي بعريسها، ووجود تفاهم حقيقي بينهما وعدم توقع حدوث تغييرات غير واقعية بعد الزواج في شخصية الزوج وعدم تجاهل ما يضايق العروس واعتباره أمورا تافهة لا سيما إذا كانت أشياء جوهرية مثل سوء المعاملة أو البخل.
ولم تكوني موفقة عندما تشاجرت معه في ليلة الزفاف؛ بسبب إحضاره لسيارة أخرى لنقلك من الكوافير؛ لأنك كنت تعرفين أن أسلوبه جاف ولا شك أنه اعتبر اعتراضك محاولة لمضايقته أو السيطرة عليه، ولذا رد عليك بما هو أسوأ وقد أسأت لنفسك قبل أن تسيئي إليه عندما قمت بالرد عليه بما هو أسوأ، وكثيرا ما أؤكد بأن الزوجة الذكية هي التي تقوم بإعزاز نفسها بصيانتها عن سوء معاملة زوجها لها، عن طريق الامتناع التام عن تحريضه على الإساءة إليها من خلال سياسة رد الصاع صاعين أو الرد بحدة وعدوانية على ما لا يعجبها من كلام أو تصرفات زوجها، فبالتأكيد لن يقبل ذلك وسيتعامل معها بما هو أقسى؛ ليثبت لنفسه قبل أن يؤكد لها أنه الرجل وصاحب الكلمة الأقوى، وبهذا يتحول الزواج إلى حلبة للصراع وميدان للخسائر للزوجين والزوجة على وجه الخصوص.
ولذا أتمنى ألا تعامليه بحدة حتى لا تضطري للبكاء والتوسل إليه كما حدث، ولم تكوني موفقة عندما أخبرته بأنك أحببت غيره ردا على إخباره لك بأنه يحب غيرك، ففي ذلك بداية غير موفقة للزواج..
وكنت أتمنى أن تتمسكي بما قلت بأنك ستنسين من أحببت قبل الزواج؛ حفاظا على كرامة من تزوجته، والحقيقة أنك ستفعلين ذلك لنفسك ولحمايتك من غضب الله عز وجل وحفاظا على كرامتك أنت قبل أن تكون كرامة زوجك..
ومن الواضح أنك تحتاجين إلى مراجعة جيدة لظروف الزواج، وللتعامل الجيد مع زوجك ولفهم حقائق الحياة، ومن ذلك قولك إن زوجك لا يريد الاعتراف بأن أحدا لا يحبه في العمل وبتاريخه الأسود، والحقيقة أنه لا يوجد إنسان يحب الاعتراف بما يقلل من شأنه، وليس من الذكاء الحديث عن مثل هذه الأمور أو محاولة تجريحه فسيحرضه ذلك على الإساءة إليك، وأيضا لا تطالبيه بالاعتراف بالجميل لوالدك لمساعدته له على العودة على عمله، فقد قام بذلك من أجلك أنت وليس من أجله، ولا تفسدي حياتك بالمنّ عليه حتى لا تدفعي الثمن وحدك.
وأعجبني قولك إن الناس يقولون عن أهله إنهم كويسين، وفي ذلك إشارة إلى إمكانية بدء صفحة جديدة معه ومعهم بشرط التخلي عن توقع معاملة رائعة والقبول بأي تحسن في المعاملة واعتباره بداية لزواج ناجح وتعارف حقيقي وتذكر الأسباب التي دفعتك إلى الزواج منه.
ولن أقول لك عودي لزوجك لأنه يحبك، ولكن سأقول لك: عودي له لأنك تحبين نفسك ويجب إعطاؤها فرصة لإنجاح الزواج، ومن المؤكد أنه يحبك بدرجة ما وإلا لما كان قد تزوجك، أما عن تصريحه بأنه يحب غيرك فهو نوع من الغباء وربما ليشعرك أنك لن تستطيعي السيطرة عليه عاطفيا ليفعل لك ما تريدين ضد إرادته..
أنت لا تحتاجين لحبك الأول بقدر ما تمرين بفترة ضعف شديدة يحاول هو استغلالها وسيؤذيك كثيرا، تغلبي على هذا الضعف وعودي إلى زوجك وشجّعيه بنعومة وذكاء ودون حصار عاطفي، وبعيدا عن الالتصاق به على حسن معاملتك ولا تردّي على استفزازاته بأي صورة حتى لا يتحول إلى ضرب وامسكي بالريموت كنترول في يديك ولا تفكري في الطلاق، وتذكري أن السنة الأولى في الزواج من أصعب الأعوام بشكل عام واختاري النجاح وقومي ببرمجة جديدة لأفكارك عن الحب والزواج تختلف عن البرمجة السلبية التي كوّنتها من قبل، وتعاملي مع استمرار زوجك في الزواج على أنه إعلان عن حبه لك وإن لم يصرح بذلك، ولا تهزمي نفسك أبدا سواء بالتفكير في غيره أو التكاسل في تحسين علاقتك به، واعلمي أن ذلك سيستغرق بعض الوقت والجهد أيضا، ولكنني أؤكد لك أن النتيجة ستكون رائعة وتستحق ذلك، وستحتفلين بها أيضا فتذكري ذلك دائما؛ وفقك الله.