أنا عندي مشكلة ونفسي حد يشاركني برأي أو نصيحة، أنا عندي 28 سنة ومتجوزة عن حب، جوزي كان بيحبني أوي من واحنا زمايل في الجامعة، وأنا كنت بارتاح له بس ماكنتش بحبه بنفس الدرجة، بس فكرت بعقلي ولقيت إن ده الشخص المناسب؛ لأن حبه ليّ كان بجنون، لقيت إنه هو الإنسان اللي هاثق فيه وهيعمل كل حاجة تريحني وفعلا ده اللي حصل، اتجوزنا في شقة في بيت أهله وكنت مش مرتاحة معاهم. بعد جوازنا بسنة طلبت منه إننا ننقل ونسكن بره؛ لأن الحياة معاهم صعبة وماكنتش حاسة إني مستقرة في بيتي، فعلا حاولت استمر معاهم بس ماقدرتش وكان هو شايف ومقدّر ده علشان كده هو فعلا ريّحني ونفذ لي طلبي ونقلنا بره، رغم إن أهله زعلوا منه وعملوا له دوشة كبيرة، بس هو اتحمل كل حاجة، علشان يريحني وكانت الظروف المادية صعبة؛ لأنه مدرس، ولما نقلنا طبعا اتحملنا إيجار الشقة لوحدنا؛ لأنه ساب بيت أهله، وكان ملك، فاضطر إنه يشتغل شغل تاني علشان يكفي مصاريف البيت، أنا مقدرة كل اللي هو عمله، وأنا كمان وقفت جنبه في الأول كتير، واستحملت ظروف كان صعب على واحدة في مكاني تستحملها.
بس المشكلة مع جوزي إني رغم كل حاجة بيننا إلا إني مش عارفة أحسه وأحبه زي ما بيحبني، إحنا دلوقتي متجوزين بقالنا 5 سنين ولسه مش معانا أطفال، مع إننا كشفنا وإحنا الاثنين كويسين مافيش أي موانع عندنا، وهو بيقول لي أنا مش يهمني غير إنك تكوني سعيدة معايا، بس أنا مش عارفة أحبّه ولا عارفة أحس بيه، مش مرتاحة في علاقتنا الجنسية مع بعض، حتى في أكتر وقت المفروض نبقى قريبين ماببقاش عارفة أحبه ولا أحس بيه، دايما باحسّ بحبي ليه إنه حب لأخ أو صديق إنما مش إحساس حب لجوزي أو حبيبي.
أنا عارفة إن المفروض كنت أحكم على ده من زمان بس ده اللي حصل، ودلوقتي باحس إني باظلمه معايا، من فترة قريبة وأوقات باقابل ناس وأحس إني متقبلاهم روحيا، وجوايا لهم إحساس مش باحسه ناحية جوزي، طبعا بابقى مسيطرة جدا على نفسي، ومش بابيّن ده ومش باحاول أفكّر أصلا، بس بجد رغم كل حب جوزي ليّ بس أنا مش عارفة أحبه ولا أحسّه، يا ترى أنا اخترت غلط، ولا فيه حاجة فيّ هي اللي غلط؟
أعمل إيه على فكرة أنا عمري أبدا ما أخون جوزي ولا أتخلى عنه، ولا عاوزة أظلمه مهما كان الإحساس اللي جوايا هاستحمل، ومش هاجي عليه ولا هاجرحه بعد اللي عمله علشاني، بس أنا نفسي أحبه وأحس بيه علشان أكمل السعادة في حياتنا؛ لأن أنا فعلا مش عارفة أحبه ولا أحسه، ودي حاجة مش عارفة أتحكم فيها، مش عارفة بجد أحس بيه من فضلكم حد يشاركني وينصحني؟
Kooky.ee
شعرت بالخوف البالغ عليك فقد وصلت لمرحلة خطرة للغاية، ولا يكفي "توهم" أنك تستطيعين السيطرة على مشاعرك، وعلى ما أطلقت عليه تقبلك "الروحي" لرجال غير زوجك، وأنك لا توضحين ذلك ولا تحاولين التفكير فيهم..
فكل هذه التطمينات "الزائفة" تؤكد أنك بدأت مرحلة "البحث" عن الحب بعيدا عن زوجك، وأرجو ألا تعترضي أو أن تقولي إن هذا يحدث رغما عنك، ولا يبدو عليك، فأي رجل "خبير" سيلاحظ ذلك وسيحاصرك حتى يستدرجك إلى الخيانة.
والمشكلة ليست أنك لا تستطيعين حب زوجك، بل كونك لا ترغبين في ذلك، فقط كان هدفك من الزواج منه أن يفعل ما يجعلك تشعرين بالراحة، وقد فعل ذلك "وتخلى" عن شقة تمليك في بيت أسرته، وتحمّل غضب أهله "المشروع" منه، وخاصة أنك اكتفيت بالقول بأن الحياة معهم كانت صعبة، ولم تذكري مشاكل "بشعة" حدثت، ومن الطبيعي حدوث عدم توافق مع أسرة الزوج والسعي للتقارب والاستمتاع بالشقة التمليك بدلا من الإصرار على الانتقال لشقة بالإيجار؛ للاستمتاع بسعي زوجك لإراحتك ولو خسر أهله، وتحمل أعباء مادية هو في غنى عنها.
فقد تحمّل زوجك أعباء العمل الإضافي ليدفع إيجار الشقة الجديدة، أما عن قولك بأنك تحملت ظروفا يصعب لمثلك تحملها، ومع احترامي التام لك يجب أن أصارحك بأمانة، فهذا دورنا، فإن ما تحملته كان "أقل" ما يمكن بعد تضحيات زوجك الرائعة من أجلك بل لم يكن بإمكانك تجنّبه أو مطالبة زوجك بالمزيد..
وأتمنى ألا تشعري باضطرارك للعيش مع زوجك، فبهذا التفكير تظلمين نفسك وتظلمينه أيضا..
فهذا الشعور سيجعلك تشعرين بالضغط النفسي ولن تمنحي نفسك ولا زوجك السعادة، ومن حق زوجك أن "يستمتع" بحب زوجته له وإقبالها عليه كرجل، ومن حقك على نفسك أن تغيري نظرتك لزوجك وأن تتعاملي معه على أنه رجل رائع محب ومخلص، وليس مجرد إنسان يسعى لسعادتك ويحبك بجنون..
تكمن مشكلتك في تعاملك مع حب زوجك لك على أنه أمر "عادي" لا يستحق منك أي تجاوب، وأنك تزوجتِه بعقلك، ولم تحاولي "بجدّية" الاقتناع به بقلبك، وأؤكد لك أن هناك الكثير من حالات الزواج التقليدي التي تمت بناء على اقتناع العقل، ثم "سمحت" الزوجات للحب "بإنارة" الزواج بعد ما لمست كل زوجة حسن التعامل ولطف الزوج ومحبته..
لكنك قمت بإغلاق قلبك وتعاملت مع اهتمام زوجك براحتك على أنه "حق" لك؛ بسبب موافقتك على زواجك منه، فقد سعى لما يريحك دون منحه الحب، فلماذا تحبينه وقد أعطاك ما تريدين "مجانا" ورفضت منحه قلبك.
وأهديك قول الإمام علي كرم الله وجهه: "زهدك في راغب فيك نقصان حظ, ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس"... وصدقيني لو اتخذت قرارا بأن تحبي زوجك لتغيرت حياتك للأفضل بصورة "ستندمين" فيها على كل لحظة سابقة في زواجك.
لأنك حتى في علاقتك الحميمة بزوجك فإن عقلك يعمل عندئذ، ويخبرك بأن زواجك عقليا وليس عاطفيا، ولذا فمن كثرة التفكير في هذا الأمر بدأت تشعرين بما ذكرت أنه التقبل "الروحي" لرجال، ولا يوجد شيء بهذا الاسم، إنما هو انجذاب عاطفي أو جسدي وغالبا الاثنان معا..
وهو كالنيران إذا لم تسارعي بإخمادها فستقوم "بإحراق" حياتك، وتخسرين كل شيء، فأي رجل سيلاحظ انجذابك وأنت زوجة، لن يتعامل معك باحترام وسيستغل الموقف عاطفيا وجسديا ثم يتخلى عنك بعد افتضاح أمرك لتدفعي الثمن وحدك، وليذهب هو لعلاقة جديدة..
صدقيني لا أريد إيلامك، لكن لا بد من توضيح المصير "الوحيد" لاستسلامك لهذه المشاعر..
لذا أمامك خيارات..
إما مواصلة حياتك بنفس الأسلوب وستكون الخسارة مؤكدة، فستنجرفين للخيانة، ولو بعد حين، وسيطلقك زوجك وتدفعين ثمن الفضائح غاليا..
أو طلب الطلاق والتخلي "بإرادتك" عن كل مزايا زوجك "وانتظار" أن يتقدم آخر للزواج منك، أو الدخول في علاقات غير موفقة تتسبب في الجراح، وقد ينتهي الأمر بالقبول بالزواج من مطلق أو أرمل يكبرك كثيرا، ولديه أبناء أو تكوني زوجة ثانية، كما حدث في كثير من الحالات المطلقات التي عايشتها عن قرب، أو العيش بدون زواج لفترة طويلة ومحاولة الرجوع لزوجك، مع تحمل فاتورة الطلاق النفسية والعاطفية والاجتماعية، وربما المادية أيضا..
والخيار الثالث، تغيير تفكيرك وليس تصرفاتك مع زوجك "وزرع" الاكتفاء به، وعدم التعامل مع حبه الزائد له، على أنه ينتقص من رجولته أو يقلل من تقديرك له، وألا تتعاملي معه من باب الاعتراف بالجميل، ومحاولة رد تضحياته بالاستمرار في الزواج فهذا أكبر إساءة لمشاعره ولعمرك أيضا..
وليس صحيحا أنك لا تستطيعين التحكم في مشاعرك؛ فالحقيقة أنك قمت ببرمجة عقلك أن زوجك سيحقق لك الراحة، ولم تضيفي إليه أنك ستحبين زوجك، وبإمكانك إضافة ذلك إذا رغبت، أما إذا اخترت الطلاق وهذا من حقك بالطبع، فأود أن تفعلي ذلك قبل الإنجاب حتى لا تضاعفي مشاكل ما بعد الطلاق، وأيضا حتى لا تؤذي أطفالا لا ذنب لهم إلا أن أمهم تزوجت والدهم ليمنحها الراحة فقط.. وفقك ربي وحماك.