السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولاً أحب أشكر كل أسرة بص وطل؛ وبالتحديد أسرة فضفضة.. أنا بنت عندي 20 سنة، مخطوبة وفرحي بعد حوالي شهر ونص؛ بس عندي رعب فظيع, مش من الجواز بس, المشكلة بالنسبة لي، هي إن في بلدي البنت بتكون حياتها كاملة مع أم الزوج؛ يعني بيكون ليها شقة خاصة بيها؛ لكن بتكون في نفس بيت أهل الزوج، والبنت بتكون قعْدِتها وأكلها وتقريباً كل حاجة مع أم الزوج.. أنا مش معترضة طبعاً على ده؛ لكن مع الأسف أنا بطبعي مش اجتماعية؛ يعني غالباً هتلاقيني مع نفسي.
أنا خايفة جداً جداً من الحياة دي، ومش عارفة إزاي هاقدر أتأقلم معاهم؛ مع العلم إن علاقتي بخطيبي علاقة عادية؛ صحيح هو بيحبني؛ بس مع الأسف أنا آخر إحساسي بيه هو التقدير والاحترام؛ لكن مش حاسة إني بحبه. هو أهله ناس محترمين جداً؛ لكن كل ما الفرح بيقرّب، خوفي بيزيد؛ لدرجة إني كتير باحسّ إن نهاية أيامي الحلوة هتكون هي أيامي هنا في بيت أهلي.. حاسة إني مش هاقدر أتعامل معاهم على طبيعتي لأني بجد انطوائية، وده أكيد هيعمل مشاكل؛ لأنهم ممكن يحسوا إني مش بحبهم أو متضايقة منهم، وده مش حقيقي.
مش عارفة أعمل إيه، أرجوكم ساعدوني، أنا خايفة أوي أعيش مع ناس عمري ما عشت معاهم، ويا دوب لسه علاقتي بيهم بادئة من أقل من سنة؛ ده غير إنها مش علاقة قوية.
Boba
نشكرك ونرحّب بك دائماً، وندعو لك بزواج ناجح وسعيد..
ولكي تفوزي بذلك بمشيئة الرحمن، لا بد من التوقّف مع نفسك لتغيير نظرتك لمستقبلك بعد الزواج.. واسمحي لي أن أسألك: إذا مشيت في الشارع وأنت تقولين لنفسك "لا فائدة، سأقع" وتكررين ذلك لنفسك؛ فهل ستتمكنين من السير بنجاح، أم ستقعين بسرعة؟ وأثق أنك ستردّين بأن الوقوع هو المصير المؤكد.. لذا أتمنى طرد الرعب من الزواج، واستبداله بالفرح، وباليقين بنجاحك الرائع؛ كما أدعو لك من كل قلبي.
وأصارحك أنني خفت عليك لقولك أنك لا تشعرين أنك تحبين خطيبك، برغم أنه يحبك، وأنك تقدّرينه وتحترمينه فقط.. لذا أودّ التأكد من حبك له قبل الزواج، وربما تظنّين الحب هو الاشتياق الزائد إليه، والتفكير فيه معظم الوقت؛ وهذا قد لا يكون حباً؛ بل انجذاباً عاطفياً سرعان ما يهدأ بعد الزواج، كما يحدث كثيراً.. ولكن الحب الناجح هو الذي تودّين فيه قضاء باقي حياتك معه، وتُحسين بالراحة العاطفية إلى جواره، وبأنك لا تفكّرين في غيره، ولا تتزوجينه لمجرد أنه فرصة جيدة للزواج؛ بل تشعرين بقدر جيد من الإعجاب به، وأنه يحقق لك قدراً جيداً من الرضا العاطفي.
أما عن شعورك بالرعب من الزواج فأرى أن بإمكانك الاطمئنان؛ سواء من ناحية اللقاء الزوجي الحميم لأنه لقاء طبيعي، ولا مبرر للقلق منه، وستفرحين بإقبال زواجك عليك كأنثى، وأتمنى أن تتجاوبي معه تدريجياً، وأن تُشعريه برضاك عنه في هذا اللقاء، وأن تستمتعي به وتطردي أي مخاوف؛ فهي بلا أي أساس واقعي.
أما عن رعبك لمسئوليات ما بعد الزواج؛ فبإمكانك استغلال هذا الرعب للتدرّب على إتقان مهارات إدارة شئون منزلك تدريجياً، والفرح بأي تقدّم تحققينه، وأن يكون هدفك هو إسعاد نفسك وزوجك، وليس أن تكون جميع تصرفاتك مثالية؛ فلا أحد منا مثالي، وكلنا نخطئ ونصيب.
وعندما نخطئ يجب أن نرحم أنفسنا ونحترم أننا بشر ولسنا ملائكة، ونكتفي بالتعلّم من الأخطاء واكتساب الخبرات، وعندما نُحسن التصرف علينا الاحتفال بنجاحنا، حتى تتزايد ثقتنا بأنفسنا، وهو ما أتمنى أن تفعلينه دائماً.
اطردي الخوف من أهل زوجك، واسعدي بأنهم محترمون، وكوني وسطاً؛ فلا تتسرعي بالاندماج معهم، ولا تبالغي في التحفّظ معهم.
وتوقفي عن القول بأنك انطوائية؛ حتى لا يتصرف عقلك على هذا الأساس، وقولي: سأتعلم الثقة بالنفس، وسأُظهر لهم محبتي واحترامي تدريجياً، وسأبتسم عند حديثي معهم؛ فالابتسامة تُفرز هرموناً طبيعياً يُهدّئ الجسم، واحرصي على الجلوس وقامتك معتدلة مع إرخاء الكتفين؛ مما يساعدك على الشعور بالراحة الداخلية.
وقولي لنفسك يومياً: أهل زوجي محترمون ويحبونني، وأنا سأكون سعيدة معهم، ولست مطالبة بإثبات حبي لهم، وسأتعامل معهم بلطف، ولن أتسرع في الحكم عليهم، وسأحرص على احترام خصوصياتهم وعدم توجيه أيه انتقادات إليهم، مع مجاملتهم من آن لآخر، ولن أتعامل معهم بحساسية زائدة، وسأتعلم إسعاد نفسي، وسأعيش بإذن الرحمن أياماً أحلى من حياتي الحالية، وسأتفاءل بالخير وسأجده؛ كما أخبَرَنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وسأهزم إبليس اللعين الذي يريد سرقة فرحتي بزواجي.