أولا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثانيا: بجد باشكركم على القسم الهايل ده واهتمامكم بالرد على المشاكل، ثالثا: مشكلتي يمكن تبان مش مشكلة أوي بس بجد هي مضايقاني أوي، حاسة إن كل حاجة في حياتي غلط وإن أنا مش مكاني في الدنيا، أنا جيت المكان ده الغلط. معظم الحاجات اللي حلمت بيها ماتحققتش، وكنت دايما باقول يمكن ربنا شايل لي الأحسن، يمكن أنا باطلب وباسعى لحاجة مش كويسة ليّ، ودلوقتي أنا حاسة بخوف جوايا، من إيه مش عارفة، مجرد خوف، يمكن من المستقبل، يمكن من الناس، يمكن إني أفشل تاني، مش عارفة، مجرد خوف مسيطر عليّ مش عارفة إيه سببه.. المشكلة الأكبر اللي لاحظتها من قريب إني متعلقة بطفولتي أوي، كأنها مرحلة مش عاوزة أخرج منها أو نفسي أرجع لها، والمشكلة إني مش صغيرة أنا 25 سنة، بس كل لبسي وحتى جزمي شبه بتوع المدارس، وحتى مش باحط ميك آب ولا حتى مهتمة بمظهري زي باقي البنات، مش عارفة هو أكيد العيب فيّ أنا عارفة، ساعات بافكر هو إيه المميز في طفولتي علشان أحس إنها مرحلة نفسي أرجع أعيش فيها، للأسف مافيهاش شيء مميز، بالعكس كان معظم الاهتمام يا بأختي لأنها الأكبر يا بأخويا لأنه الولد، لكن مش فاكرة إن فيها شيء مميز. مشكلتي دلوقتي هي حالة الخوف اللي جوايا، أنا خايفة أروح أقدم في شغل لأني مقتنعة إني مش هاتقبل، مع العلم إن أنا كنت شغالة 4 سنين، وفجأة صاحب الشغل مشاني ولما سألت قال لي عدد الناس كتير وأنا باخفف عمالة، وبعدي جاب واحدة جديدة غيري وماحدش عاوز يقول لي هو مشاني ليه، مع العلم إني في حالي ومش باعمل مشاكل.. وأنا حتى مابقيتش عاوزة أخرج من البيت، وبيمر عليّ وقت كتير بابقى متضايقة من غير سبب واضح مش عارفة ليه، باحس إني إنسانة مهزومة ومكسورة وإني ماليش مكان في الحياة دي، وفي الآخر شكرا ليكم كنت محتاجة جدا حد أتكلم معاه.
Rana_m4
كثيرا ما يعاني الطفل الأوسط من تصور إهمال الوالدين له، مما يولّد عنده الشعور بالحرمان وعدم التقبل من الآخرين وضعف الثقة في النفس، فلا يرغب في مواجهه الآخرين ويفشل في التعامل معهم فيهرب منهم.. وتتنوع أساليب الهروب التي منها الحنين إلى مرحلة الطفولة وفي الحالات المتطرفة العودة إليها فيما يعرف بالنكوص، حيث يتصور الفرد أنه ما زال صغيرا يحتاج إلى حماية الوالدين ومساعدتهما والاعتماد عليهما مما يوجِد له مبرر لفشله في التعامل مع الواقع، وأعتقد أنك قد وقعت في هذه الدائرة مما أفقدك الحصول على الخبرات الإيجابية التي تؤهلك لمواجهة الواقع والتكيّف معه والتعامل مع الآخرين بنجاح وتقبلهم والتجاوز عن سلبياتهم, وكذلك عدم جلد الذات عند الوقوع في الخطأ أو الفشل في الوصول إلى هدف ما. فعندما نقع في مشكلة ما علينا أن ندرسها جيدا وبموضوعية من كل أبعادها بما فيها سلوك الفرد نفسه، فيما يعرف بطريقة حل المشكلة على مستوى الوعى والشعور وليس الهروب منها لاشعوريا، فأنت كما ورد في رسالتك لا تهتمين بمظهرك وترتدين ملابس وأحذية المدارس و"في حالك" عمدا أو دون قصد.. وكل صاحب عمل يفضل أن يكون لديه من يتمتعون باللباقة وحسن المظهر والتعامل بإيجابية وثقة دون غرور الفرد أو عدم تقديره لنفسه والإيجابية لا تعني الوقوع في المشكلات، ولكن تشير إلى التفاعل الناجح مع الآخرين والخروج بأفكار عملية جديدة تفيد العمل وتطوره, لا أن يظل كل فرد في حاله ويظل العمل محلك سر, وقد يكون هذا ما دفعه إلى الاستغناء عنك وتوظيف غيرك في نفس المكان. والآن ماذا أنت فاعلة؟ - عليكِ أن تتخلصي من الحنين الدائم إلى مرحلة الطفولة وتتطلعي إلى المستقبل كشخصية ناضجة وفاعلة وليس مفعولا بها. - اكتشفي إمكانياتك وقدراتك واستغليها ووجهيها جيدا، بل أيضا نمّيها وطوريها كالالتحاق بكورسات معينة لتحديث معلوماتك وزيادة خبراتك. - ضعي في اعتبارك أن النجاح لا يأتينا ونحن واقفون مكتوفي الأيدي نتحسر على عدم مجيئه إلينا، بل النجاح نتيجة بحث وجهد ومثابرة، وتحمّل الفشل ومعرفة أسبابه وتجنبها بعد ذلك. - ضعي في اعتبارك أنك سوف تنجحين في الالتحاق بعمل جديد وأنك قادرة على ذلك. - تخلصي من الأفكار السلبية التي تسيطر عليك وتكبل إمكانياتك، وذلك بغلق ملف الهزيمة في عقلك وفتح ملف النجاح والإنجاز، وذلك بإحضار ورقة وقلم وكتابة كل التجارب والخبرات الناجحة التي مررتِ بها، حتى ولو نجاحك في المرحلة الابتدائية أو حتى في تنظيف حجرتك فالعقل مجموعة من الملفات إذا فتحنا أحدها طغى على تفكيرنا محتوياته، مما يدفعنا إلى الاستمرار في نفس النسق, فلنغلق إذن ملف التعاسة والإخفاق ونفتح ملف السعادة والنجاح. مع خالص تمنياتي لك بالتوفيق..